فاز السناتور باراك أوباما رسمياً بترشيح الحزب الديموقراطي له لانتخابات الرئاسة الأميركية، ليصبح بذلك أول مرشح أفريقي - اميركي يدعمه حزب كبير في تاريخ البلاد. وأعد الديموقراطيون احتفالاً كبيراً لأوباما أمس، الذي قبل الترشيح التاريخي له بكلمة تفصّل رؤيته للتغيير في أميركا. وألقى اوباما الكلمة في ملعب كرة قدم في الهواء الطلق في دنفر امام 75 الفاً من مؤيديه في الذكرى الخامسة والأربعين لكلمة مارتن لوثر كينغ، التي قال فيها"انا عندي حلم"وهي حدث تاريخي في حركة حقوق الإنسان الأميركية. وأول من أمس، جاء فوز اوباما اثر مقاطعة منافسته السابقة سناتور نيويورك هيلاري كلينتون عملية تصويت المندوبين بالأسماء، لتدعو الى تزكية أوباما بصيحات التأييد، رغبة في تجنّب إظهار انقسام الحزب. وقاطعت كلينتون عملية التصويت لتخاطب المؤتمر الديموقراطي في دنفر بالقول:"لنعلن معاً الآن وبصوت واحد أن أوباما هو مرشحنا جميعاً، وسيكون الرئيس المقبل للبلاد". واستدعى طلب كلينتون تدخّل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي التي سألت"هل هناك رأي آخر"فرد المندوبون بصيحات التأييد والهتافات. يشار إلى أن كلينتون ألقت بثقلها وراء اوباما أول من أمس، ودعت أنصارها الى دعم منافسها السابق، وعدم السماح بفوز المرشح الجمهوري جون ماكين. وقبل التصويت، ظهر أوباما على المنصة الرئيسية للمؤتمر في كلمة قصيرة وغير معلنة سابقاً، وقال ممازحاً:"أعتقد أن المؤتمر يسير بصورة رائعة حتى الآن... ما رأيكم؟" ومدح أوباما زوجته ميشيل، والرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري، وقال إن التغيير يصنعه"أشخاص عاديون يقومون بأفعال غير خارقة للعادة". وقال كلينتون في كلمة أمام المؤتمر، إن أوباما"جاهز للرئاسة"، واضعاً حداً لما ركزت عليه حملة هيلاري طوال الشهور الماضية، لجهة نقص خبرة منافسها. ومع أن كلينتون كان من أبرز من استخدموا سلاح"عدم جاهزية"أوباما، لكن كلمته قدمت تأكيداً على عدم فعالية هذا الأسلوب الذي أشار إلى أنه"فشل عام 1992 خلال الانتخابات التي فاز بها، لأننا كنا في الموقع التاريخي الصحيح، وسيفشل عام 2008 لأن أوباما في الموقع التاريخي الصحيح". وأشار كلينتون إلى ما جاء في خطاب زوجته أمام المؤتمر أول من أمس، وقال:"الليلة الماضية أكدت هيلاري بما لا يدع مجالاً للشك أنها ستقوم بكل ما بوسعها لانتخاب أوباما... وأنا أضم صوتي إليها، وفي الواقع أضم 18 مليون صوت"، في إشارة إلى عدد الناخبين المسجلين الذين يدعمونها. وشن كلينتون هجوماً عنيفاً على ماكين، وقال إنه سيواصل"السياسات الفاشلة"للرئيس جورج بوش، وخصوصاً لجهة"إعفاء الأثرياء من الضرائب"، الأمر الذي سيوسع الهامش الطبقي ويضر ببرامج التأمين الصحي ويضعف الاقتصاد. وأضاف أن أوباما"سيقود البلاد بعيداً من الانقسام والخوف الذي ساد السنوات الثماني الأخيرة، ويعيدنا إلى الأمل". إلى ذلك، قدم المؤتمر دعمه لترشيح جوزيف بايدن لمنصب نائب الرئيس. وألقى بايدن كلمة قبل فيها ترشيحه، وركّز على مهاجمة ماكين، من خلال استعراض مواقف الأخير من قضايا عدة، أبرزها ما يتعلق بالضرائب والطاقة البديلة. وأشاد بايدن بمواقف أوباما، قائلاً إنه أصاب في المواقف التي اتخذها حيال قضايا عدة ، أبرزها الحرب في أفغانستان وقضايا الأمن القومي، وهي النقطة الأبرز التي يتفوق ماكين فيها على أوباما، وفق استطلاعات الرأي. وقال بايدن:"جون ماكين صديقي. سافرنا الى العالم معاً. انها صداقة تمتد الى ما وراء السياسة، والشجاعة الشخصية والبطولة التي أبداها ماكين تبهرني". وأضاف:"لكني اختلف بعمق مع الاتجاه الذي يريد ماكين ان يقود هذا البلد إليه، من أفغانستان الى العراق"، مشيراً الى بروز روسيا والصين والهند كقوى عظمى، والى انتشار الأسلحة وتحديات التغير المناخي والأصولية، وحمل بوش وادراته الحالية مسؤولية"نتائج التجاهل"هذه القضايا. وينطلق اوباما وبايدن اليوم في جولة مشتركة في باص في الولايات الرئيسية تمهيداً للانتخابات الرئاسية. ويغادر الرجلان وزوجتاهما ميشيل اوباما وجيل بايدن دنفر بعد اختتام المؤتمر العام للحزب الديموقراطي, متوجهين الى بنسلفانيا شرق, المحطة الأولى في جولتهما والتي سيطلق عليها اسم"على طريق التغيير". وستنتقل الجولة الى اوهايو شمال غداً، والى ميتشغن شمال بعد غد. وأعلن الفريق الديموقراطي في بيان ان"اوباما وبايدن سيلتقيان الناخبين ليبحثا معهم التحديات الاقتصادية التي تواجهها الولاياتالمتحدة وخطة تحركهما من اجل التغيير". وقدم القس جيريمايا رايت، المرشد الروحي السابق لأوباما، استقالته من لجنة تربوية مكلفة بمسألة تاريخ العبودية في الولاياتالمتحدة. وغداً، يشارك اوباما وبايدن في كليفلن اوهايو بجنازة الديموقراطية ستيفاني توبس جونز التي توفيت الأسبوع الماضي. وستلقي السناتور هيلاري كلينتون كلمة في المناسبة، خصوصاً ان جونز كانت من مؤيديها.