مع استعداد السناتور باراك أوباما لقبول ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة الأميركية الأسبوع المقبل، يقول زعماء في الحزب على أرض المعركة، إن القتال الذي ينتظره أمام المرشح الجمهوري جون ماكين يبدو أصعب مما كان متوقعاً، في ظل ضعف أوباما على أصعدة عدة، وعلى رغم أسابيع أمضاها في السفر عبر الولايات الأميركية والعالم يروج لحملته. ويرى هؤلاء الديموقراطيون - 15 حاكماً، أعضاء في الكونغرس وزعماء حزبيون في الولايات - ان على أوباما ان يحوّل شعبيته في صفوف أميركيين كثر، الى حلول لتحديات انتخابية: إظهار تمكنه من موضوع ما، إعجابه في الخدمة الاقتصادية، استقطاب مؤيدي السناتور هيلاري رودهام كلينتون، وتقليص مخاوف الناخبين حيال السباق وقلة خبرته. وأمضى أوباما الشهور الثمانية عشر الماضية يتحرّك بصفته مرشح"الأمل". لكن زعماء في الحزب، على رغم سعادتهم بأوباما وبحملته، يرون ان عليه بذل مزيد من الجهد لإقناع كثيرين من الديموقراطيين والمستقلين بأنه سيطرح مخاوفهم بدلاً من الهرب، باعتباره رافعاً للواء التغيير، وإن كان التغيير، بحسبهم، ليس الموضوع هنا. وزادت التكهنات في شأن اختيار أوباما مرشحه لمنصب نائب الرئيس. وهو لم يعلن بعد عن الشخص الذي اختاره، لكنه يركز تحديداً على حاكم فرجينيا تيم كاين، وسناتور انديانا ايفان باي، وخبير السياسة الخارجية السناتور جوزف بايدن. وزادت التوقعات في شأن خطط أوباما في وقت صعد فيه هجماته على المرشح الجمهوري جون ماكين، قبل أسبوع من افتتاح مؤتمر الحزب الديموقراطي لاختيار مرشحه للرئاسة في دنفر بولاية كولورادو. وقال مستشارون لأوباما انه توصل الى قراره الأسبوع الماضي بينما كان يقضي إجازة في هاواي, وان المسؤولين عن حملته الانتخابية يستعدون لحملة كبيرة ترافق الكشف عن اسم الشخص الذي اختاره. وقال المسؤولون عن الحملة، ان أوباما سيبلغ شبكات أنصاره أولاً باسم الشخص الذي اختاره في حملة لم يسبق لها مثيل من الرسائل الإلكترونية والرسائل عبر الهواتف النقالة. ويتوقع ان ينطلق بعد ذلك في جولة في أنحاء البلاد مع مرشحه لمنصب نائب الرئيس. وقال مساعدو أوباما ان الإعلان عن اسم المرشح لمنصب نائب الرئيس سيتم اعتباراً من اليوم، على ان لا يتعدى بعد غد. وبالنسبة للمرشحين الثلاثة كاين وباي وبايدن، سيعزز الأول فرص أوباما في الفوز في ولاية فيرجينيا, حيث انه يلقى قبولاً وسط الطبقة العاملة البيضاء من الناخبين الديموقراطيين, لكنه يفتقر الى الخبرة في السياسة الخارجية. أما بايدن، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ, فسيعوض قلة خبرة أوباما في مسائل الأمن القومي. وعاد بايدن لتوه من زيارة الى جورجيا وأصدر إدانة شديدة لروسيا بسبب نزاعها مع الحكومة الجورجية. وبالنسبة للسناتور باي، فانه يتمتع بشعبية قوية في ولاية انديانا، كما انه يمتلك بعض الخبرة في مجال السياسة الخارجية، وربما يكون الخيار الذي يجمع عليه الجميع، حيث انه كان حليفاً قوياً لهيلاري كلينتون التي خسرت المنافسة على ترشيح الحزب الديموقراطي أمام أوباما. أما السيدة الأولى السابقة، فبدت خارج نطاق الاختيار لمنصب نائب الرئيس، على رغم آمال بعض أنصارها بأن يكون لها مكان الى جانب أوباما.