يبدأ مسؤولون مصريون اليوم لقاءات ثنائية مع الفصائل الفلسطينية بهدف استطلاع وجهات نظرها في سبل انجاح الحوار الوطني الفلسطيني الشامل الذي يتوقع عقده بعد شهر رمضان المبارك. وفي هذا الصدد، وصل امس الى القاهرة وفد من حركة"الجهاد الاسلامي"برئاسة الامين العام للحركة رمضان شلح، ومن المقرر أن يصل إلى الأربعاء المقبل وفد"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"برئاسة أمينها العام نايف حواتمه للمشاركة في محادثات ثنائية مع المسؤولين المصريين. وقال مساعد الامين العام ل"الجهاد"زياد نخلة ل"الحياة":"نحن قادمون إلى القاهرة تلبية لدعوة موجهة الينا للمشاركة في الحوار الفلسطيني"، موضحاً أن المحادثات الثنائية مع المصريين ستتناول مجمل الوضع الفلسطيني الداخلي". وأضاف:"حال الانقسام والبحث عن طرق ووسائل لحل هذه الإشكالية، سيكونان على رأس أجندة المحادثات، وسنبحث مع المصريين عن مخرج من هذه الأزمة". من جانبه، قال السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو ل"الحياة"ان"المقاومة قضية أساسية ومحورية سيتم بحثها في الحوار"، واصفاً اياها بأنها"جوهر الموضوع"، وقال:"سنبحث في حوار القاهرة كيف سنقاوم بشكل جدي... المقاومة تعني تصليب الوضع الشعبي وتطوير عملية البناء وإغلاق كل المنافذ التي يدخل منها الإسرائيلي للاستيلاء على الوضع الفلسطيني"، مضيفا:"سنسعى إلى تعزيز مقاومة فاعلة وسلمية". واعتبر ان"حماس شطبت المقاومة من اجل قرار ادخال البنزين الى غزة"، وقال:"التهدئة هي الاسم الحركي وغطاء للتخلي عن المقاومة"، مضيفا:"نحن شجعنا حماس على قبول التهدئة، لكننا غير قادرين حتى الآن على فهم مبالغة الحركة في تنفيذ مطالب إسرائيل بهذا القدر الكبير من الدقة". واعتبر ان"حماس تكون غارقة في الوهم حتى أذنيها إذا جاءت إلى الحوار بفكرة أن هذه الصفحة طويت وأنها ستقبض ثمن انقلابها"، وأضاف:"لن نمكّنها من ذلك بل يجب أن تدفع ثمن ذلك، فالعشرات وربما المئات قتلوا أو أعدموا وهذا لن يمر من دون مساءلة"، وتساءل عمرو مستنكراً:"أين القضاء في غزة، وأين المحاسبة المالية؟". وعن شروط المصالحة مع"حماس"، أجاب:"أولاً التراجع عن الانقلاب، ثم تسليم جميع مقار السلطة إما لسلطة الرئيس محمود عباس أو لجهة عربية، وثالثاً الإفصاح عن كل الدخل المادي مع التوقف عن أخذ أموال الشعب الفلسطيني وإخفائها في السراديب". وقال ان هذا السؤال سيوجه إلى"حماس"في مقدمة جلسات الحوار. ولفت عمرو إلى إمكان إدراج بناء منظمة التحرير وإصلاحها في بنود الحوار، وقال:"يمكن أن تبحث، لكنها ليست شرطاً للتوصل إلى اتفاق وطني... بالإمكان أن نتفق على انتخابات جديدة وعلى حكومة توافقية وعلى ترتيب أوضاع الضفة وغزة، وبعد ذلك يمكن الاتفاق على إصلاح منظمة التحرير"، مشيراً إلى أنها عملية جارية ومستمرة، وشدد على ضرورة إنهاء الأزمة الداخلية التي هي على رأس جدول الحوار. واعتبر أن"حماس"أخطأت عندما ذهبت إلى السلطة قبل أن تحسم وضعها داخل منظمة التحرير، وقال:"إذا وافقت حماس على برنامج المنظمة السياسي وتعهداتها فإنها ستحصل على وضع ممتاز".