تبدأ اليوم في القاهرة محادثات المسؤولين المصريين مع وفد "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" بمشاركة ممثل الجبهة في الخارج ماهر الطاهر والقيادي في الجبهة جميل مجدلاوي. في غضون ذلك، أكد مصدر مصري موثوق به أن المفاوضات في شأن صفقة اطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت والتي تتوسط فيها مصر بين الفلسطينيين والإسرائيليين"مجمدة"، محملا إسرائيل المسؤولية عن ذلك بسبب تعنتها. وتستضيف القاهرة حوارات منفردة مع الفصائل الفلسطينية الخمسة فتح وحماس والجهاد والجبهتين الديموقراطية والشعبية بهدف التوصل إلى اتفاق شامل بين كل الفصائل لوقف الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني، وبحث تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، ومسألة التهدئة مع الجانب الإسرائيلي. وكانت اختتمت أمس مفاوضات المسؤولين المصريين مع وفد"الجبهة الديموقراطية"برئاسة الأمين العام للجبهة نايف حواتمة وعضوية أعضاء سكرتارية اللجنة المركزية صالح زيدان وصالح ناصر وخالد عطا. وقال حواتمة ل"الحياة"إن"هذه المحادثات تمهد للحوار الوطني الفلسطيني الشامل الذي سيعقد خلال الأسابيع المقبلة"، موضحاً أن"وقف الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني ووضع آلية تنفيذ جادة لإنهاء الأوضاع المتوترة على الأرض لضمان عدم تجدد الاقتتال كما جرى أول من أمس عند معبر المنطار، هو على رأس جدول أعمال هذه المحادثات". واتهم حواتمة القيادة السياسية لكل من حركتي"حماس"و"فتح"بالمسؤولية عن هذه الأحداث الدامية، مشيراً إلى"ضلوع أمراء الحرب الذين يقومون بتنفيذ القرارات السياسية الدافعة للاقتتال". ودعا إلى"وقف كل الصراعات على النفوذ في الأجهزة الأمنية والمؤسسات الإدارية للحكومة الفلسطينية بين الحركتين"، مشيراً إلى أن ذلك"هو الذي فجر الصراع بينهما". واستنكر حواتمة عدم التزام"وثيقة الوفاق الوطني"وثيقة الاسرى، وقال:"بدلاً من أن يلتزموا هذه الوثيقة ويحترموها ارتدوا عنها وبحثوا عن حلول ثنائية، رغم أنها موقعة من كل الفصائل الفلسطينية، وهناك إجماع فلسطيني عليها"، داعياً إلى ضرورة العودة اليها واعتبارها مرجعية، إضافة إلى ضرورة التزام قرارات إعلان القاهرة وقرارات القمة الأخيرة في الرياض وإعادة بناء الأوضاع الداخلية الفلسطينية على قاعدة ديموقراطية من خلال التمثيل النسبي في الانتخابات. وقال:"إن وجهة نظر الجبهة الديموقراطية هي أن وقف الاقتتال الداخلي يتم عبر تشكيل لجنة مركزية عُليا برئاسة مصرية وتضم شخصيات فلسطينية ناشطة لها حضورها في الساحة الفلسطينية وتتمتع بالنزاهة وبتاريخ وطني، وأن تعمل تحت إدارتها قوة مشتركة تحمل إشارات خاصة بها للفصل بين العناصر المتحاربة وتحميل الطرف المتجاوز مسؤولية عمله". من جهة أخرى، كشف مصدر مصري رفيع المستوى ل"الحياة"أن"جموداً طرأ على المفاوضات التي تتوسط فيها مصر لإطلاق شاليت"، محملا إسرائيل مسؤولية ذلك نتيجة"تشددها وتعنتها ورفضها إبداء أي مرونة من جانبها"، وقال:"عندما تكون التنازلات من طرف واحد فقط فهذه ليست مفاوضات بل إملاءات". واتهم الحكومة الإسرائيلية بأنها"ضعيفة ولا تريد أن تتحمل مسؤولية قرار قد يؤخذ عليها أو ينعكس سلباً على رصيدها في الشارع الإسرائيلي". واضاف إن"الحكومة الإسرائيلية ترى أن استخدام لغة العنف وكسر العظام مع الفلسطينيين هو الكفيل بأن يؤتي ثماره"، واضاف:"حذرنا الإسرائيليين وقلنا لهم إن هذه اللغة لن تجدي ولن تفلح مع الفلسطينيين، خصوصاً أنهم فقدوا حتى الآن أكثر من 800 شهيد، فكيف يمكن بعد ذلك أن يتراجعوا". وزاد:"حاولنا أن نفهمهم أن حماس وصلت إلى نقطة اللاعودة، وأن قبولها بخفض الأعداد المطلوب الإفراج عنها إلى ما يزيد على 400 معتقل بعد أن كانت تطالب بما يزيد على ال1000 يعتبر بحد ذاته تنازلاً". واتهم الإسرائيليين بأنهم"أكثر تصلباً من حماس وأنهم لا يرون إلا منطقهم الذي لا يريدون أن يتزحزحوا عنه"، وقال:"يبدو أن تحقيق نصر على الصعيد السياسي والحزبي أهم لديهم بكثير من إطلاق شاليت". ودافع عن موقف"حماس"، وقال"إن لديها قناعة بأن هذه هي فرصتها الوحيدة للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين المحكومين بمؤبدات، لذلك ليس أمامها خيار آخر سوى التمسك بموقفها".