اعتبر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح أن إطلاق الحوار الفلسطيني - الفلسطينيبالقاهرة يعد إنجازا في حد ذاته، لاسيما أن بعض الأطراف الفلسطينية كانت تضع شروطا لانطلاقه. وقال شلح، في مقابلة مع التليفزيون المصري خلال زيارته للقاهرة للمشاركة في جولات الحوار الفلسطيني: إن الحوار مازال في البداية، وأن أهم إنجاز تحقق هو إطلاقه في حد ذاته، لأننا كنا نعاني في السابق من رفض بعض الأطراف للحوار، أو أن هناك بعض الأطراف تضع شروطا لانطلاق مسيرة الحوار. وأضاف: الآن انطلق الحوار من القاهرة والأخوة في مصر وجهوا الدعوات وطرحوا بعض التساؤلات وتلقوا إجابات فلسطينية، وأنه يجري الآن حوار ثنائي للتباحث مع القيادة المصرية حول العناوين الأساسية المطروحة في هذا الحوار، سواء كان الموضوع الداخلي الفلسطيني أو المسائل الخلافية التي أدت إلى الانقسام. وأشاد شلح بالدور المصري في إطلاق الحوار بين الفصائل الفلسطينية بهدف إعادة اللحمة بين أبناء الوطن الواحد، وقال: إننا نثمن دور مصر وجهودها في افتتاح الحوار الفلسطيني، وما لمسناه من حرص مصر على الخروج من حالة الانقسام الفلسطيني وإعادة اللحمة إلى الصف الفلسطيني. وأوضح أن محادثاته مع الوزير عمر سليمان تطرقت إلى حالة الانقسام الفلسطيني الداخلي، كما تناولت الجهود المصرية الرامية إلى وحدة الصف بين كافة الفصائل، مشيرا الى أن الحوار مع المسؤولين المصريين تطرق أيضا إلى إدارة الصراع مع إسرائيل والتهدئة والاستحقاقات المترتبة على العمل الوطني والمقاومة الفلسطينية، مؤكدا أن الأولوية حاليا تتمثل في الخروج من حالة الانقسام هذه. وحذر شلح من أن استمرار الوضع الراهن يهدد بضياع القضية الفلسطينية برمتها، لاسيما أن المفاوضات مع إسرائيل لم ينتج عنها أي شيء، في الوقت الذي ترد فيه اسرائيل بمزيد من الاجراءات ومصادرة الأراضي، بينما الساحة الفلسطينية منقسمة على نفسها دون التوصل إلى وحدة موقف. ولفت الى أن الحديث عن المشروع الوطني الموحد يصطدم بعقبة عدم وجود اتفاق على ماهية البرنامج الوطني، وتزاحم البرامج في الساحة الفلسطينية، الذي نتج عنه ممارسات ومواقف سلبية. وحذر من أن العقلية الإقصائية ستجعل الطرف المهيمن يدفع الآخرين خارج الحلبة السياسية، ثم بعد ذلك يأتي طرف آخر يدفع الطرف المهيمن إلى الخارج، وبذلك تكون العلاقة بين الفصائل إحلالية، مؤكدا التزام حركته بالتهدئة في قطاع غزة، ومنتقداً، في الوقت نفسه، عدم التزام إسرائيل بالتهدئة. وأكد شلح أن جميع الأطراف على الساحة الفلسطينية بحاجة إلى مساعدة أطراف عربية، وأن مصر هي الطرف الأقوى المرشح للعب هذا الدور، مشيرا الى أن الارتباط التاريخي بين مصر وفلسطين يجعلها لا تقبل أن تطول فترة حصار ومعاناة الفلسطينين في غزة. وأضاف: أن الجميع يدرك أن إسرائيل مستفيدة من حالة الانقسام الفلسطيني ولكن لا أحد يريد أن يتحمل المسؤولية عما وقع، وكل طرف يحمل الآخر المسؤولية، مشددا على "أنه إذا مكث الفلسطينيون في مربع تبادل الاتهامات فلن يخرجوا منه". وأعرب رمضان شلح عن استغرابه من الحديث عن إمكانية تحقيق السلام مع إسرائيل في حال عدم تحقيق التهدئة داخل البيت الفلسطيني، وقال: المهم في انطلاق قاطرة الحوار هو أن يتم تجاوز الكثير من العقبات وأن الجميع أصبح لديه استعداد للإصغاء للطرف الآخر. وردا على سؤال عما إذا كانت هناك رغبة حقيقية لدى الأطراف الفلسطينية لبدء حوار جاد ينهي حالة الانقسام الداخلي، قال شلح: أعتقد أن الطرفين لديهم رغبة، والرئيس محمود عباس عبر عن رغبته في الخروج من حالة الانقسام بمبادرة الحوار، كما أن حركة "حماس" أعلنت رغبتها كذلك ولكن هناك حلقة مفقودة تتعلق من أين نبدأ؟ وأضاف شلح: أن قادة حركة حماس أبدوا استعدادهم للقبول بالعودة إلى ما قبل أحداث الرابع عشر من يونيو 2007في قطاع غزة، لافتا الى أنه إذا كان في الاستطاعة تشكيل حكومة وحدة وطنية وحل كل "ذيول" ما وقع في غزة بعد 14يونيو 2007وإعادة بناء الأجهزة الأمنية ومناقشة كل المسائل الفلسطينية، فإنها ستشكل البداية الحقيقية للمصالحة. وحذر من مغبة عدم التوصل لاتفاق ينهي الانقسام الفلسطيني، محذرا من أن عدم التوصل إلى اتفاق لن يكون في مصلحة الشعب الفسطيني وليس في مصلحة حماس أو فتح، داعيا حركتي فتح وحماس إلى تقديم تنازلات من أجل إعادة اللحمة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي. وردا على سؤال حول وجود رغبة لدى حركة حماس في إقامة ولاية إسلامية في غزة، قال شلح: إن إسرائيل لن تقبل بإقامة ولاية مستقلة سواء كانت إسلامية أو علمانية ولن تقبل بأي استقلال حقيقي للفلسطينيين، وأعتقد أن حماس ليس لديها ما يسمى بمشروع الولاية الإسلامية في غزة وأن هذه الفكرة هي إهانة لحماس وللحركة الإسلامية والوطنية في فلسطين. وعن موقف حركة الجهاد الإسلامي من الانتخابات الرئاسية الفلسطينية القادمة في عام 2009والانتخابات النيابية في عام 2010في حال إجرائها، قال شلح: إن موقف الحركة من الانتخابات معروف وأن التنافس بين قوى الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال على سلطة "لا تملك أي سيادة" فإنها ستقود إلى صراعات داخلية وهو ما حدث، وبالتالي فإن موقف الحركة هو عدم المشاركة في هذه الانتخابات. وفيما يتعلق بعلاقة الحركة مع إيران ومدى استقلالية الحركة في قراراتها، قال رمضان شلح: إن الجهاد الإسلامي حركة فلسطينية مستقلة وتملك قرارها، وأنها لا تقبل أن ينوب أحد عنها في اتخاذ القرار.