اعلنت الحكومة الفلسطينية في ختام اجتماعها الاسبوعي امس انها قدمت رسميا الى اسرائيل عرضا للهدنة. وقال وزير الاعلام، الناطق باسم الحكومة الدكتور مصطفى البرغوثي ان العرض يتضمن عشر نقاط تشمل وقف اطلاق الصواريخ فيما تلتزم اسرائيل وقف جميع عملياتها البرية والبحرية والجوية في الضفة الغربية وقطاع غزة. واوضح ان العرض يتضمن ايضا وقف الاغتيالات والاعتقالات وحل مشكلة المطاردين والمبعدين والأسرى ضمن اتفاق خاص، كما يتضمن انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها بعد الانتفاضة في 28 تموز يوليو عام 2000، ونشر السلطة قواتها على الحدود الشمالية والشرقية لقطاع غزة لمنع اطلاق الصواريخ. وقال ان اعضاء الحكومة وافقوا جميعا على عرض الهدنة، مشيرا الى انهم يمثلون بذلك مواقف فصائلهم، خصوصا"حماس"و"فتح". في غضون ذلك، اختتم وفد حركة"الجهاد الإسلامي"أمس محادثاته مع المسؤولين المصريين، فيما تبدأ القاهرة محادثاتها مع وفد"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"اليوم. وقال الناطق الرسمي باسم"الجهاد"خالد البطش ل"الحياة":"وعدنا المصريين ببحث كل القضايا مع الإخوة في أمانة الجهاد، وسنرد بموقفنا في الحوار الموسع الذي سيعقد في القاهرة منتصف الشهر الجاري". وقال:"لن نعطي موقفنا النهائي قبل أن نتشاور". ووصف البطش اللقاء مع رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان بأنه كان مثمراً وإيجابياً للغاية، مشيراً إلى أن سليمان أشاد بموقف الحركة وثمّن دورها في رأب الصدع بين"فتح"و"حماس"وفي مساعدة كل الأطراف لإجراء مصالحة ووقف الاقتتال، علما ان اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى أخيراً بين الحركتين جاء بوساطة"الجهاد"وبالتنسيق مع الوفد الأمني المصري. وعن القضايا التي طرحت في اللقاء، قال:"ما بحثناه مع الوزير سليمان تركز على القضايا التي جرت المحادثات في شأنها مع المسؤولين المصريين، وهي كيفية تثبيت الهدوء الداخلي ووقف الدم الفلسطيني وتعزيز الوئام الجاري بين فتح وحماس، ثم التهدئة مع إسرائيل"، لافتاً إلى أن موقف الحركة معروف وهو التأكيد أن تكون التهدئة شاملة ومتزامنة ومتبادلة، مع وقف العدوان الإسرائيلي ووقف الاغتيالات ورفع الحصار، ثم تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، مع المطالبة بتشكيل لجنة مستقلة لبحث هذه المسألة على هامش الحوار الموسع، مشدداً على أهمية هذه القضية، ومؤكداً"ضرورة الاتفاق على نقاط أساسية معينة كي نكون شركاء في المنظمة". ولفت إلى أن سليمان طرح ضرورة دعم حكومة الوحدة الوطنية وتعزيزها حتى يمكن أن تقوم بدورها في خدمة الشعب الفلسطيني ومعالجة هموم الناس. وأضاف:"أثرنا قضية المعابر وأهمية منح المسافرين الفلسطينيين تسهيلات لرفع المعاناة عنهم"، موضحاً أن معبر رفح هو الرئة الوحيدة لقطاع غزة. وشدد على أهمية وضرورة وضع حد للصراع الحالي بين"فتح"و"حماس"، وقال:"الانفلات خطير للغاية، ورغم أننا لسنا شركاء في السلطة، إلا أننا لسنا خارج الدائرة الفلسطينية"، مشدداً على أن"الخطر يدهم الجميع ويهدد الأوراق الفلسطينية التي نملكها وعلى رأسها المقاومة".