الأمير سعود بن نهار يناقش استعدادات المحافظة للاحتفاء باليوم الوطني 94    غرفة الشرقية تنظم لقاء حول ممكنات القطاع الصناعي    الهلال الجامح يتحدى الريان الطامح    أمانة الشرقية تُثقف موظفيها بالتزامن مع اليوم العالمي للإسعافات الأولية    ولي العهد ورئيس الوزراء المصري يستعرضان العلاقات الثنائية    دمت شامخاً يا وطن    خادم الحرمين يرعى المؤتمر الدولي لسوق العمل    برشلونة يحقق أفضل بداية    خسوف جزئي للقمر فجر الأربعاء    ضبط طبيب مقيم تجاوز حدود اختصاصه    قاضي اتحادي يبدأ التحقيق مع المتهم بمحاولة اغتيال ترمب    استدامة البيئة البحرية والساحلية    تمسك إسرائيلي باستعادة الرهائن وتفكيك حماس    جيسوس: فخور بإشادة بلان والهلال مستعد دائماً للفوز    النصر يتعادل ايجابياً امام مضيفه الشرطة العراقي بهدف لمثله    غضب شعبي لانتهاكات الحوثي في صنعاء    السودان: هجوم ل«الدعم» يوقع 40 قتيلاً    المملكة تُعلن فتح أسواق جديدة لتصدير الورد السعودي    حضور ومسامرات خليجية    طبابة العارضة بتجمع جازان الصحي تقدم خدماتها ل 2347 مستفيد في قمم الجبال    وزير الحرس الوطني يستقبل سفير الصين لدى المملكة    بحضور وزير الطاقة.. توقيع مذكرة تفاهم بين وكالة الطاقة الذرية وجمعية المرأة والطاقة السعودية    المفلح يستعرض تجربة الترفيه بنقل الطائرات في "أحدية غرفة الخرج "    وزير الدولة للشؤون الخارجية يستقبل سفير جمهورية رومانيا المعين لدى المملكة    ولي العهد ورئيس الوزراء المصري يستعرضان العلاقات الثنائية    أمير القصيم يثمن تبرع الزويد بأربعة أوقاف تعليمية بقيمة 20 مليون ريال    مواجهات قوية تزين رابع جولات دوري يلو    البديوي يؤكد ضرورة توحيد جهود دول المجلس لمكافحة ظاهرة تهريب وتعاطي المخدرات    انخفاض الدولار وارتفاع الين إلى أعلى مستوياته في أكثر من عام    أمين القصيم يستقبل القنصل العام لجمهورية مصر العربية بالرياض    إحالة 44 منشأة إلى النيابة العامة لتنظيمها مسابقات وتخفيضات دون الحصول على ترخيص    مؤتمر مستجدات أمراض السكر لبحث العلاجات الجديدة للسكري وطرق العلاج    معرض مرايا الوجود واقعية وسريالية خالد الصوينع    "إعمار اليمن" يدشّن مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظة عدن    السفير الحربي: عناية المملكة بكتاب الله تتسق مع رسالتها السامية في خدمة الإسلام    الأرصاد: سحب رعدية ممطرة مسبوقة برياح نشطة تحد من مدى الرؤية في المدينة ونجران    فشل في تحقيق أمانيها.. فأحرقت الضريح !    قتل زوجته وتخلص منها بطحنها في خلاط كهربائي    المزاريع.. قبيلة عمانية استوطنت ممباسا وحكمتها    بمناسبة اليوم الوطني.. أول إجازة مدرسية الأسبوع القادم    التضخم يرتفع.. والإيجارات السكنية تقفز 10.8 % في عام    لمتابعة إنجاز المشاريع.. نائب أمير مكة يطلق وحدة المتابعة التنموية    محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية تختتم مشاركتها الناجحة في معرض كتارا الدولي للصيد والصقور 2024    صالحة التي حطّمت قيود الألوان    المنتدى السعودي للإعلام يشارك في معرض هولندا    صفية بن زقر في ذمة الله !    وقف إطلاق النار في غزة يحظى بإجماع دولي    وتين    أصحوة «من جديد»؟!    استمرار المساعدات الإنسانية للشعوب الشقيقة    خادم الحرمين يأمر بترقية 32 عضواً بالنيابة العامة    المشي روشتة لآلام أسفل الظهر    «عين الثور» في الزهور خارطة طريق للنحل    وتين ..وقفة مع الأهل والمدرسة والتعليم    الصيادون والرعاة يتسابقون على الدب الهملائي    سفراء الكويت والأردن وليبيا: دور عالمي للمملكة في خدمة الإسلام ونشر قيم التسامح    من أعلام جازان.. الشيخ القاضي علي بن شيبان حسن العامري    رئيس المجلس الإسلامي في إثيوبيا: السعودية رائدة في خدمة الإسلام والمسلمين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسرحية منصور الرحباني تختتم مهرجانات جبيل . "عودة الفينيق" ... عرض موسيقي يحتضن الغناء والرقص والحوار
نشر في الحياة يوم 21 - 08 - 2008

عاد الفينيقيون الى جبيل في اختتام مهرجانها الذي تميز بحضور رسمي حاشد تقدمه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وعقيلته أول من أمس. وأعادت الفنانة عشتروت عواد، الفينيقي القديم بزيه المذهب، اذ كست نحو 200 عارض وعارضة بالجفصين الذهبي، ووزعتهم في الميناء القديم للمدينة وأزقتها العتيقة، مضفية نفحة تاريخية على الأمسية."عودة الفينيق"مسرحية غنائية استعراضية درامية، كتبها منصور الرحباني، وساعده فيها ابناه اسامة موسيقى وانتاجاً ومروان اخراجاً.
يبدو أن الرحابنة طاب لهم هواء جبيل، اذ ان"عودة الفينيق"هو العمل الثالث لهم ضمن فعاليات مهرجانها. الا أن العمل الأخير بدا كأنه فُصّل على قياس المدينة، خصوصاً أن أحداثه تدور في المدينة قبل الميلاد.
نبش منصور الرحباني التاريخ، ليكتب قصة عن مملكة جبيل التي أثارت طمع الامبراطوريتين الفرعونية والحثية، وأسست مقاومة شعبية بقيادة الثائر"مجدو"للانقلاب على الجميع. عمل مفخخ أراد كاتبه أن ينتقد الحاضر ففضل العودة الى الماضي والتلويح بكارثة.
يبقى السؤال: لمَ عاد الرحباني الى التاريخ، خصوصاً الى مملكة جبيل؟ أو لمَ يتعمّد دوماً القصف الانتقادي بطرق غير مباشرة؟ هل مشكلاتنا الحالية لا توحي له بالكتابة؟ ببساطة هو النفس الرحباني ذاته ممتداً من ثمانينات القرن الماضي بدءاً ب"صيف840" وصولاً الى"عودة الفينيق". خط درامي غنائي تاريخي، يعكس سيراً أو أحداثاً تاريخية تتناول واقعنا السياسي عبر مرآة الماضي.
يريد الرحباني أن يقدم استعراضاً متكاملاً مطعماً بتعليقات وجمل ينتقد فيها الوضع الراهن.
بيد أن"عودة الفينيق"التي كتبت عام 2006، قد تبدو الأقرب الى واقعنا بتفاصيلها وأحداثها. الظروف الأمنية والسياسية الرديئة التي عصفت بلبنان ولا تزال، مطابقة لما حدث في جبيل عام 1370 قبل الميلاد.
اللافت في العمل، الموسيقى التي وضعها أسامة ومدى متطلباتها الدرامية والصوتية. وتميّز الاخراج أيضاً باستعماله تقنيات حديثة من دون الابتعاد عن النفس الرحباني.
ويبقى الابهار البصري الأبرز في كل الأعمال الرحبانية. أضواء وأزياء وسينوغرافيا وديكورات وحركة أجساد طرية. القلعة التي شيدت على المسرح بارتفاع 11 متراً، خدمت المسرحية، والأضواء التي انعكست عليها أضفت رونقاً خاصاً. الراقصون بحركة اجسادهم الطرية، تنوعت رقصاتهم بين الفولكلور والجاز كلاسيك والباليه، وأتت اللوحات الراقصة مكملة للمشاهد الغنائية.
أثار الرحباني موضوع سلاح المقاومة في لبنان في"عودة الفينيق"في شكل غير مباشر، حين أمر"رب عدي"ملك جبيل معاونيه تصفية الثوار أي المقاومة، مدعوماً من فرعون مصر اخناتون. اجتاح الحثيون جبيل وهرب"رب عدي"الى بيروت والثوار الى الجرد. أطلق الرحباني صرخة تنبئ بمستقبل غامض، اذ وكأنه يقول دعونا لا نصل الى ما حصل في جبيل منذ آلاف السنين، صرخة تشدد على الحوار لحل موضوع السلاح.
أغرم قائد الثورة مجدو بابنة الملك روكسانا، علاقة حب بين مزارع وملكة. صراع الطبقات الأزلي، غلاء المعيشة، تهريب البضائع عبر الحدود، الولاء الاعمى للملك، الانانية وحب السلطة والقتل للوصول الى الكرسي، التحالفات الخارجية، قطع الأشجار، الوراثة السياسية... أمور لم تتبدل منذ الأحداث الحقيقية للمسرحية.
بات متوقعاً ما يقدمه الرحابنة في اعمالهم، روتين انما بنوع من الابهار البصري. اعتادت الاذن على تمييز ألحانهم، والعين على كشف مسرحهم وتوقع ما هو آت. ألم يحن الوقت لمفاجأة المشاهد وابهاره بما لم يكن يتوقعه؟
يبدو ان التغييرات تطاول فقط الصوت الأنثوي عند الرحابنة على عكس الصوت الذكري، اذ قدم اسامة الرحباني في العمل الأخير هبة طوجي طالبة الموسيقى الاوبرالية والتمثيل والاخراج في جامعة القديس يوسف، التي تميزت بصوتها الطري الطازج والعميق الدرامي، الا أنها يجب ان تقلص من حدة انفعالاتها كي لا تُشبه بكارول سماحة التي رافقت المسرح الرحباني طويلاً.
نجحت طوجي في أولى اطلالاتها مع الرحابنة أن تكسب ود الجمهور الذي صفق لها طويلاً. صوت غسان صليبا القوي والدافئ بات ملازماً لأعمال الرحابنة. من المؤكد أن إيجاد صوت بديل لصليبا صعب. وقد بات صليبا بحاجة الى الاستقلالية في شخصيته الفنية، خصوصاً ان مساحات صوته قادرة على الوصول الى أعماق الأذن فترسخ الأغنية وتُحفظ.
الأمر ذاته يتكرّر مع الممثل انطوان كرباج الذي بات يعيد نفسه، مع العلم ان الساحة اللبنانية لا تخلو من أسماء قد تسد الفراغ بنجاح. وما المانع مثلاً أن يتعامل الرحابنة مع ممثلين عرب؟
"عودة الفينيق"، عودة الى الجذور الى مرابع الحب والجمال والمبادئ الانسانية البسيطة في وجه تسلط الدولة والحكام. شارك في العمل كل من الممثلين: ميشال جبر، رفعت طربيه، تقلا شمعون، بول سليمان، أسعد حداد، نزيه يوسف، يوسف حداد، مايا يمين وجوزف ساسين وعدد كبير من الراقصين والراقصات.
"عودة الفينيق"هي المسرحية الحادية عشرة لمنصور الرحباني بعد وفاة شقيقه عاصي بعد:"صيف 840"1987 أهديت الى عاصي،"الوصية"1994،"آخر أيام سقراط"1998، و"قام في اليوم الثالث"2000،"المتنبي"2001،"ملوك الطوائف"2001،"آخر يوم"2004،"حكم الرعيان"2004،"النبي"2005،"زنوبيا"2007.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.