بيروت - أ ف ب - تفتتح «مهرجانات بيبلوس الدولية» اللبنانية غداً بمسرحية «دون كيشوت» التي تعتبر «الأضخم إنتاجياً» بين مسرحيات الرحابنة، وفق الفنان أسامة الرحباني الذي يقول إنها تمزج بين الخيال والفانتازيا والدراما في أجواء شاعرية وموسيقية غنائية. ويلاحظ أسامة الرحباني أن الكاتب المسرحي الإسباني ميغيل دي ثيربانتس عكس في «دون كيشوت» هموم مجتمعه «بنقد وسخرية وتهكم». ويشير إلى أن المسرحية التي تتناول «قصة إنسان حالم وفارس جوال يطوف الأرض مدافعاً بشهامة عن الخير والمظلومين»، هي بمثابة «مرآة للمجتمع ينتقد ثيربانتس عبرها الطبقية ورجال الدين والقضاة». ويكشف الرحباني أن مشروع نقل رواية ثيربانتس إلى خشبة المسرح اللبناني راوده قبل سبع سنوات، لكنه استهل كتابة التفاصيل قبل نحو سنة فقط. وبدأ العمل الفعلي على المسرحية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وتولى كتابة نص المسرحية غدي الرحباني وأخرجها مروان الرحباني. يشرح أسامة أنه «عمل كبير. آليته صعبة لأنه يدمج بين الصورة والخيال والفانتازيا، بين الواقع والمسرح والديكور، وكل الأمور الأخرى التي يمكن أن تحصل على المسرح». وتبلغ مدة المسرحية ساعتين وربع ساعة، وهي مسرحية غنائية. يضيف: «أن مسرحية دون كيشوت أضخم عمل قدمناه حتى الآن. وقصة دون كيشوت تعطي مجالاً للفانتازيا ولقليل من الجنون والخيال، ويجب أن تترجم كل هذه الأمور على المسرح. وهذا ما قمنا به... التوفيق بين الدراما والموسيقى والأفكار والنص والإخراج والرقص والشعر. انه مزج كامل لكل هذه الألوان». ويوضح أسامة الرحباني أن «دون كيشوت» شخصية أدبية نقدمها بتصرف، فنحن لا نقدم الشخصيات كما هي. القصص التي مسرحناها، كلها من نسج الخيال. نأخذ مناخاً معيناً ومادة معينة وبيئة معينة تساعدنا على بناء الأزياء والموسيقى والإضاءة». ويلاحظ الرحباني أن شخصية «دون كيشوت» التي طبعت الأدب الكلاسيكي، نقلت مرات عدة سواء إلى الأوبرا أو السينما أو الأفلام الكرتونية أو المسرح. وأضفى كل فنان على الرواية رؤيته، وقدمها كما يشاء». ويجمع أسامة الرحباني في مسرحيته الجديدة الفنانة هبة طوجي التي تؤدي دورين (دولسينا حبيبة دون كيشوت وديما النادلة) ورفيق علي احمد، إلى جانب مجموعة من الممثلين والراقصين. ويقول: «هبة طوجي عنصر متألق ومختلف عن الجميع لصغر سنها ولموهبتها الكبيرة غناء وتمثيلاً، بالإضافة إلى حب الناس لها وإلى الثقافة التي تتمتع بها. وهي تعمل على نفسها، تقوم بتدريبات صوتية باستمرار، وإمكانات صوتها هائلة». وللمرة الرابعة يتعاون الرحابنة مع المسرحي اللبناني رفيق علي احمد. ويرى أسامة أن «شخصية دون كيشوت تتطلب تحركا تكتيكياً، وهي قريبة من شخصية رفيق علي احمد». ويتابع: «نستمتع بالعمل معه لأن قلبه على الممثلين وقلبنا عليه. أما بالنسبة إلى الصوت، فنستعين بصوت بديل يؤديه ايلي خياط». ارتبطت أعمال الرحابنة في السنوات الأخيرة ب «مهرجانات بيبلوس الدولية»، وتحديداً منذ العام 2005 حين قدم أسامة الرحباني مسرحيته «جبران والنبي» على مسرح هذه المدينة التي تزخر بالآثار الفينيقية. ويقول الرحباني في هذا الصدد: «اخترنا أن تكون خلفية الموقع قلعة جبيل والمعبد الفينيقي. البحر والموج والهواء على يميننا، والكنيسة والدير المضاء ليلاً على يسارنا». ويضيف: «هو مكان يمكن أن أقدم فيه ما أريد على المسرح ولا يقيد حريتي». ويكشف الرحباني أن من مشاريعه المقبلة إطلاق البوم «لا بداية ولا نهاية» لهبة طوجي، يضم قصيدتين للراحل منصور الرحباني، بالإضافة إلى أسطوانة مسرحية «دون كيشوت».