الى محمود درويش بعد الفراق تموت عندنا المعانيْ وتصبح الأشياءُ كلها سواءْ حتى الأغاني حتى الرفاقْ حديثهم حوارهم نكاتُهم كما الغُثَاءَ والشعر لا معنى له إلا هراءٌ في هراءْ والليل مثل الصبح أقصَتْه الأمانيْ ويشهق الحنينُ تارةً كأنه ذُبالةٌ تذوبْ لم يبق منها غير شهقةِ الغروبْ أقول للحنين قد كفى... ويزحف الأسى على لواعجِ المساءْ يقول هل عدوت للهروب من مفاوز الهوى فضعتَ في الدروبْ وبعدها قد شئتَ ذلك الذي قد شاء آخرُ العِناقْ كانت معي تلوح لي كالحلم من عمر الثواني تلوّن الوجودَ لحظةً بلحظةٍ فتارةً ربيعْ وتارة شتاؤها حنانُها يُذيبُ قسوةَ الصقيع وتارة رعودُها تمزّقُ العهودَ عنوةً وتسفح الوفاءْ وبعدها تعود تطلب اللقاء في رجاءْ تذوب غضبتي - تذوب ثورتي كالطفل عَابَثَ المطرْ كالطفل عَانَقَ الرياحَ والقدرْ وحان عندها الفِراقْ أقول هل غدوتَ بعدها حجرْ وأسمع النشيجَ في السماء أن مات القمرْ وترحل النجومُ تهجر الطِبَاق وتصبح الأشياءُ كلها سَواءْ 9/8/2008