يا سيد الضوء.. ورقصات المطر في قلب الحقول يا مداد الربابة وشجن النايات يا رائحة الرغيف المعتّق في رحم التنانير وحكايا الجدات يا ناي الحكايات ورائحة النهر العتيق وأنت تعتلي صهوة الموت برشاقة عاشق.. اهبط قليلا.. لعلك تقص علينا حكاية الذئب الذي ابتلع البلاد والبلاد التي تاهت في بطن الحوت والقمر المرتجف فوق خيام الليل والليل العاري من الشمس والشمس المنشغلة باقتفاء حفيفك وهو يعتلي ركامنا وأحلامنا.. اهبط.. لترمي النعاس فوق حمم صحونا وتغلق منافذ الملح وتعلق أيامنا أمانة في عنق صبح بعيد اهبط.. أيها العاق بدموعنا وانتظارنا وأنت تدوس بحوافرك وصايا كلكامش وعشبة الحياة المستحيلة فوق تابوت منقوش بخرائطنا ومسمر بملامحنا فتمهل.. قليلا تمهل وأنت تعبرنا أمهات.. وأطفال وأعداء يتناسلون بعدد حبات الوقت المنفرط من مسبحة العمر ... تمهل وأنت تتواطأ مع نداء البحر وجنيات الزرقة بعيدا عن متناول اللهب وفوق احتمالات التشظي والرماد أصيح.. وقد اصطخب الدمع في حنجرتي اهبط فنحن عراة الوطن نتسلق موتنا المقدس بأكفان سود ونرتل الحياة بنشيج الرحيل فقد أذاب اللهب الحد الفاصل بين شهقة الموت وعناق الولادة اهبط ولا تقصص رؤاك على احد فدمك يبلل راحة الوقت الذي قدّ من دبر فتناثرت ساعاته وأريقت فصوله على الأرصفة العابرة بكعبها العالي فوق هياكلنا الخاوية........