تقع محافظة ظفار في اقصى جنوبعمان وتطل على بحر العرب وتبعد بمسافة 1040 كلم جنوب غربي العاصمة مسقط وعلى مسافة 460 ميلاً بحرياً جنوب غرب مسقط عن طريق البحر، وتستغرق الرحلة اليها بالطائرة ساعة و15 دقيقة من مطار السيب الدولي. وتعتبر المحافظة واحة خضراء في شبه الجزيرة العربية، حيث يتميز مناخها بشكل عام بالاعتدال طيلة ايام السنة، إلا أنها تتأثر بالرياح الموسمية الغربية القادمة من المحيط الهندي فتستقبل جبالها الأمطار الموسمية المصحوبة بالسحب الكثيفة والضباب طوال اشهر الخريف التي تمتد من حزيران يونيو وحتى أيلول سبتمبر من كل عام. وتبدأ الاحتفالات الرسمية بمهرجان الخريف في محافظة ظفار في الخامس عشر من شهر تموز يوليو الحالي وتستمر لمدة ستة اسابيع حتى نهاية شهر آب اغسطس المقبل. ومن المتوقع ان تتواصل بنجاح فعاليات مهرجان خريف صلالة 2008 الذي سيشهد اقبالاً كبيراً من قبل الزائرين والسائحين الذين يحرصون على زيارة صلالة في موسم الخريف ليس فقط للاستمتاع بمشاهدة فعاليات وأنشطة وعروض المهرجان المتنوعة بل ايضاً للاستمتاع بالأجواء الساحرة لموسم الخريف حيث الخضرة تكسو السهول والأودية والجبال وتتدفق العيون والشلالات وتفوح روائح البخور واللبان في كل مكان، ويتساقط رذاذ المطر ويخيم الضباب والسحاب ليحجب وهج أشعة الشمس عن الزوار في هذا الموسم من العام الذي تشتد فيه حرارة الطقس في منطقة الخليج العربي عدا محافظة ظفار، وخصوصاً عاصمتها الجميلة مدينة صلالة التي تزينت وارتدت أبهى الحلل كعادتها كل عام واستقبلت مهرجان الخريف الذي حصل أخيراً على جائزة أفضل مهرجان للسياحة العائلية على مستوى الشرق الأوسط. ونظراً الى تنوع تضاريسها، اكتسبت محافظة ظفار مقومات سياحية رائعة ، فهناك الجبال التي تكسوها الخضرة والسهول الساحلية الخصبة والشواطئ الخلابة التي تمتد حتى 500 كلم بالاضافة الى العيون والاودية والمزارات الدينية والحدائق والمتنزهات الطبيعية والمواقع التاريخية الاثرية. كذلك تشتهر المحافظة بإنتاج اللبان الذي تنمو اشجاره بكثرة في وادي عدونب وسدح وهانون، والذي مهدت تجارته لترسيخ علاقة المنطقة بحضارات العالم القديم حيث تم تصديره الى بلاد ما بين النهرين والهند ومصر واليونان وفارس وروما القديمة من ميناء سمهرم وعبر طرق القوافل البرية. كما يوجد فيها عدد من المواقع التاريخية والاثرية المهمة كالبليد ومدينة شصر وسمهرم والاحقاف. ويعود تاريخ معظم هذه الاكتشافات للألف الثالث قبل الميلاد. كذلك يمكن لزائر المحافظة ان يشاهد العيون والأودية مثل: عين رزات ووادي دريات وعين جرزيز وعين صحنون وعين حمران التي تعد من اهم عوامل الجذب السياحي طوال العام وذلك لتوافر المياه وأشجار الظل إضافة الى الكهوف التي تشكل استراحات طبيعية مثل كهف المارنيف وكهف طبق الذي يعد أكبر كهف في العالم. ويضم الشريط الجبلي لمحافظة ظفار عدداً من الجبال الشاهقة المكسوة بالخضرة مثل جبل سمحان وسلسلة جبال القرا التي تسر الناظرين وتبهج الزائرين بسحرها وروعة جمالها. وكذلك تشتهر بفنونها التقليدية المتميزة التي تشكل جزءاً مهماً من التراث الحضاري والتاريخي والثقافي للانسان العماني. تعد صلالة المدينة الرئيسية في محافظة ظفار وكانت تعرف قديماً باسم"البليد". واشتهرت مدينة البليد الاثرية بأنها أحد موانئ تصدير اللبان الذي انتعشت تجارته في الفترة ما بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر الميلادي، كما يؤكد عدد من الرحالة والجغرافيين في كتاباتهم ومنهم ماركوبولو وابن بطوطة. ومن المواقع التاريخية القريبة من المدينة جبل أتين في الشمال الغربي من صلالة حيث يوجد على قمته ضريح النبي ايوب عليه السلام، وفي منطقة القوف يوجد قبر النبي عمران عليه السلام. وتتميز صلالة بجمال طبيعتها فشواطئها الرملية البيضاء الخلابة تمتد لمسافات طويلة. وهناك عدد من العيون والأودية على مقربة من صلالة باتجاه الجبل تعد من اجمل الاماكن الطبيعية الترفيهية مثل عين جرزيز وعين رزات وعين صحنوت وعين حمران. وقد أنشئت بالقرب من بعض هذه العيون حدائق ومنتزهات أهمها منتزه عين حمران ومنتزه عين رزات. أما شاطئ المغسيل فيقع الى الغرب من صلالة على طريق ريسوت وهو شاطئ واسع ونظيف ويشتمل على المرافق الضرورية للزوار. كما أن متحف أرض اللبان في موقع البليد الأثري في مدينة صلالة يتيح الفرصة لالقاء نظرة على عصر مجيد وأمس تليد في تاريخ سلطنة عُمان. تم تدشين المتحف بهدف إحياء الأمجاد البحرية العمانية القديمة والحفاظ على التراث الغني للبلاد. وعند إلقاء نظرة على المعروضات النفيسة التي وضعت بعناية وسلطت عليها الأضواء بطريقة جميلة ومبهرة يتضح أنها لا تقدر بثمن وبينها مصنوعات يدوية عمانية وصور للكائنات البحرية ووثائق تاريخية ونماذج للسفن البحرية. ومن خلال واجهة أنيقة يضم المتحف محلات لبيع التذكارات والمصنوعات الحرفية وكافتيريا وقاعة محاضرات وقاعة أخرى للوثائق. ومن المناطق الأخرى التي تستحق الزيارة لأهميتها التاريخية والأثرية في محافظة ظفار مدينة نرباط التي ظلت لمدة طويلة نقطة انطلاق القوافل التجارية الى سورية والعراق عن طريق اليمن، ومدينة سمهرم التي تبعد حوالي 25 كلم عن مدينة صلالة وكانت في السابق أشهر ميناء لتجارة اللبان في جنوب شرقي الجزيرة العربية، وكذلك جزر الحلانيات المكونة من خمس جزر والتي تتميز بتنوع وجمال تضاريسها وطيورها الجميلة. وهناك ولاية ضلكوت التي تتميز بجمال طبيعتها الجبلية والساحلية وعيونها الطبيعية المنحدرة من بطون الأودية اضافة الى عدد من الكهوف والمغاور الطبيعية. أصبح مهرجان خريف صلالة الذي يحمل شعار ملتقى الأسرة، مقصداً لآلاف الأسر من داخل السلطنة ومن جميع أرجاء العالم. وهناك أعداد كبيرة تتدفق على ظفار في موسم الخريف من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي. وبفضل جهود اللجنة المنظمة للمهرجان، يتم التركيز بصورة شاملة على تنوع النشاطات والفعاليات لتناسب الأذواق والمستويات العمرية كافة وتحقيق التوازن ما بين الجانبين الترفيهي والتثقيفي إضافة الى توسيع نطاق الفعاليات وتقديمها في مواقع مختلفة خارج مركز البلدية الترفيهي بهدف جذب الزائر والمقيم إليها. ويُذكر أن وزارة السياحة بالتعاون مع بلدية ظفار ستنفذ عدداً من مشاريع التنمية السياحية بمحافظة ظفار، ومنها مشروع ملاعب للأطفال يشتمل على إنشاء وتجهيز 8 مواقع ألعاب اضافة إلى تطوير بعض المواقع المهمة. ومن أبرز المشاريع الاستثمارية الكبرى المخطط تنفيذها في المحافظة خلال المرحلة القادمة مشروع المنتجع السياحي بمنطقة"شاع"والذي سيمتد من"خور جنوف"حتى"خور طاقة"في صلالة ويقام فيه عدد من الفنادق والوحدات السكنية بالاضافة الى ملعب للغولف ومرسى لليخوت"مارينا"ومحلات تجارية. ومن المتوقع تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع خلال الفترة من 2007 إلى 2009. إضافة الى مشروع مجمع تجاري وشقق فندقية في صلالة سيتم تنفيذه باستثمار خليجي، ومن المتوقع تنفيذه في الفترة من 2007 الى 2008. ومشروع القرية السياحية بمنطقة"حينو"بولاية مرباط ويتوقع انتهاء العمل فيه في أواخر هذا العام.