اعلنت قناة "الحوار" الهولندية انها ستبدأ في أيلول سبتمبر المقبل، عرض حلقات من البرنامج التلفزيوني العربي الحواري"كلام نواعم". وبهذا الإعلان يكون البرنامج الذي يعرض منذ اكثر من خمس سنوات على شاشة"ام بي سي"، أول برنامج تلفزيوني عربي يعرض على شاشة تلفزيون هولندي، وأيضاً اول برنامج عربي يعرض على شاشة"الحوار"الحكومية المتخصصة بعرض برامج الحوار الجادة وبرامج الكوميديا الهولندية والاميركية. وفسر مدير القناة روود هيندريكس في حديث الى جريدة"الانريس"الهولندية، قرار قناته بعرض البرنامج العربي، بأنه لا يرتبط فقط، برغبة القناة في جذب المشاهدين العرب الذي يعيشون في هولندا، لكنها ايضاً"رغبة تلفزيونية بحتة، لعرض برنامج حواري ناجح، يملك ملايين المشاهدين في منطقة مهمة من العالم". وأضاف ان عرض هذا البرنامج يشبه عرض برنامج تلفزيوني اميركي شعبي، مثل برنامج"استعراض ديفيد ليتيرمن"الكوميدي. وكان جمهور التلفزيون الهولندي تعرف إلى مقدمات البرنامج، عندما عرضت قناته الاولى، قبل اقل من عام، فيلماً تسجيلياً بعنوان"ملكات الستلايات". ويسجل الفيلم الذي اخرجته المخرجة الهولندية برجيتا فان دي هيك يوميات المقدمات الاربع، في مدن عربية مختلفة، كذلك يسجل ردود فعل الجمهور العربي على المواضيع الاجتماعية الحساسة التي يناقشها البرنامج. ويعتبر الاعلامي العربي عبدالرحمن الماجدي المقيم في هولندا منذ اكثر من عشر سنوات، في حديث الى"الحياة"ان عرض البرنامج الآن"يمثل خطوة جديدة ضمن توجهات الحكومة الهولندية في استعادة مكانة هولندا كجامعة للثقافات أو ما يعرف ب"مجتمع الثقافات المتنوعة". ويضيف ان البرنامج سيعرض على قناة ممولة من جانب الحكومة الهولندية التي تسعى للعب دور في العلاقة مع العالم العربي الذي يشهد جذبا أوروبياً، حيث يقف على طريق نهج الحرب أو اللاحرب مع اسرائيل ودخول بوابة السلام قريباً. ويرى ان"كلام نواعم"سيكون مختلفاً عن فترة البث المخصصة للثقافة الاسلامية بالعربية والتركية التي تعرض كل أحد لمدة ساعة على القناة الاولى الحكومية، وتعجز عن الوصول الى المشاهد الهولندي أو تجعله يطرح الأسئلة من حولها، إذ ظلت برامج هادئة تميل الى السكينة ليس إلا. وإضافة الى كل هذا يعتبر الماجدي ان عرض البرنامج في هولندا هو نجاح لشبكة"أم بي سي"منتجة البرنامج ولكادره المنوع من مختلف الجنسيات العربية، إذ تقدم هذه الثقافات للمشاهد الهولندي كنموذج للثقافة العربية وللمرأة العربية في شكل خاص بعد ان تبلورت لدى المشاهد الهولندي فكرة سلبية عن الثقافة العربية التي تضطهد المرأة دائماً بحسب ما تقدمه قنوات هولندية وأجنبية اخرى". وعلى رغم الاختلافات في طريقة مقاربة البرامج التلفزيونية الحوارية الهولندية للمواضيع ذاتها التي يتعرض لها البرنامج التلفزيوني العربي، الا ان من المتوقع ان يثير"كلام نواعم"الكثير من الاهتمام عند الهولنديين، بسبب المكانة التاريخية التي تحسب له، كونه البرنامج الشعبي الاول الذي اهتم بقضايا كانت تعتبر الى زمن قريب من المحرّمات التلفزيونية.