أرجأ مجلس قضاء الجزائر العاصمة محاكمة أربعة مسلحين، بينهم أمير المنطقة الخامسة ل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"سابقاً عمار صايفي "عبدالرزاق البارا"، متهمين بخطف سياح أجانب عام 2003، إلى الدورة الجنائية المقبلة، وذلك لغياب دفاع اثنين من المتهمين. وقرر المجلس، في المقابل، تعيين محامين آخرين للدفاع عن المتهمين. ويتابع المتهمون الأربعة الموجودون رهن الحبس بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في داخل الجزائر وخارجها والمتاجرة بالأسلحة وخطف رعايا أجانب والسرقة باستعمال الأسلحة ونشر التقتيل بين المواطنين وتموين الجماعات الإرهابية. ويسعى القضاء الجزائري إلى معرفة تفاصيل عملية الاختطاف التي طالت مجموعة من السياح الألمان في الصحراء الجزائرية، وكذلك مصير الفدية التي قدمتها الحكومة الألمانية لقاء إطلاق رعاياها بعد أشهر من احتجازهم في عمق الصحراء بين الجزائرومالي. ومجموعة"البارا"متهمة بالمساهمة في اقتحام سجن تازولت بولاية باتنة، 450 كلم شرق الجزائر، أحد أشهر السجون الجزائرية، في شهر رمضان من العام 1994، ما مكّن من فرار مئات المساجين الذين التحقوا لاحقاً بالجماعات المسلحة. واستنادا إلى قرار الإحالة، فقد حوّلت جماعة"البارا"المشكلة من نحو سبعين إرهابياً، نشاطها من أقصى الشرق الجزائري إلى الصحراء الجزائرية، قبل أن تقدم على خطف سياح أجانب بينهم عشرة ألمان عام 2003. وعلى رغم تدخل قوات الجيش الجزائري ومطاردة المسلحين، إلا أن هؤلاء نجحوا بالفرار بضحاياهم إلى دولة مالي حيث باشروا مفاوضات مع الحكومة الألمانية انتهت بدفع الأخيرة فدية قدرها خمسة ملايين يورو لقاء إطلاق رعاياها. وبحسب قرار الإحالة، فقد جنحت الجماعة المسلحة التي يقودها"البارا"لاحقاً إلى شراء سيارات ذات دفع رباعي وأسلحة بهدف تهريبها إلى الجزائر، بيد أن العملية لم يكتب لها النجاح بعد وقوع ثلاثة مسلحين من المجموعة في قبضة الأمن الجزائري في منطقة عين صالح في أقصى الجنوب الجزائري، فيما وقع أمير الجماعة بقبضة قوات تشادية حين دخل أراضي تشاد لشراء أسلحة ثقيلة وصواريخ.