سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يأمل بالمنافسة على زعامة الحزب بعد دحض ادعاءات رجل الأعمال الأميركي اليهودي . أولمرت يأذن بانتخابات تمهيدية داخل "كديما" لكن بعد عودته من واشنطن واستجواب تالانسكي
رجحت أوساط سياسية وإعلامية إسرائيلية إجراء انتخابات عامة مبكرة في 11 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. واعتبر مراقبون تصريحات اثنين من أبرز الشخصيات في حزب"كديما"الحاكم، النائب الأول لرئيس الحكومة حاييم رامون ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية تساحي هنغبي اللذين يعتبران الأكثر قرباً من زعيم الحزب رئيس الحكومة ايهود اولمرت، في شأن تبكير الانتخابات إلى أواخر العام الحالي، تجسيداً للشعور العام بأن إسرائيل على عتبة انتخابات جديدة، واعترافاً منهما بأن حقبة اولمرت انتهت وبأن الأخير سلّم بهذا الواقع في أعقاب الحكم الذي اصدره الرأي العام والإعلام الإسرائيلي ضده بوجوب الانصراف في أعقاب إفادة رجل الأعمال اليهودي الأميركي موريس تالانسكي أمام محكمة إسرائيلية الأسبوع الماضي عن دعمه اولمرت بعشرات آلاف الدولارات، بشكل مناف للقانون الإسرائيلي. وأكدت تقارير صحافية متطابقة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أعطى الضوء الأخضر لهنغبي، بصفته رئيس"لجنة التوجيه"في حزب"كديما"، للشروع في إجراء انتخابات تمهيدية داخل"كديما"لاختيار زعيم للحزب من منطلق حرصه على مستقبل الحزب ورفضه أذيته ولأنه"لا يعتزم تقديم الحزب على مذبح مصالحه الشخصية". لكن اولمرت طلب من هنغبي وسائر أقطاب الحزب المحسوبين على معسكره، الانتظار حتى عودته من زيارته القصيرة لواشنطن الأسبوع الجاري لتحديد موعد لهذه الانتخابات، رغم أنه يفضل ارجاء البت في المسألة إلى ما بعد قيام محاميه بالتحقيق مع تالانسكي ليقينه أن في وسعهم دحض كل ادعاءات رجل الأعمال الأميركي، ما من شأنه ان يحسّن مكانته اولمرت في الرأي العام، ويتيح له ربما المنافسة على زعامة"كديما". لكن الأوساط القريبة جداً من رئيس الحكومة تستبعد أن ينافس مجدداً على رئاسة الحزب، بل ترى أن"قصة اولمرت الحزينة انتهت"، وأنه فقط في حال استثنائية يمكن أن يستعيد عافيته مثل نجاحه في تقويض إفادة تالانسكي ضده، ما سيحول بالتالي دون تقديم المستشار القضائي للحكومة لائحة اتهام ضده، أو أن لا ينفذ زعيم"العمل"وزير الدفاع ايهود باراك تهديده بدعم تقديم الانتخابات في حال لم يقدم اولمرت استقالته. "أولمرت يشعر بانقباض صدر" ونقلت"يديعوت أحرونوت"عن أحد أنصار اولمرت تحدث إليه أواخر الأسبوع قوله إن رئيس الحكومة عاقد العزم على إثبات براءته، لكنه مدرك أن وضعه في الرأي العام محرج للغاية:"إنه مقتنع بأنه لم يرتكب جرماً، لكنه مدرك أنه لا يستطيع البقاء في منصبه لأن الرأي العام والإعلام حسما الأمر وعليه لن تقوم له قائمة". وكتبت الصحيفة أن اولمرت قضى استراحة نهاية الأسبوع"بشعور مثقل بانقباض صدر، وبأن حجراً كبيراً يجثم على صدره"، خصوصاً بعد أن ابتعد عنه حتى أصدقاؤه. وقال أحد الذين تحدثوا مع اولمرت إن الأخير يشعر بمرارة شديدة لاضطراره الى إسدال الستار على حياة سياسية طويلة وغنية مع وصمة عار فظيعة". وانتقد احد المقربين من رئيس الحكومة"اصدقاءه الذين هربوا من السفينة الغارقة"، وأشار تحديداً إلى تصريح النائب الأول لرئيس الحكومة حاييم رامون الذي لم يكتف بالإعلان في الولاياتالمتحدة بأن الانتخابات العامة ستجري أواخر العام الحالي، إنما أضاف أن المفاوضات غير المباشرة مع سورية، التي أمل اولمرت عبر الكشف عنها في تحسين شعبيته،"لن تثمر شيئاً"، وأن"اتفاق الدوحة الذي انتخب بموجبه العماد ميشال سليمان رئيسا للبنان هو عمليا انتصار لحزب الله". كما انتقد دعوة هنغبي مساء أول من أمس، إلى تقديم الانتخابات على أن يتبعها تشكيل حكومة طوارئ وطنية بمشاركة الأحزاب الثلاثة الكبرى:"كديما"و"العمل"و"ليكود"لمواجهة ما اسماه التحدي الاستراتيجي الذي تواجهه اسرائيل. وأضاف أنه لا يمكن الجلوس مكتوفي الأيدي ويجب حسم الأمور في"كديما"اذ ان"هناك أمورا مهمة أكثر من المصالح الشخصية". باراك ليس متحمساً لانتخابات وجدد باراك أمس دعوته حزب"كديما"الى اتخاذ القرار المطلوب انتخاب زعيم بديل لاولمرت"لأنه إذا لم يفعل فسنقرر نحن". لكن قياديين بارزين في الحزب أكدوا أن باراك الذي قرأ استطلاعات الرأي الأخيرة نهاية الأسبوع التي توقعت هزيمة له ولحزبه في انتخابات مبكرة، ما زال يفضل خيار تشكيل حكومة بديلة بقيادة شخصية أخرى من"كديما". وأضافوا ان باراك يفضل رؤية وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على رأس حكومة بديلة، ما يتيح له البروز في القضايا الأمنية، بدلا من انتخاب الجنرال في الاحتياط شاؤول موفاز الذي لن يمنحه فرصة البروز على حسابه. رغم ذلك يرى باراك حتى في"خيار موفاز"أفضل من تقديم موعد الانتخابات. وقال الأمين العام لحزب"العمل"ايتان كابل إن حزبه لم يقرر بعد ما إذا كان راغباً في انتخابات مبكرة أواخر العام أو مطلع العام المقبل، وإنه ينتظر أن يحسم"كديما"أمره في غضون أسبوعين أو ثلاثة، ولن ينتظر أن يجري"كديما"انتخابات تمهيدية في أيلول سبتمبر المقبل"لأنه لا يعقل ان يبقى اولمرت على رأس الحكومة حتى ذلك التاريخ ويبت في أمور مصيرية مثل شن هجوم عسكري واسع على قطاع غزة". وأردف أنه في حال لم يحسم"كديما"أمره، فإن"العمل"سيصوت إلى جانب مشروع القانون الداعي لحل الكنيست وتبكير الانتخابات.