سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزيرة الخارجية صاحبة الحظ الأوفر للفوز بزعامة "كديما" ونتانياهو سيفوز بأكبر عدد من المقاعد في الكنيست . حمى الانتخابات تجتاح الساحة الحزبية في اسرائيل وأولمرت يتحالف مع موفاز ضد ليفني لزعامة حزبه
دخلت الساحة الحزبية في إسرائيل في اليومين الأخيرين أجواء حمّى انتخابات عامة مبكرة يراها أقطاب الأحزاب المختلفة واقعة في غضون ستة الى عشرة اشهر، ما دفع معظمهم إلى بدء الاستعدادات لها وسط استطلاعات للرأي تؤكد أن نتائج الانتخابات، لو تمت اليوم، ستعيد اليمين المتشدد بقيادة رئيس الحكومة السابق زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو إلى سدة الحكم، بغض النظر عن هوية زعيم"كديما"المقبل. ويبدو جلياً أن الكرة التي رماها زعيم"العمل"وزير الدفاع ايهود باراك الأربعاء الماضي إلى عتبة حزب"كديما"الحاكم بدعوته إلى استبدال زعيمه رئيس الحكومة ايهود اولمرت على خلفية ضلوعه في فضيحة فساد أخرى، فعلت مفاعيلها على الساحة الحزبية عموماً وداخل"كديما"تحديداً حيث اشتعلت معركة الوراثة، في ظل أنباء عن إدراك اولمرت أن مشواره السياسي بلغ منتهاه، على الصعيد الشعبي على الأقل، وأنه لم يتبق أمامه سوى إعادة ترتيب الأوراق داخل الحزب على نحو تحول انتخابات تمهيدية لاختيار خلفه دون انتخاب خصمه اللدود وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. الوعظ الأخلاقي لباراك وتحوّل اجتماع عادي أمس في مقر حزب"العمل"إلى اجتماع انتخابي أطلق فيه زعيم الحزب باراك التعليمات لهيئات الحزب بتسريع الاستعدادات لاحتمال إجراء انتخابات مبكرة، محاولاً الظهور أمام الناخب الإسرائيلي بمظهر"الأستاذ في قواعد الأخلاق"بتحذيره مجدداً"كديما"بأنه"في حال لم يقوّم عموده الفقري الأخلاقي"فإن حزب"العمل"سيرغمه على ذلك. وقال باراك أمام نحو 200 ناشط إن المجتمع الإسرائيلي بحاجة إلى"تصحيح قيَمي وأخلاقي"، مضيفا:"إذا كنا فعلاً دولة ترغب في الحياة علينا العمل وسنعمل... وإذا واصل العمود الفقري الأخلاقي لقيادة كديما الانحناء أمام سطوة المنصب أو المصالح كما يفعل منذ سنوات، فإننا سنلزمه الاستقامة". وتابع أن"العمل"سيقود مسيرة التغيير وسيحقق النصر في الانتخابات إذا تغلب على الخلافات الداخلية وتحلى أمام الجمهور بالاستقامة والروية وسلامة التفكير والجدية والمسؤولية وقدرة الزعامة والخبرة،"وإذا عملنا بشكل صائب وتكاتفنا معاً نحن وحركتي كديما وميرتس"تكتل بين قوى الوسط واليسار. من جهته، قال الوزير بنيامين بن اليعيزر في الاجتماع ذاته إن الإحساس السائد هو"أننا منطلقون نحو طريق جديدة، وعليه فإن مؤتمر الحزب اليوم يهدف إلى إخراج ناشطي الحزب إلى الشارع والعمل". الحرب تشتعل داخل"كديما" وفي"كديما"، سخنت الأجواء بعد أن دعت ليفني إلى الاستعداد لإجراء انتخابات تمهيدية لزعامة الحزب. ورد عليها وزير المواصلات شاؤول موفاز الذي ينافسها على خلافة اولمرت، بأنها"تتآمر مع باراك وتعقد تحالفات"للاطاحة بأولمرت ولتدمير"كديما". من جهته، أعلن رئيس"لجنة التوجيه"في"كديما"النائب تساحي هنغبي أنه يعتزم دعوة مؤسسات الحزب وممثلي المرشحين لزعامة الحزب إلى اجتماع قريباً في مسعى الى التوصل إلى مرشح توافقي. وأضاف أن"كديما"يقف للمرة الاولى منذ إنشائه أواخر عام 2005 أمام هذا التحدي المتمثل بإجراء انتخابات تمهيدية لاختيار زعيم له يعده لاحتمال انتخابات مبكرة. واعتبر هذا التحدي"اختباراً لمستوى نضج الحزب"، محذراً من عواقب الفشل، كما حصل في الماضي في"ليكود"و"العمل"وأدى إلى حدوث شروخ فيهما. وأضاف انه يشعر بمسؤولية التحرك بسرعة"لبلورة قواعد للعبة تكون مقبولة للجميع". ويستبعد المراقبون إمكان توصل أعضاء"كديما"إلى مرشح توافقي، خصوصاً إزاء اشتداد الخصومة التي يصفها البعض بالعداوة بين اولمرت وليفني، والأخيرة تحظى بمكانة مرموقة لدى الرأي العام، لكن اقل منها في أوساط الحزب. ويرى اولمرت أن معركته لمنع ليفني التي يتهمها بأنها لم تقف إلى جانبه يوماً بل طعنته في الظهر في أكثر من مناسبة، من الوصول إلى زعامة الحزب لا تقل أهمية عن معركته القضائية لتبرئة ساحته من الفساد. وأكدت تقارير صحافية أمس أن اولمرت أبرم تحالفاً قوياً مع موفاز في مسعى الى تتويجه زعيماً للحزب. سيناريو تتويج موفاز وجاء في أحد التقارير الصحافية أن اولمرت قد يدرس إمكان إقالة ليفني من منصبها وتعيين موفاز قائماً بأعماله، ثم يعلن"تعليق مهماته"ليحل محله موفاز فيعزز هذا موقعه في"كديما"والرأي العام تمهيداً لانتخابات عامة جديدة. وأضاف التقرير أن اولمرت الذي هدد في الماضي بإقالة ليفني ولم يفعل خشية حصول تمرد ضده داخل"كديما"، لن يتردد في تنفيذ مخططه"لأن لا شيء يخسره بعد". ورغم أن ليفني ما زالت تتقدم على موفاز في استطلاعات الرأي لزعامة"كديما"، إلا أن الأخير، وهو وزير دفاع ورئيس هيئة أركان الجيش سابقاً، نجح في الأسابيع الأخيرة في تقليص الفارق بينهما. ويشير معلقون في الشؤون السياسية إلى أن"مجلس كديما"بتشكيلته الحالية الهيئة العليا في الحزب، وفي غياب آلية لانتخاب زعيم للحزب، محسوب على اولمرت وأنصاره، وأنه في حال تم تخويله اختيار زعيم جديد للحزب، فإن فرص موفاز للظفر بالمنصب تبدو قوية جداً. إلى ذلك، تميل حركة"شاس"الدينية الشرقية الشريكة في الائتلاف الحكومي الحالي إلى البقاء في حكومة جديدة مع"كديما"و"العمل"فقط في حال وقف على رأسها موفاز المعروف بمواقفه الصقرية في القضايا المختلفة، وتحديداً الأمنية، بينما لن تشارك فيها إذا تم انتخاب ليفني رئيسة للحزب وللحكومة الجديدة، على خلفية مواقفها السياسية المعتدلة بنظر الحركة ومواقفها غير المؤيدة في القضايا الدينية. ونصح مستشارو ليفني الوزيرة بأن تسعى الى انتخابات مبكرة وليس لقيادة حكومة بديلة قد لا تعمّر أكثر من عام. وبحسب أوساط ليفني فإنها فعلاً تفضل خيار الانتخابات على خلافة اولمرت في رئاسة حكومة جديدة"لأنها ترفض الخنوع لابتزازات شاس لتلقي المزيد من الموازنات الحكومية لمؤسساتها مقابل بقائها في الحكومة". الاستطلاعات وفوز اليمين وأجمعت استطلاعات الرأي التي نشرتها كبرى الصحف الإسرائيلية الثلاث أمس على أن ليفني هي صاحبة الحظ الأوفر للفوز بزعامة"كديما"، وأنها تشكل المنافس الأبرز لزعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو الذي توقعت الاستطلاعات ذاتها أن يفوز حزبه بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية لو جرت الانتخابات اليوم. كما أشارت إلى أن سائر أحزاب اليمين والأحزاب الدينية المتطرفة ستشكل مع"ليكود"غالبية برلمانية 64 - 70 نائباً تضمن عودة نتانياهو إلى رئاسة الحكومة. وأظهر استطلاع"يديعوت أحرونوت"أن 35 - 37 في المئة من المنتسبين لحزب"كديما"سيصوتون لليفني رئيسة للحزب، في مقابل 25 - 29 في المئة لموفاز 16 في المئة في الاستطلاع السابق، و15 في المئة لوزير الأمن الداخلي آفي ديختر، و8 في المئة لوزير الداخلية مئير شيتريت. وقال 60 في المئة فقط من أعضاء الحزب إنهم سيصوتون له حتى لو لم يفز مرشحهم برئاسة الحزب. وبحسب استطلاع"هآرتس"، فإنه في حال ترأست ليفني حزب"كديما"، فإن الحزب سيحصل على 23 مقعداً في مقابل 29 ل"ليكود"و15 لحزب"العمل"و11 لكل من"إسرائيل بيتنا"و"شاس"والأحزاب العربية و6 لحركة"يهدوت هتوراة"و5 لكل من"ميرتس"و"الاتحاد القومي"و2 لكل من"العدالة الاجتماعية والخضر". وينخفض تمثيل"كديما"في حال ترأس موفاز الحزب. وتعني هذه الأرقام أن تكتل الأحزاب اليمينية والدينية المتشددة يحصل على غالبية من 64 نائباً على الأقل من مجموع 120. وقال 47 في المئة إن أهم موضوع على الحكومة المقبلة أن تولي اهتماماً خاصاً له هو"أمن الدولة ومحاربة الإرهاب". وقال 25 في المئة إنه موضوع دفع السلام مع الفلسطينيين وسورية فيما اختار 18 في المئة المسألة الاقتصادية.