استبعد الرئيس بشار الاسد في الهند امس اجراء اي محادثات مباشرة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت على هامش القمة المتوسطية التي ستعقد في باريس الشهر المقبل، وقال انه بحاجة لأن يرى مزيداً من التقدم في محادثات السلام غير المباشرة التي تجري برعاية تركية. ويأتي موقف الاسد في اعقاب ما ابداه اولمرت من استعداد امس للقاء الرئيس السوري في باريس على هامش القمة، في وقت رجح وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك عدم حصول"مفاوضات"قبل نهاية السنة، مشددا على ضرورة مشاركة الاميركيين في العملية. وصرح الاسد للصحافيين في نيودلهي ردا على سؤال عن احتمال اجراء محادثات مباشرة بينه وبين اولمرت:"هذه المسألة ليست مثل شرب الشاي"، مضيفا ان"الاجتماع بيني وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي سيكون بلا معنى من دون ان يرسي... الخبراء الأسس". واعتبر ان"ارسال المؤشرات فقط من دون نتائج حقيقية لا معنى له". لكنه أضاف انه خلال"الاسابيع الاخيرة كان لدينا بعض بصيص الأمل بعد المفاوضات غير المباشرة بمساعدة تركيا". وعن العلاقات مع الولاياتالمتحدة، قال الاسد ان بلاده تتطلع على الدوام لإقامة علاقات جيدة مع واشنطن، واضاف:"لكن ذلك لا يعني ان علينا ان نكون دمى... دور الولاياتالمتحدة في عملية السلام في الشرق الاوسط مهم، لكن هذه الادارة الاميركية غير مهتمة بالسلام، وعلينا ان ننتظر الادارة المقبلة". اولمرت من جانبه، قال اولمرت في حديث الى صحيفة"لوفيغارو"عشية الزيارة التي يبدأها ساركوزي الأحد المقبل لاسرائيل، انه عندما"سنتفق مع سورية على أجندة محددة والنقاط التي سنتطرق اليها، سيكون الوقت قد حان لبدء اتصالات مباشرة". واضاف:"لسنا بعيدين عن هذا الهدف، وإذا كان الطرفان جديين فإنه يستوجب علينا ان نجلس قريباً حول مائدة واحدة للتباحث". واعتبر انه إذا كانت هناك فرصة للتوصل الى اتفاق سياسي"ينبغي استغلالها، ونحن مدركون لتوقعات سورية، واعتقد ان الأسد يعرف ما نتوقعه نحن". وتابع:"نحن جديون، لذلك أنا لا أرغب بالاستمرار في المفاوضات غير المباشرة الى ما لا نهاية، وكي تكون هذه المفاوضات مثمرة، لا بد من الانتقال الى الاتصالات المباشرة". وخفف اولمرت من شأن موقف سورية القائل بأنها لن تنفصل عن ايران، وقال:"إذا أقدموا على السلام مع اسرائيل، فإن الواقع سيتغير في المنطقة، وكذلك إذا باتت هناك سفارة اسرائيلية في دمشق". واعتبر ان هذا الواقع الجديد سيؤدي الى تغيير ايضاً على صعيد لبنان، وتساءل:"إذا كنا نتفاوض مع سورية فلم لا نتفاوض مع رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة؟". وعن الاسلوب الذي يعتزم اتباعه لإقناع الاسرائيليين بالانسحاب من الجولان، قال انه إذا كان هناك اتفاق فإنه سيخضع لموافقة الاسرائيليين الذين سيتوجب عليهم اختيار ما يريدونه عبر نوابهم في الكنيست أو عبر انتخابات اشتراعية. لكنه أبدى ثقته بأنه إذا كان الاتفاق مواتياً للحكومة، فإن معظم الاسرائيليين سيوافق عليه، لأنه من غير الممكن العيش باستمرار تحت تهديد المواجهة المحتملة"فنحن نريد السلام والامن". باراك من جانبه، قال باراك في مقابلة مع صحيفة"لوموند"الفرنسية ان اللقاءات غير المباشرة الجارية بين اسرائيل وسورية تقتصر في المرحلة الراهنة على"اتصالات اولية"من دون ان ترتقي الى"مفاوضات حتى الآن". وتابع في الحديث الذي نشر امس لمناسبة قيامه بزيارة لباريس:"لا اعتقد انه ستكون هناك مفاوضات قبل نهاية السنة ومن دون مشاركة الاميركيين، وهم الوحيدون الذين يمكنهم المساعدة على رأب الصدع". وبالنسبة الى ملف النووي الايراني، شدد باراك على ان ايران تشكل"تحدياً للعالم"، ودعا الى تشديد العقوبات الدولية عليها للتصدي لبرنامجها النووي. كما دعا الى تعاون افضل بين الغربيين وروسيا والصين، واصفاً الوضع بأنه"سباق مع الزمن"، وقال:"ينبغي ان تقيم الولاياتالمتحدة بصورة رئيسية، وكذلك الاتحاد الاوروبي، تعاونا وثيقا جدا"مع روسيا والصين والهند التي تعتبر"شركاء لا غنى عنهم"في هذا الملف. واعتبر انه من اجل تحقيق ذلك، على الغربيين ان يتجنبوا ابراز بعض المسائل التي تثير استياء روسيا مثل الوضع في الشيشان.