قال مسؤول بحريني رفيع لوكالة "فرانس برس" امس ان قراراً سيصدر قريباً بتعيين البحرينية اليهودية، رئيسة جمعية حقوق الانسان، هدى نونو سفيرة للبحرين في واشنطن في خطوة غير مسبوقة عربياً. واضاف:"ان ملك البحرين اصدر مرسوماً ملكياً الاربعاء بتعيين نونو سفيرة في الديوان العام لوزارة الخارجية البحرينية، تمهيدا لتعيينها في واشنطن". واشار المسؤول، الذي طلب عدم الافصاح عن هويته، الى ان المسؤولين الاميركيين"ابلغوا برغبة البحرين في تسمية هدى نونو سفيرة في واشنطن اثناء زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الاخيرة الى العاصمة الاميركية نهاية آذار مارس الماضي وان اوراق السفيرة الجديدة ارسلت الى واشنطن لاعتمادها رسميا". وقال المسؤول، ردا على سؤال، ان تعيين نونو، التي ترأس جمعية حقوقية ايضاً،"ليست خطوة من قبيل العلاقات العامة"، مؤكدا ان"نونو اثبتت كفاءة اثناء عملها في مجلس الشورى وفي النشاط العام". وشدد المسؤول على ان"تعيين نونو يؤكد صدقية السياسات الاصلاحية في البحرين". واضاف ان"هذا يعني ان البحرين لا تفرق بين المرأة والرجل في تولي المسؤوليات والمناصب العامة ولا تفرق بين مواطنيها تبعا لعقيدتهم الدينية وان الفرص متساوية امام جميع المواطنين والكفاءة هي المعيار". واشار المسؤول الى انه"على العكس فإن هذا يعزز سمعة البحرين"مستدركاً:"لكنه ليس مكسباً دعائياً بل تعبير عن واقع قائم خصوصاً في ما يتعلق بالتسامح السائد في البحرين حيال الاقليات". وقال ان"اتفاق التجارة الحرة بين البحرين والولايات المتحدة سيمثل اولوية للسفيرة الجديدة"، معتبراً ان"خلفياتها الاقتصادية وكونها تتحدر من اسرة تجارية عريقة سيجعل الاتفاق وتطبيقه وتعظيم استفادة البحرين منه اولوية في عملها". وبهذا التعيين تكون نونو ثالث سفيرة بحرينية بعد السفيرة السابقة في باريس الشيخة هيا آل خليفة التي ترأست ايضاً الجمعية العامة للامم المتحدة والسفيرة بيبي العلوي شيعية التي عينت سفيرة للبحرين في الصين قبل شهور. وعينت نونو التي نشطت في ميدان حقوق الانسان ايضاً، عضواً في مجلس الشورى في الفصل التشريعي الثاني الذي بدأ عام 2006 لتخلف ابن عمها ابراهيم نونو الذي كان عضواً في المجلس من 2002 الى 2006. وتتحدر السفيرة البحرينية الجديدة من عائلة نونو، احدى العائلات الاقلية من اليهود البحرينيين الذين يعدون نحو 37 شخصاً هم كل ما تبقى من اليهود البحرينيين الذين كانوا يعدون بالمئات حتى أواخر الاربعينات من القرن العشرين الماضي. وكان جدها ابراهيم نونو عضوا في المجلس البلدي في العشرينات من القرن الماضي ممثلاً عن اليهود في المجلس. وكان التمثيل في هذا المجلس يقوم على اساس ديني اذ كان يضم ممثلين عن السكان السنة والشيعة إضافة الى ممثل للبحرينيين من اصل ايراني والمسيحيين وممثل عن المقيمين من شبه القارة الهندية خصوصا الهندوس والبهرة الاسماعيليين. ويتحدر غالبية يهود البحرين من العراق وقلة منهم من ايران وكانوا يمارسون التجارة منذ ما قبل اكتشاف النفط حيث كانوا ينشطون خصوصاً في الخدمات المالية واقراض تجار اللؤلؤ وربابنة السفن اضافة الى تجارة الاقمشة. ونونو تحمل شهادة ماجستير في ادارة الاعمال من بريطانيا وانخرطت في النشاط العام منذ 2004 عندما اصبحت عضوة في جمعية البحرين لمراقبة حقوق الانسان وتولت لاحقاً رئاسة هذه الجمعية حتى اليوم.