اتهم ميخائيل غورباتشوف آخر زعماء الاتحاد السوفياتي السابق، الولاياتالمتحدة بإعداد"مؤامرة إمبريالية"ضد روسيا والسعي إلى نقل دائرة تأثيرها إلى حدود الاتحاد الروسي، وحذّر من أن واشنطن قد تدفع العالم إلى حرب باردة جديدة. وقال غورباتشوف في مقابلة مع صحيفة"ذي دايلي تلغراف"الصادرة امس، إن"مزاعم البيت الأبيض عن وجود نيات طيبة تجاه موسكو، لا يمكن أن تحظى بالثقة بعد الآن، بسبب التصعيد العسكري الأميركي الدائر حالياً لاحتواء روسيا المنبعثة من جديد". واتهم الولاياتالمتحدة بتعمد"تبديد الآمال في التوصل إلى سلام دائم مع موسكو، من خطط توسيع منظمة حلف شمال الأطلسي ناتو باتجاه الدول السابقة في الاتحاد السوفياتي إلى توجهات واشنطن لزيادة موازنتها الدفاعية، ونشر درع صاروخية في أوروبا الوسطى". وأضاف الرئيس السوفياتي السابق الحائز جائزة نوبل للسلام لعام1990:"كانت لدينا 10 سنوات بعد الحرب الباردة لبناء نظام عالمي جديد لكننا بددناها لأن الولاياتالمتحدة لا تحتمل أي دولة تتصرف على نحو مستقل الأمر الذي جعل كل رئيس للولايات المتحدة يخوض حرباً". واشار إلى أن فلاديمير بوتين الذي سلّم الرئاسة إلى خلفه دميتري ميدفيديف وأصبح رئيساً للوزراء"يمكن أن يستمر في إدارة السياسة الخارجية الروسية ويترك ميدفيديف يركز على الشؤون الداخلية"، مشدداً على أن اللوم"سيقع بأكمله على كاهل إدارة الرئيس جورج بوش إذا اتجهت إلى تحميل الرئيس الروسي السابق مسؤولية العلاقة التي وصلت إلى أسوأ مستوياتها بين الشرق والغرب منذ نهاية الحرب الباردة". وشدد غورباتشوف على"أن المشكلة ليست مع روسيا لأن الأخيرة لا أعداء لها، كما أن بوتين لن يبدأ حرباً ضد الولاياتالمتحدة أو أي دولة أخرى بسبب تلك المسائل، ومع ذلك نرى واشنطن تصادق على زيادة موازنتها العسكرية وتتعهد بتقوية قواتها التقليدية بسبب اعتقادها بإمكان نشوب حرب ضد الصين أو روسيا". وقال غورباتشوف:"اشعر في بعض الأحيان أن الولاياتالمتحدة ستشن حرباً ضد العالم بأسره، وتسعى من خلال ضم جورجيا وأوكرانيا لحلف الأطلسي إلى نقل دائرة تأثيرها إلى الباحة الخلفية لروسيا مع أن الأميركيين وعدوا بألا يتحرك الناتو إلى ما بعد حدود ألمانيا بعد الحرب الباردة لكن نصف دول أوروبا الوسطى والشرقية أعضاء الآن في حلف الأطلسي، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أنهم الأميركيون لا يمكن الوثوق بهم".