قال الرئيس الروسي المنصرف فلاديمير بوتين إن قيام تكتلات عسكرية قوية على حدود بلاده يعتبر تهديدا مباشرا لها, مجددا معارضته لتوجهات حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أجل توسيع عضويته. وخاطب بوتين حلف الناتو بقوله (دعونا نصبح أصدقاء ونكون صرحاء ومنفتحين). وأضاف أن (عودة روسيا قوية ومستقلة للحياة) خلال الأعوام الثمانية التي أمضاها في الحكم لم تجعل العلاقات أسهل, لكنه عاد وقال إن خلفه ديمتري ميدفيديف يملك فرصة لبناء العلاقات بين الجانبين. واستبعد بوتين -خلال مؤتمر صحفي بعد مشاركته في قمة حلف الأطلسي في بوخارست للمرة الأولى منذ ست سنوات- نشوب حرب باردة واعتبر ذلك (أمرا مستحيلا), وأوضح أن برنامج الدرع الصاروخي الأميركي يعتبر تهديدا ولا يساعد على بناء الثقة. وفيما يتعلق بإيران شدد الرئيس الروسي أمام قادة الأطلسي ومن بينهم الرئيس الأميركي على ضرورة مساعدة إيران للخروج من عزلتها بدلا من تهديدها. وقال إنه لا يمكن أن يفكر أحد جديا في أن إيران ستجرؤ على مهاجمة الولاياتالمتحدة، وأضاف (بدلا من محاصرة إيران علينا أن نتصرف بذكاء ونفكر معا بطريقة تساعدها لكي تصبح أكثر شفافية ونصبح قادرين على التكهن بتصرفاتها). ومن المقرر أن يستضيف الرئيس الروسي نظيره الأميركي جورج بوش السبت بمنتجع سوتشي على البحر الأسود لبحث (إطار عمل إستراتيجي) لمعاهدة أمنية بين الجانبين, وإجراء مزيد من المباحثات بشأن الدرع الصاروخي. وكان بوش قال لبوتين في قمة حلف الناتو إن الحرب الباردة انتهت ودعاه إلى الحوار. لكنه أضاف قائلا (أمامنا المزيد من العمل لإقناع الشعب الروسي بأن حلف شمال الأطلسي ليس تهديدا, بل أداة للتعامل مع تحديات القرن الحادي والعشرين). وقد وصل الرئيس الأميركي إلى كرواتيا الجمعة بعد مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي. ومن المتوقع أن يلقي كلمة السبت بميدان سان مارك التاريخي, بالإضافة إلى إجراء مباحثات مع نظيره شتيبان ميسيتش ورئيس الحكومة إيفو سنادر. من جهته سعى الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو إلى طمأنة موسكو بأن جهود بلاده للانضمام إلى حلف الناتو ليست موجهة ضدها, بعد أن وعد الحلف بانضمام أوكرانيا وجورجيا.