احتفلت سانتا كروز اغنى مقاطعة في بوليفيا بنتائج الاستفتاء الذي عبّر سكانها فيه عن تأييدهم منحها حكماً ذاتياً, مما يشكل صفعة للرئيس ايفو موراليس الذي دان الاقتراع معتبراً انه غير شرعي. واحتفل الآلاف من سكان المقاطعة ب"الانتصار"في الشوارع ليل اول من امس, فيما دان موراليس الاستفتاء الذي تخللته حوادث عنف عدة, اسفرت عن سقوط حوالى عشرين جريحاً. وأفادت استطلاعات الرأي التي بث التلفزيون نتائجها ان 86 في المئة من الناخبين وافقوا على منح حكم ذاتي لهذه المنطقة الواقعة شرق بوليفيا وتشكل الرئة الاقتصادية للبلاد لأنها تضم حقول الغاز الرئيسة. وأفادت نتائج نشرتها المحكمة الانتخابية في سانتا كروز ان 82 في المئة من الناخبين عبّروا عن تأييدهم حكماً ذاتياً. وقالت المحكمة ان هذه النتائج تشمل 22 في المئة من الاصوات في عاصمة المنطقة التي يعيش فيها نصف السكان. وبذلك صوّت ثمانية من كل عشرة ناخبين على حكم ذاتي للمنطقة. وترفض سانتا كروز التي تتزعم المعارضة الليبرالية الدستور الجديد الذي يدافع عنه موراليس اول رئيس لبوليفيا من السكان الاصليين الهنود. ويدعو هذا الدستور الى اعادة توزيع الثروات لمصلحة السكان الفقراء في منطقة الأنديس. ورأى الرئيس الاشتراكي ان الاستفتاء غير شرعي, ووصف هذه الخطوة بأنها"مبادرة انفصالية", مشدداً خصوصاً على نسبة الامتناع عن التصويت. وقال موراليس ان"هذا الاقتراع غير الشرعي وغير الدستوري لم يحقق النجاح الذي كانت تأمل فيه بعض العائلات"، في اشارة الى المتعهدين وكبار ملاّك الاراضي في المنطقة. وذكرت شبكة"بات"التلفزيونية الخاصة ان نسبة الامتناع عن التصويت بلغت 25 في المئة, لكن هذه النسبة لم تؤكد رسمياً. وتعمق هذه الازمة السياسية الشرخ بين السكان الاصليين الذين يعيشون في الجبال وسكان السهول الزراعية ومعظمهم من اصول اوروبية او مختلطة. وقررت ثلاث مناطق اخرى تنظيم استفتاءات مماثلة في حزيران يونيو المقبل. وتمثل هذه المناطق مع سانتا كروز اكثر من ثلثي الثروة الوطنية لكولومبيا. ووجّه موراليس الذي يدرك حجم الرهان, دعوة الى الحوار الى حكام هذه المناطق من اجل تطبيق"حكم ذاتي حقيقي يستند الى الدستور الجديد". وحصل موراليس على دعم صديقه الفنزويلي هوغو تشافيز الذي يثير غضب الولاياتالمتحدة. ودان تشافيز في برنامجه الاسبوعي الاحد هذا التطور في بوليفيا باعتباره"عدوان الامبراطورية الاميركية". وكان مراقبون عبّروا عن مخاوفهم من اندلاع اعمال عنف خطرة يوم الانتخابات امس, لكنه لم يشهد سوى مواجهات محدودة بدأها أنصار موراليس الذين احرقوا صناديق اقتراع وبطاقات انتخابية. ووقعت الحوادث الاخطر في ضاحية فقيرة لمدينة سانتا كروز عاصمة المنطقة حيث حاولت مجموعات متشددة مهاجمة مركز للاقتراع من دون جدوى. ودارت مواجهات بالعصي والحجارة لدى بدء الاستفتاء في حي"الخطة 3000"في ضاحية عاصمة المقاطعة, بين مجموعات من السكان الاصليين الموالين لإيفو موراليس ومناصرين للحكم الذاتي. وأصيب ثلاثة اشخاص بجروح. وبعد انتشار الشرطة لفرض الهدوء, تجمع حوالى مئتي شخص وأحرقوا اوراق اقتراع حصلوا عليها وهم يهتفون"تزوير, تزوير"و"يسقط الاغنياء الذين لا يريدون تقاسم الثروة". واعتبر انصار حزب"الحركة الى الاشتراكية"المؤيد للرئيس ان هذا الاستفتاء"دبره ارباب العمل ليسرقوا مواردنا ويقدموها الى الشركات الاجنبية المتعددة الجنسية". كما اندلعت تظاهرات في المناطق الغربية من بوليفيا احتجاجاً على استفتاء سانتا كروز الذي قال الجيش انه يعتبره تهديداً لوحدة الاراضي البوليفية. وتعرض موظفون في العملية الانتخابية للضرب وحطمت صناديق اقتراع في سان جوليان على بعد 140 كلم الى الشمال, بحسب مشاهد بثتها محطات التلفزة المحلية.