وصل امس الى دمشق امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وذلك عشية زيارة الرئيس بشار الاسد للامارات العربية المتحدةوالكويت ردا على حضور رئيس الامارات خليفة بن زايد آل نهيان وامير الكويت صباح الاحمد الصباح القمة العربية في دمشق والبحث في احتمالات تحسين العلاقات العربية - العربية. وقالت مصادر رسمية سورية ان الرئيس الاسد والشيخ حمد عقدا جلستين من المحادثات، واحدة موسعة ضمت كبار المسؤولين في البلدين، وأخرى مغلقة اقتصرت عليهما، وذلك بعد استقبال لافت. ويعتقد ان المحادثات تتناول ثلاثة ملفات: الاول، التعبير عن تقدير الدور السوري في التوصل الى اتفاق الدوحة والحفاظ على الدينامية الايجابية لتنفيذ الاتفاق. والثاني، الاطلاع من الجانب السوري على نتائج الجولة الاولى من المحادثات غير المباشرة مع اسرائيل برعاية تركية. والثالث، بحث احتمالات تحسين العلاقات العربية - العربية وسبل"تعميم اتفاق الدوحة على حل الخلاف بين فتح وحماس"، خصوصا سبل تحسين الاجواء بين دمشق وكل من الرياضوالقاهرة. وقال مسؤول سوري أمس:"ما فعلته قطر الشقيقة بالتنسيق مع القيادة في سورية اسقط رهانات اصحاب المشروع الاميركي - الاسرائيلي الذي يعاني من ازمة عميقة تنبئ باقتراب فشله الكامل في المنطقة"، قبل ان يعبر عن"الترحيب بالتوافق بين الاشقاء اللبنانيين لأن استقرار لبنان ينعكس ايجابا على استقرار المنطقة". ولاحظت اوساط سورية ان ترشيح قوى الغالبية للدكتور فؤاد السنيورة لترؤس حكومة الوحدة الوطنية، بمثابة"استفزاز"للمعارضة، غير انها اكدت ان"الموقف السوري يقوم على الترحيب باتفاق الدوحة، وان تنفيذ بنوده يخص اللبنانيين انفسهم". ونقلت المصادر الرسمية عن وزير الدفاع السوري العماد حسن توركماني قوله ان"الازمة اللبنانية منذ البداية كانت ازمة لبنانية لا يحلها الا اللبنانيون انفسهم، وأي دور في هذه الازمة يجب ان يكون عربيا اولا، وتوفيقيا ثانيا لمساعدة اللبنانيين على الخروج من المأزق". وقال ديبلوماسي عربي ل"الحياة"ان المسؤولين القطريين"حرصوا على زيارة دمشق وطهران لإعادة تعبئة الرصيد الايجابي لديهما واستثماره في مرحلة اخرى"، في حين اوضح مسؤول سوري ل"الحياة"ان الدوحة نجحت في حل ازمة لبنان"لأنها بقيت على مسافة واحدة من جميع الفرقاء، ولأنها استثمرت علاقاتها مع دمشق ولم تضع شروطاً مسبقة لتحسين العلاقات". وإذ يتوقع ان يطلع المسؤولون السوريون على نتائج جولة اسطنبول من المفاوضات غير المباشرة، قالت المصادر السورية ل"الحياة"امس ان الجانب التركي"لم يحدد موعدا للجولة الثانية منها، ربما بسبب الأزمة التي يواجهها رئيس الوزراء ايهود اولمرت"باعتبار ان مساعدين مقربين منه هما المخولان التفاوض مع الجانب السوري. وتابعت المصادر ان مبعوثي اولمرت"لم يطرحا في الجولة الاولى شروطاً تتعلق بالعلاقة بين سورية وكل من ايران وحماس وحزب الله، على عكس ما يقوله مسؤولون اسرائيليون علناً"، في اشارة الى تصريحات وزيرة الخارجية تسيبي ليفني عن شروط تخلي دمشق عن تحالفاتها الاقليمية. وقالت المصادر السورية ردا على سؤال:"في حال ابدى رئيس الحكومة المقبلة الرغبة في الاستمرار في المفاوضات، فإن سورية مستعدة لذلك"، بعدما اشارت الى انه"من السابق لأوانه الحديث عن ذلك". وفي رد على كلام اولمرت من ان اسرائيل"مستعدة للمضي بعيدا في التنازلات"للتوصل الى اتفاق سلام مع دمشق، قال المسؤول السوري ان"الانسحاب من الاراضي المحتلة لا يعد تنازلا مؤلما، بل هو تحقيق للشرعية الدولية وتطبيق للقانون الدولي. وطريق السلام واضح وهو الانسحاب من الاراضي المحتلة الى حدود الرابع من حزيران يونيو لعام 1967". ونقلت المصادر عن توركماني قوله في تخرج طلاب عسكريين ان بلاده"تؤكد من جديد رغبتها في السلام عندما قررت متابعة مفاوضات غير مباشرة وعلنية برعاية تركية وفق مرجعية مؤتمر مدريد للسلام"التي تنص على"الارض مقابل السلام". وتوقعت المصادر ان تكون محادثات الشيخ حمد مع الاسد تناولت العلاقات بين سورية وكل من مصر والسعودية. واوضحت المصادر الديبلوماسية العربية ان الدوحة"تجس احتمالات القيام بوساطة مع القاهرةوالرياض"، في حين تقول المصادر السورية ان"دمشق قامت بواجبها وما عليها وعلى الاخرين الا التحرك"، في اشارة الى حل ازمة لبنان التي كانت شرطاً مصرياً - سعودياً للتقارب مع دمشق. ولاحظت"بدء دول اوروبية بالوفاء بالتزاماتها مثل اتصال الرئيس نيكولا ساركوزي بالأسد، وزيارة وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس، واعلان دعم المحادثات غير المباشرة السورية - الاسرائيلية، في مقابل عدم حصول الشيء ذاته من اطراف عربية"، قبل ان تستغرب عدم صدور بيانات رسمية من دول عربية ل"الترحيب ودعم"المفاوضات. وعلم ان قطر تسعى الى"تسخين"الحركة بين دمشقوالقاهرة اولاً عبر اقناع مصر بإصدار بيان ترحيبي بالمفاوضات الجارية برعاية تركية، في حين يعزو مسؤولون مصريون عدم اتخاذ موقف داعم لدمشق لأنهم لم يطلعوا على تفاصيل المفاوضات ولاعتقاد بعضهم بأن ذلك"يضر بالمسار الفلسطيني"، علماً ان المسؤولين السوريين قالوا بضرورة"عدم استخدام المسار السوري ضد الفلسطيني وعدم استخدامه لشن عدوان على غزة".