اعلنت صحيفة "تشرين" الحكومية السورية امس ان "دمشق ترفض كل الشروط" في مفاوضات السلام غير المباشرة الجارية بينها وبين اسرائيل و"لا تساوم"في علاقاتها مع دول اخرى، في تلميح الى الحليف الاقليمي الايراني لسورية. وكتبت في افتتاحية ان"دمشق لا تريد شروطا مسبقة تضع العربة امام الحصان، ولا تساوم في علاقاتها مع الدول والشعوب". وكانت سورية واسرائيل اعلنتا الاربعاء بدء مفاوضات سلام غير مباشرة بوساطة تركية، تتعلق خصوصا بانسحاب اسرائيل من هضبة الجولان التي احتلتها عام 1967 لقاء السلام. ولم يخف مسؤولون اسرائيليون ان الهدف الاساسي لأي اتفاق او حتى لأي تفاوض في الوقت الراهن هو فك محور دمشق - طهران الذي يربط سورية بدولة تدعو علناً الى تدمير اسرائيل. وتابعت الصحيفة ان سورية"ستعلن مستقبلا ان حققت هذه المفاوضات غير المباشرة تقدماً ملموساً وما اذا كانت اصطدمت بالعراقيل والشروط". وحذرت من ان"الشروط التعجيزية لا يمكنها ان تسهل عمل المفاوضين، ومن يضع الشروط اليوم لاهداف داخلية وانتخابية فإنه يضع العصي في العجلات ويخضع عملية السلام لعملية مساومة وابتزاز". وكانت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني اشترطت الخميس لاحراز اي تقدم في المفاوضات مع دمشق ان تفك سورية ارتباطاتها مع"ايران وحزب الله وحماس وغيرها من المنظمات الارهابية". واشادت الصحيفة"بالدور التركي الصديق في محاولة لإحياء عملية السلام على المسار السوري بعد جمود قارب العقد من الزمن"، لكنها رأت انه"لا مجال للتنبؤ في هذا الملف الشائك والمعقد نظرا للظروف الاقليمية والدولية التي قد تؤثر على مسار المفاوضات". واكدت ان"سورية كانت دائما مع عملية السلام التي تعيد لها حقوقها وارضها المغتصبة ودخلتها في مؤتمر مدريد عام 1991 بنية صادقة". وتابعت ان دمشق"عند دخولها مفاوضات غير مباشرة جديدة برعاية تركيا، فإنها تفعل ذلك انسجاماً منها مع مواقفها وقناعاتها واستراتيجيتها السلمية التي كانت الاساس في مشاركتها الاولى في مؤتمر مدريد". واضافت ان سورية"واضحة وصريحة في السابق واليوم، وتعلن على الملأ ومن دون خجل وتخف وراء الابواب المغلقة والمحادثات السرية، وهي تريد السلام الحقيقي في المنطقة برمتها وتريد الاستقرار والهدوء والامن". ورأت ان"المنطقة اليوم امام مفترق طرق ومرحلة جديدة عنوانها الظاهر هو الحوار"، معبرة عن املها في ان"تصدق النيات كي تخرج منطقتنا من حال الفوضى والحروب والدمار الى بر الامن والاستقرار والازدهار". من جهة اخرى، اعتبرت الصحيفة ان"التطورات الاخيرة التي جرت في الدوحة واتفاق الاطراف اللبنانية الى المحادثات السورية - الاسرائيلية غير المباشرة تدعو الى تفاؤل حذر ووقفة متأنية لمعرفة آفاق المستقبل وما اذا كنا امام انفراج بعد دوامة العنف والفوضى". واضافت ان"اتفاق الدوحة اكد ان العرب قادرون على حل مشاكلهم وازماتهم داخل البيت العربي وبعيدا عن اي تدخل اجنبي، واكد صحة ما كانت سورية تقوله من ان الأزمة كانت منذ البداية لبنانية بامتياز وشأن داخلي لبناني لا يحله الا اللبنانيون انفسهم". الى ذلك، قالت صحيفة"تشرين"ان الرئيس بشار الاسد"تلقى اتصالا هاتفيا امس من العاهل الاسباني خوان كارلوس الذي اكد دعم اسبانيا للمحادثات غير المباشرة بين سورية واسرائيل، معربا عن استعداده لتقديم كل ما من شأنه ان يدعم هذه المحادثات". واضافت ان خوان كارلوس عبر عن"ارتياح اسبانيا لاتفاق الدوحة بين اطراف الحوار اللبناني، واشاد بجهود سورية الفاعلة بهذا الصدد". وقالت ان المحادثات تناولت"العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تطويرها". واشارت الى ان"العلاقات السورية - الاسبانية تشهد قفزات متتالية من التعاون على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية، خصوصا بعد الزيارة التي قام بها الاسد لاسبانيا في ايار مايو عام 2001، وزيارة ملك اسبانيا الى سورية في تشرين الاول اكتوبر عام 2003". وكان اسبانيا استضافت في تشرين الثاني نوفمبر عام 1991 مؤتمر مدريد للسلام.