توقع عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار في البرلمان العراقي جمال عبد المهدي البطيخ، ان يخسر العراق 40 في المئة من أراضيه الصالحة للزراعة، التي تقدر ب696 ألف هكتار، إذا استمر منسوب نهري دجلة والفرات بالانخفاض، بسبب بناء في السدود عليها في دول الجوار. وحذر في مؤتمر صحافي عقده في بغداد، من ان العراق سيتعرض إلى واقع خطير بسبب إنجاز تركيا مشاريع وسدوداً ضخمة على نهري دجلة والفرات، مثل مشروع سدي"الغاب"و"اليسو". وتبلغ سعة"الغاب"التخزينية 100 بليون متر مكعب سنوياً، تعادل ثلاثة أضعاف ما تخزنه سدود سورياوالعراق مجتمعة، وبالتالي فإن كمية مياه دجلة الداخلة إلى العراق، ستنخفض من 20.93 بليون متر مكعب سنوياً إلى 9.7 بليون 47 في المئة. وشهد العام الحالي شحاً كبيراً في تساقط الأمطار التي لم تتجاوز معدلاتها ال30 في المئة من المعدل العام. وحذر البطيخ من"خطورة الوضع المائي في المنطقة، متوقعاً ان يشكل الصراع على المياه سمة العقد المقبل بين الدول المتشاطئة، ومن ان شح المياه سيولد كوارث تتضح معالمها من خلال تراجع المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية وهجرة السكان باتجاه التجمعات السكنية، وازدياد مساحات التصحر وتكرار العواصف الرملية وارتفاع معدلات تلوث البيئة. وأضاف:"توقف إنتاج الكهرباء في سدي الموصل وسامراء شمال العراق سيؤثر في النشاط الصناعي، ومصافي النفط، ويزيد معدلات تلوث المياه"، متوقعاً عودة الجفاف تدريجاً إلى منطقة الأهوار، إذا لم تتوافر لها كميات كبيرة من المياه، وأشار الى ان ارتفاع الملوحة في الأنهار الناجمة عن انخفاض المياه تهدد بهلاك سلالات كثيرة من الأسماك. واقترح تشكيل مجلس أعلى للمياه مهمته وضع خطط للسياسة المائية، وتقديم المعلومات عن الظواهر الطبيعية كالجفاف وشح المياه.