كشفت مصادر في حركة "حماس" ل "الحياة" أن اسرائيل وافقت مبدئيا على اقتراح التهدئة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في"قطاع غزة أولاً"، والذي عرضته مصر على الدولة العبرية خلال زيارة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان لتل أبيب الأسبوع الماضي. ورفضت المصادر كشف المزيد من التفاصيل، لكنها قالت ان لدى اسرائيل ترتيبات زمنية في شأن التهدئة سيناقشها وفد من"حماس"رفيع المستوى سيتوجه الى القاهرة غداً. وأشارت الى أن الوفد المشكل من قيادات من الحركة، من الداخل والخارج، سيتلقى الرد الرسمي الاسرائيلي من المسؤولين المصريين في لقاءات ستجمعه معهم بعد غد. وسيبحث الوفد أيضاً قضية مبادلة الجندي الاسرائيلي الأسير لدى ثلاثة فصائل فلسطينية بأسرى فلسطينيين معتقلين في سجون الاحتلال. أبو مرزوق يرأس وفد الحركة وفي القاهرة، علمت"الحياة"ان نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس"الدكتور موسى أبو مرزوق سيرأس وفد الحركة الى القاهرة، الذي يضم من قيادات الداخل وزير الخارجية السابق محمود الزهار ووزير الداخلية في الحكومة المقالة سعيد صيام، والقيادي في الحركة جمال أبو هاشم، ومن الخارج عضوي المكتب السياسي عماد العلمي ومحمد نصر. وقال أبو مرزوق ل"الحياة"إن"زيارته للقاهرة هي لمتابعة خطوات التوصل إلى اتفاق تهدئة، والإطلاع على المحادثات الأخيرة التي أجراها رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان في إسرائيل"، مضيفاً:"لم نبلغ شيئا من المصريين، ولا نعلم تفاصيل العرض الإسرائيلي". واكد ترحيبه بما يحمله سليمان"إذا كان ضمن السياسات التي تم التوافق عليها مسبقاً مع المسؤولين المصريين". وعن الموقف الإسرائيلي من التهدئة والذي يشترط إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة غلعاد شاليت في مقابل التزام إسرائيل بالتهدئة، قال:"لم نبلغ رسميا بأي شيء، لكننا نرفض ربط قضية تبادل الأسرى بمسألة التهدئة، فهما قضيتان منفصلتان". غير أنه عبر عن ترحيب الحركة"بالإسراع في إبرام صفقة إطلاق شاليت من خلال تبادل الأسرى"، وقال:"معنيون بهذه المسألة لأننا أصحاب مصلحة شرط استجابة إسرائيل لطلباتنا"، مشيراً إلى أن هناك"مشكلة في شأن 270 اسماً اخترناهم، لكن إسرائيل ترفض إطلاق هذه الأسماء تحت مسمى أن أياديهم ملطخة بالدماء اليهودية، وتوافق فقط على إطلاق 71 اسماً، من بينهم أطفال ونساء وبرلمانيون ووزراء". وشدد على تمسك الحركة بجميع الأسماء التي أدرجتها في لائحتها، وأكد عدم إمكان إطلاق شاليت إلا بناء على هذه الصفقة التي تتوسط فيها مصر. وعن التهديدات الإسرائيلية بعملية عسكرية واسعة ضد غزة، قال أبو مرزوق:"هم يحاولون أن يخيفونا، وجربوا ودخلوا جباليا بلواءين، لكنهم لم يتمكنوا من التقدم خطوة، وبدأوا بقتل المدنيين لعجزهم عن استهداف المرابطين"، مضيفا:"لو كان باستطاعتهم إنهاء حماس وتصفيتها لفعلوا ذلك سواء في غزة أو في الضفة". واستبعد قيام إسرائيل باحتلال غزة مجددا خشية حدوث خسائر"لن تحتملها، بالإضافة إلى أنه ليس لدى إسرائيل استراتيجية أو جواب واضح عن ماذا بعد احتلال غزة".