دخلت في طريق مسدود المفاوضات في شأن اطلاق بعض الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية ووقف العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة مقابل اطلاق الجندي الاسير في القطاع غلعاد شاليت. وفيما نقلت صحيفة"معاريف"عن رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ان"اسرائيل لن تطلق اي أسرى وهذا نهائي"مقابل اطلاق الجندي، اعلن نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس"موسى ابو مرزوق في حديث الى"الحياة"امس ان موقف الحركة هو ان"من المستحيل اطلاق الاسير الاسرائيلي من دون أي ثمن"، مشيراً الى ان قيادة الحركة تبلغت من وسطاء عدة ان اسرائيل"لم تقبل الى الآن مبدأ التفاوض"لعقد صفقة في شأن اطلاق الجندي. راجع ص 4 و5 وتلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود اتصالاً هاتفياً أمس من الرئيس السوري بشار الأسد جرى خلاله البحث في تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، وفي مقدمها الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعلاقات الاخوية السعودية - السورية. فيما وصلت الجهود المصرية الى طريق مسدود بعدما رفضت حركة"حماس"اقتراحات مصرية بإطلاق الجندي شاليت شرط وقف العمليات الاسرائيلية في قطاع غزة ووعد بإطلاق معتقلين فلسطينيين في مرحلة لاحقة. وابلغت الحركة مسؤولين مصريين أن إطلاق الجندي من دون ثمن يضر بموقف المقاومة. في غضون ذلك، قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس ان"الوقت حان"كي تطلق"حماس"الجندي المخطوف. وفيما اكدت مصادر عليمة ل"الحياة"ان حركة"حماس"تبدي مرونة ملحوظة في الاتصالات الجارية لاطلاق الجندي الاسير لانهاء الازمة سلمياً وتجنيب نفسها وقطاع غزة حرباً تبدو مدمرة، خول المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الامنية والسياسية اولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس اتخاذ قرارات بتوسيع نطاق العدوان المتواصل على القطاع والذي يحمل اسم"امطار الصيف"، وناقش مسألة اقامة"منطقة عازلة"في شمال قطاع غزة على غرار"الحزام الامني"في جنوبلبنان. واقر المجلس"ضرب قادة حماس والبنى التحتية للحركة في قطاع غزة والضفة الغربية". وقالت مصادر مصرية إن زيارات سريعة كان سيقوم بها رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان لكل من غزة وتل ابيب ودمشق ألغيت في ضوء تعثر جهود الوساطة المصرية، لكن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط احتفظ بالامل في انهاء الازمة، وقال أمام البرلمان مساء أول من امس:"رغم العقبات والصعوبات نأمل في انهاء الازمة بفتح مجال للتسوية وتحقيق التهدئة". وقالت مصادر عليمة في غزة ل"الحياة"ان حركة"حماس"تراجعت عن مطلبها اطلاق الف اسير، واقترحت عبر الجانب المصري اطلاق جميع الاسيرات وعددهن 120 اسيرة، اضافة الى الاسرى الذين امضوا اكثر من عشرين عاما في الاسر، وعددهم لا يتجاوز ثلاثين اسيرا، وهو ما قوبل ايضاً بالرفض من الجانب الاسرائيلي. واشارت الى ان الوفد الامني المصري اوقف اتصالاته مع الجانبين بعد ان واجهت اقتراحاته الرفض من جانبهما. وقالت المصادر ان اقصى ما ابدت الحكومة الاسرائيلية استعدادها له في هذه الاتصالات هو التعهد باطلاق سراح عدد غير معلوم من الاسرى في مناسبة لاحقة مقابل اطلاق الجندي. اما"حماس"فأصرت، كما تقول المصادر ذاتها، على تلقي ضمانات كافية ومواصفات واضحة للأسرى الذين توافق اسرائيل على اطلاقهم. في غضون ذلك، كشفت مصادر فلسطينية في دمشق امس ان احمد داود اوغلو كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اجتمع الى رئيس المكتب السياسي في"حماس"خالد مشعل وابلغه دعم صفقة تبادل اسرى. واوضحت:"اميركا طلبت من انقرة التحرك، ثم جرت اتصالات مع حماس. لكن اسرائيل انسحبت من الموضوع".