تواصل طائرات تركية الإغارة على جبال قنديل، شمال العراق. ويرفض مسعود البرزاني، وهو درج في العام الماضي على المطالبة بضم ديار بكر الى كردستان العراق، لقاء سياسيين من"حزب المجتمع الديموقراطي"الكردي التركي، ويعيد بناء مخافره الحدودية مع تركيا، ويعزز قوات خفر الحدود. وأثنى قائد الأركان التركي، يشار بيوك انيط، على إجراءات البرزاني. وزار أحمد ترك، زعيم"حزب المجتمع الديموقراطي"، الرئيس العراقي، جلال طالباني، وطلب منه المساعدة على حل القضية الكردية في تركيا. فقال له طالباني:"قولوا لعناصر حزب العمال الكردستاني ألا ينتظروا منا دعماً، وعليهم ان يتركوا السلاح وأن يعودوا الى صوابهم". ومراجعة حوادث الأشهر الستة الأخيرة تلقي الضوء على التطورات المهمة هذه. ففي تشرين الاول اكتوبر 2007، شن"حزب العمال الكردستاني" هجوماً دموياً على قوات الجيش التركي. وأراد جر تركيا الى مواجهة عسكرية مباشرة مع اكراد العراق والقوات الاميركية والحكومة العراقية المركزية، وعزل تركيا وتركها وحيدة في مواجهة المجتمع الدولي. وعلى رغم الضغط الشعبي الكبير، لم تنزلق الحكومة الى الفخ، ولم ترد على الهجوم الدموي الذي راح ضحيته 11 جندياً وأفضى الى أسر 8 جنود. وفي الخامس من تشرين الثاني نوفمبر، التقى رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، الرئيس الأميركي، جورج بوش بواشنطن. وأعلن وبوش أن"حزب العمال الكردستاني"هو عدو مشترك. والتزمت أميركا تقديم دعم استخباراتي للجيش التركي شمال العراق. وحظيت عمليات تركيا العسكرية في شمال العراق بدعم اميركي وبموافقة دولية. فوجد"حزب العمال الكردستاني"نفسه في مواجهة نيران الجيش التركي، وضغط بغداد، وحكومة اربيل. فهو وقع في حفرة حفرها لتركيا وبعد انتهاء عملية تركيا البرية في شمال العراق، قرر مجلس الأمن القومي التركي استئناف الحوار مع أكراد العراق. ففشلت مساعي"حزب العمال الكردستاني"في إشعال حرب كردية - تركية في المنطقة. وحال حوار أنقرة مع اكراد العراق دون دعمهم"حزب العمال الكردستاني". وفي اثناء زيارتهما العراق، التقى مستشار اردوغان السياسي، البروفيسور احمد داوود اوغلو، ومسؤول ملف العراق في الخارجية التركية، مراد ازشيليك، الرئيس جلال طالباني ومسؤولاً في حكومة اربيل، ووطدا العلاقات التركية الاستراتيجية بالعراق. واتفق الطرفان على إنشاء مجلس تعاون استراتيجي بين البلدين، على غرار مجلس التعاون بين فرنسا وألمانيا. ولا شك في أن مصلحة اكراد العراق هي في المشاركة في هذا التعاون الاستراتيجي، عوض الجري وراء"حزب العمال الكردستاني". وقد يلجأ"حزب العمال الكردستاني"الى أساليب مجنونة لوقف مسيرة التقارب العراقي - التركي الرامية الى القضاء عليه، ونقل ملف القضية الكردية من العمليات العسكرية الى طاولة المفاوضات السياسية. فالقضية الكردية في تركيا أمام مفترق طرق مصيري. عن طه اقيولن، "مللييت" التركية، 9/5/2008