أفادت صحيفة "ميانمار اهلين" الرسمية في ميانمار أمس، بأن السلطات ستقبل معونات الإغاثة الدولية الأجنبية للناجين من إعصار"نرجس"الذي ضرب البلاد نهاية الأسبوع الماضي، لكنها ستوزع إمدادات الإغاثة بنفسها"لأنها ليست في وضع يسمح لها باستقبال فرق إنقاذ أجنبية حالياً". وعلى رغم هبوط 12 طائرة حملت مواد إغاثة دولية، آخرها أرسلتها قطر الى رانغون، تتصاعد مشاعر الاستياء الدولي من تأخير الجنرالات منح حكومات ومنظمات إغاثة تصاريح للدخول وموظفيها تأشيرات، وبينها رحلات للجيش الأميركي الذي يملك طائرات إمدادات تقف على أهبة الاستعداد في تايلاند المجاورة. وزاد مشاعر الاستياء بدء سفارة ميانمار في بانكوك عطلة في مناسبة طقوس قديمة تعود الى 700 سنة تمتد حتى الثلثاء المقبل، وقال بول ريزلي الناطق باسم برنامج الأغذية العالمي:"هذا الإقفال الطويل غير جائز بالنسبة الى أشخاص تتهدد حياتهم". وأعلنت البحرية الأميركية ان أربع سفن بينها المدمرة"موستين"وثلاث سفن تتبع القوة الضاربة"اسكس"تتجه الى ميانمار من خليج تايلاند، وان مروحيات نشرت في تايلاند من اجل عمليات الإغاثة. وقال السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة زلماي خليل زاد:"نحن غاضبون من بطء رد فعل حكومة ميانمار في الترحيب بالمساعدة وقبولها". ويكافح الناجون للبقاء في الدلتا التي غمرتها المياه، ويحاولون إعادة بناء منازلهم في الأراضي التي غمرتها المياه والمستنقعات التي ابتليت بمرض الملاريا، فيما لم يظهر أي جنود أو مسؤولون من وكالات حكومية لتقديم المساعدة، واكتفوا بدعوة المواطنين الى أداء واجبهم الوطني اليوم والتصويت لمصلحة الدستور الذي أعده الجيش، فيما حذرت الأممالمتحدة من ان عاصفة قوية أخرى تتجه الى بورما، ما قد يعقد جهود الإغاثة. وقال ريتشارد هورسي الناطق باسم عمليات الإغاثة الدولية:"ابلغنا خبراء الأرصاد انه يرجح ان تتساقط أمطار غزيرة على بورما خلال الأيام السبعة المقبلة". وأضاف:"ستكون هذه مشكلة كبيرة على الطرق غير المعبدة، وستزيد الأخطار التي يواجهها جميع الناجين من دون مأوى". وألغى رئيس الوزراء التايلاندي ساماك ساندارافيج زيارة مزمعة الى ميانمار في مطلع الأسبوع لمطالبة المجلس العسكري الحاكم بفتح الباب أمام وصول المعونات الغربية الي منكوبي الإعصار، وذلك بعد إعلان المجلس انه لن يرحب بمسؤولي المساعدات الأجانب. وفي جنيف، أعلنت الناطقة باسم مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية في الأممالمتحدة اليزابيث بيرس ان المنظمة ستوجه نداء الى المجتمع الدولي لتوفير مساعدة طارئة لمدة ستة شهور لحوالى 1.5 منكوب بالإعصار. وأشارت الى وصول خبيرين في تقويم الكوارث الى بورما،"ما يمثل تقدماً صغيراً في موقف المجلس العسكري الحاكم في بورما. وأعلنت ان الأممالمتحدة تستخدم إمكاناتها من عتاد وأشخاص"الى أقصى حد"، موضحة ان طائرة تحمل مساعدات ستقلع من قاعدة برينديزي في إيطاليا متوجهة الى رانغون اليوم. وقررت اليابان إرسال مساعدات إضافية قيمتها 10 ملايين دولار الى منكوبي الإعصار، بعدما قدمت سابقاً مساعدات لمنكوبي الإعصار بلغت قيمتها 600 ألف دولار. على صعيد آخر، استبعد محللون بورميون وأوروبيون ان تؤثر كارثة الإعصار في سلطة الجنرالات في ميانمار، وقال تريفور ويلسون السفير الأسترالي السابق في رانغون:"سيهتم الناس بكيفية البقاء وتأمين الطعام والمياه والصحة واستعادة وظائفهم وإعادة بناء منازلهم"، واستطرد:"السياسة آخر شيء يفكرون فيه حالياً". واللافت ان الإعصار قد يؤدي الى تعزيز وضع الرئيس ثان شوي بسبب اتخاذه عام 2005 قرار نقل العاصمة الى نايبيداو التي تبعد مسافة 400 كيلومتر شمال رانغون.