قفز عدد القتلى والمفقودين جراء الإعصار الحلزوني الذي اجتاح خمس محافظات في بورما أمس إلى 18.000بينما مازالت الجهود تبذل بمشقة لحصر ما زاد عن ذلك من خسائر بشرية. ونقل التلفزيون في بورما التابع للدولة عن مصادر رسمية قولها ان عدد القتلى الذين عثر على جثثهم حتى الآن ارتفع إلى 15.000على الأقل في محافظتي مدينتي يانغون وايراوادي وحدهما في حين بلغ عدد المفقودين فيهما 2.879شخصاً، وان ما يزيد على 90ألف شخص شردوا. وقالت هذه المصادر ان عدد الضحايا في منطقة يوغالاي التابعة لمنطقة ايياوادي الادارية وحدها سيتعدى ال 10آلاف شخص، في حين انه لم يقل عن ألف شخص في لابوتا التابعة للمنطقة الادارية عينها. وكشفت المصادر انه في جزيرة هاين كيي التابعة للمنطقة الادارية ايياوادي شهدت تدمير حوالي 20ألف منزل، ما أدى لتشريد 93706أشخاص. وكان هذا الاعصار ضرب كل ولايات ميانمار ومناطقها الادارية وهي يانغون وباغو وآيياوادي وكايين ومون، حيث أعلنت السلطات العسكرية الحاكمة حالة الطوارئ في الولايات كلها. وشكلت السلطات البورمية لجنة مركزية وطنية للتخفيف من أضرار الكوارث الطبيعية وأعلنت المناطق الخمس منكوبة. واستنفر المجتمع الدولي الاثنين من اجل ارسال مساعدات إلى الناجين من اعصار بورما، مع تجنب واضح لمرور المساعدات في معظم الاحيان بالنظام العسكري الحاكم في البلاد. وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأممالمتحدة اليزابيث بيرز لوكالة فرانس برس ان السلطات البورمية "ابدت استعدادها لتلقي المساعدة الدولية (...)، الا ان الآليات لم تحدد بعد". وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعلن في وقت سابق ان "الاممالمتحدة ستبذل ما في وسعها لتقديم مساعدة عاجلة إلى بورما". وذكر ان فريقا من خبراء الكوارث في الأممالمتحدة سيتوجه فورا إلى بورما. وقال المنسق الاقليمي للاتحاد الدولي للصليب الاحمر المكلف ادارة الكوارث مايكل انيار في بانكوك "اننا في صدد توزيع (...) خيم بلاستيكية لتغطية سطوح المنازل. كما نقدم خمسة آلاف ليتر من مياه الشفة واغطية وملابس...". وقالت بيرز ان منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) ارسلت خمس بعثات لتقويم الوضع إلى بورما، بينما خزن برنامج الاغذية العالمي (بام) 500طن من المواد الغذائية في رانغون ومولدات كهرباء في كمبوديا، مخصصة لبورما. واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الولاياتالمتحدة رصدت مساعدة عاجلة قيمتها 250الف دولار عبر سفارتها في رانغون وهي في صدد تقدير السبل لتقديم مساعدة اضافية. واعلن متحدث باسم البيت الابيض ان "السفارة الاميركية على اتصال مع السلطات البورمية" وان الاموال التي رصدتها ستصل عبر بام ومنظمات اخرى "وبشكل لا يمر المال مباشرة عبر الحكومة". ووعدت زوجة الرئيس الاميركي لورا بوش من جهتها بتقديم مزيد من المساعدات إلى بورما وحضت المجموعة العسكرية الحاكمة على قبول المساعدات الاميركية والدولية بسرعة. من جهة ثانية، اتهمت لورا بوش السلطات البورمية بالاخلال بواجبها وعدم ابلاغ السكان بوصول الاعصار. بدورها، رصدت المفوضية الاوروبية مساعدة بقيمة مليوني يورو ستخصص بشكل اساسي لتجهيز ملاجىء ولمياه الشفة. وتنوي النروج تقديم عشرة ملايين كورون ( 1.3مليون يورو) عبر الأممالمتحدة أو الصليب الاحمر، فيما اعلنت المانيا تقديم نصف مليون يورو إلى المنظمات الانسانية الالمانية. واكدت السويد انها ستقدم عبر الأممالمتحدة دعما لوجستيا ومعدات لتنقية المياه. واعلنت باريس انها رصدت في مرحلة اولى مبلغ مئتي الف يورو، مشيرة إلى ان المساعدات سترسل عبر الصليب الاحمر والمنظمات غير الحكومية الفرنسية الموجودة على الارض. واعلنت جمهورية تشيكيا تخصيص 2.5مليون كورون ( 100الف يورو)، وان المساعدات ستمر "عبر اللجنة الدولية للصليب الاحمر". واعلن الجيش التايلاندي انه سيرسل ادوية وطعاما إلى ضحايا الاعصار، بينما قدمت اليابان 28مليون ين (حوالي 237الف دولار) كمساعدات طارئة. وارسلت الهند سفينتين حربيتين تنقلان مواد غذائية وخيما واغطية وادوية وملابس. واعلنت كندا انها ستخصص مبلغ مليوني دولار لمساعدة ضحايا الاعصار. وقالت وزيرة التعاون الدولي بيف اودا الاثنين ان "الوكالة الكندية للتنمية الدولية ستخصص مليوني دولار لدعم المنظمات الانسانية الدولية كالاممالمتحدة والصليب الاحمر وبرنامج الاغذية العالمي" في مساعدة الضحايا. ودعت الحكومة البورمية إلى السماح لهذه المؤسسات بالوصول إلى الضحايا. إلى ذلك اعلنت السلطات العسكرية في بورما الثلاثاء اجراء الاستفتاء حول الدستور المقرر السبت في موعده وارجاءه في عدد من المناطق المتضررة من الاعصار نرجس حسبما افاد التلفزيون الرسمي الملتقط في تايلاند. وافادت قناة "ام.تي ار في" التي يسيطر عليها النظام العسكري الحاكم في بورما ان "الاستفتاء (حول دستور جديد) ارجئ في 47دائرة لكن الوضع بدأ يعود إلى طبيعته في بقية المناطق" المتضررة. واضاف التلفزيون ان "الاستفتاء سيجري في 24ايار - مايو في سبع دوائر في ايراوادي واربعين في رانغون". من جهة أخرى اعربت وكالة الأممالمتحدة لتفادي الكوارث الثلاثاء عن اسفها لعدم وجود نظام للانذار المبكر كان يمكن ان ينقذ كثيرين عندما اجتاح اعصار نرجس بورما. واعلنت الناطقة باسم امانة وكالة الأممالمتحدة لتفادي الكوارث بريجيت ليوني ان "عدد القتلى يؤكد عدم وجود نظام انذار مبكر". واضافت انه "لم يكن في بورما على ما يبدو لدى كثيرين من الناس ما يكفي من الوقت" للهرب أو "الاحتماء في مخابئ آمنة". واكدت ليوني ان "انظمة الانذار المبكر مهمة ويمكنها انقاذ ارواح كثيرة". وقالت انه "لا يجب فقط توفير انظمة لرصد الاحوال الجوية بل لا بد ايضا ان يفهم الناس تلك الانظمة كي يتوفر لديهم وقت للاحتماء".