المناورات العسكرية الإسرائيلية حادثة تاريخية تعد الجبهة الداخلية لمواجهة وضع لم تعرفه من قبل، هو التعرض لهجوم متصل بالصواريخ التقليدية، وغير التقليدية، يطاول أنحاء إسرائيل كلها والمنشآت العسكرية. وليس سيناريو المناورات هذا من وحي خيال المسؤولين في قيادة الأركان، بل هو سيناريو قريب من الواقع. فإسرائيل قد تتعرض قريباً الى هجوم صاروخي كبير. والعدو، أي"حزب الله"وسورية، أنجز الإعداد لهذا الضرب من الهجمات، في حين أن"حماس"لم تنه استعداداتها العسكرية بعد. وفي جعبة سورية وپ"حزب الله"عشرات الآلاف من الصواريخ الباليستية، ومئات من منصات إطلاق الصواريخ على أنواعها، المتحركة والثابتة التي تيسر إطلاق الصواريخ على المستوطنات والمدن والمنشآت العسكرية، في الأراضي الاسرائيلية كلها. ويبلغ مدى هذه الصواريخ نحو 70 كلم. وهي مزودة رؤوساً حربية كيماوية. وتخزن"حماس"في غزة عشرات صواريخ"غراد"وپ"القسام". وقد يشن هجوم شامل على اسرائيل، إثر توتر اقليمي كبير يترتب بدوره على رد اسرائيلي قاس على عملية انتقام لمغنية، أو بعد عملية كبيرة للجيش الإسرائيلي في غزة. وقد تدعو ايران والشارع العربي الغاضب"حزب الله"أو سورية الى مساعدة غزة في محنتها. وجليّ أن ما يميز المناورة الحالية عن المناورات السابقة هو تقليص الوقت الفاصل بين انطلاق صفارة الإنذار ووقوع الصاروخ. ففي الماضي، كان الإنذار يسبق ب10 أو 15 دقيقة سقوط قذيفة تطلقها طائرة على الجبهة الداخلية. ويفسح الفاصل الزمني المجال أمام المعوقين، وأصحاب الاحتياجات الخاصة، للوصول الى الملاجئ في الوقت الملائم. ولكن وقت الإنذار من الصواريخ قد لا يتعدى 15 ثانية أو دقائق قليلة. وهذا الفاصل الزمني لا يكفي القاطنين في الطبقات العالية ليبلغوا الملاجئ، ولا العابرين في الشوارع للاحتماء بالأماكن الآمنة. ولن تدرب المناورات السكان المدنيين على مواجهة خطر الصواريخ في الأماكن المكتظة. فمن المتوقع ان يصيب عدد محدود من الصواريخ البعيدة المدى تل أبيب. وعليه، يتسنى لسكان المدينة الاستفادة من إنذار مبكر قبل وقوع الهجمة الصاروخية. ولكن على مستوطنات الشمال، والمستوطنات المتاخمة لغزة، الاستعداد للبقاء وقتاً طويلاً في الملاجئ. وعلى الجهات المسؤولة تشييد ملاجئ واسعة ومجهزة في المنازل والأماكن العامة. عنپ رون بن يشاي،"يديعوت احرونوت"الاسرائيلية، 6/4/2008