أطلقت إسرائيل تدريبات تهدف إلى تحضير سكانها لمواجهة سيل يومي من مئات الصواريخ في وقت يتصاعد التوتر في المنطقة مع المخاوف من توسع رقعة النزاع السوري. وتجري تجربة إجراءات إجلاء وإنقاذ ضحايا من بين أنقاض المباني في حال وقوع هجمات لا سيما بأسلحة كيماوية، منذ الأحد وحتى الأربعاء. وخلال هذه التدريبات سيدعى الأولاد في المدارس أو أشخاص في أماكن عملهم أو منازلهم إلى النزول إلى الملاجئ الأقرب في حال الإنذار. وقال الجنرال الإسرائيلي أيال إيزنبرغ المكلف الدفاع المدني إن «هذه التدريبات تهدف إلى مواجهة أي حدث طارئ مثل هجمات يومية بمئات الصواريخ وبخاصة المزودة رؤوساً كيماوية». وأضاف «أن القدرة على المقاومة خلال الحروب المقبلة هي التي ستتيح لنا تحقيق النصر». وقال الوزير الإسرائيلي المكلف الدفاع المدني جلعاد أردان خلال زيارة تفقدية إلى مدرسة، «كل العالم يعرف أن أعداءنا لن يسعوا خلال النزاع المقبل إلى السيطرة على أرض إسرائيلية وإنما إلى إطلاق صواريخ على أهداف مدنية». ووفق وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن التدريبات الجارية تعتبر محاكاة لوضع يمكن أن يسود في اليوم الخامس عشر لنزاع يطلق فيه حوالى ألف صاروخ يومياً على إسرائيل انطلاقاً من لبنان وسورية وقطاع غزة. وفي ظل هذا السيناريو فإن بطاريات اعتراض الصواريخ ضمن نظام «القبة الحديد» لن تكون كافية لحماية أراضي إسرائيل. وقال الجنرال أيزنبرغ «إننا نختبر إجراءات الإنقاذ مستخلصين الدروس من الحرب الثانية في لبنان حتى نضمن استمرار عمل المرافق العامة». وخلال الهجوم الإسرائيلي على لبنان صيف 2006 الذي استمر أكثر من شهر، أطلق «حزب الله» آلاف القذائف والصواريخ على شمال إسرائيل ما أرغم مليون إسرائيلي على الفرار إلى جنوب البلاد أو البقاء في الملاجئ. وقتل 41 مدنياً إسرائيلياً وأصيب 583 بجروح وفق مصادر رسمية إسرائيلية. ووفق خبراء عسكريين تحدثوا لوسائل إعلام فإن حزب الله وسورية وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وإيران التي تعتبرها إسرائيل أبرز تهديد لأمنها، يملكون ترسانة من 200 ألف صاروخ وقذيفة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتانياهو الأحد، إن «إسرائيل أكثر دولة مهددة في العالم. هي تقع تحت خطر الصواريخ. ونحن مستعدون لأي سيناريو». وحاول الجنرال أيزنبرغ الطمأنة قائلاً إن «الجيش الإسرائيلي يتابع التطورات على الحدود الشمالية، سنكون مستعدين وسنعرف كيف نرد». ومنذ بدء الحرب الأهلية في سورية (آذار/ مارس 2011) توتر الوضع في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وفي 21 أيار (مايو) تبنى الجيش السوري لأول مرة إطلاق نار أصاب آلية عسكرية إسرائيلية كانت تسير في القسم المحتل من الجولان وتصاعدت حدة التوتر مع سورية إثر شن غارتين إسرائيليتين في مطلع هذا الشهر قرب دمشق. وهذه الهجمات كان هدفها وفق المسؤولين الإسرائيليين منع نقل أسلحة إلى «حزب الله». وردت سورية عبر التحذير من أنها سترد «فوراً» وبطريقة «مؤلمة» على أي هجوم إسرائيلي جديد على أراضيها.