خلال أقل من شهر، أجرى الجيش الإسرائيلي 3 مناورات عسكرية كبيرة في مناطق واسعة من المرجح أنها ليست روتينية كما يقول الجيش. وعلى ثلاث جبهات لا تزال إسرائيل تكثف استعداداتها لمواجهة مجهولة التفاصيل حتى الآن. فمطلع شهر مارس الماضي، أجرى الجيش تدريباً مفاجئاً حشد له نحو 13 ألف جندي، كان الأول من نوعه منذ سنوات. وفي حينه، قال الجيش إن ذلك يجري «بين الحين والآخر»، لكن مسؤولاً عسكرياً إسرائيلياً أوضح أن التدريب «لم يكن متوقعاً» وحجمه «غير عادي». اللافت أن التدريب أعقب تلويحاً فلسطينياً بوقف التنسيق الأمني، حيث درست منظمة التحرير قطع العلاقات الأمنية مع إسرائيل، ما ينذر بمواجهة محتملة في الضفة الغربية التي تمسك السلطة الفلسطينية بزمام الأمور فيها. كما أجرى الجيش الإسرائيلي مناورات على طول الحدود مع غزة، قال إنها «لاختبار كفاءة الجيش»، حيث أطلقت صفارات الإنذار، وشارك في المناورات سلاح الجو، ما يشير إلى حجم المناورة وطبيعتها. وفي هذه أيضاً شيء من تحسُّب لمواجهة محتملة، فقد نشرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أطلقت صواريخ «تجريبية» باتجاه البحر، في إطار اختبار قدراتها الصاروخية. وتتخوف إسرائيل من أن حماس تطور باستمرار منظومتها الصاروخية بعد حرب غزة الأخيرة في يونيو الماضي. إلى ذلك، نظمت قيادة «الجبهة الداخلية» في الجيش الإسرائيلي مناورات وسط إسرائيل، تخللها إطلاق صافرات الإنذار في عدد من المدن الإسرائيلية، وتدريب طواقم الإنقاذ والإسعاف. الحدود السورية الإسرائيلية هي الأخرى باتت مصدر قلق لإسرائيل، حيث تسيطر جبهة النصرة وفصائل سورية معارضة على القنيطرة ومناطق أخرى في الجولان المحتل. وأكثر من مرة، أطلقت فصائل سورية تقاتل نظام بشار الأسد قذائف هاون باتجاه مناطق إسرائيلية. وهذه المرة، لا تحسب إسرائيل حساب حزب الله شمالاً، حيث ينشغل الحزب بالقتال إلى جانب نظام الأسد في سوريا، كما أنه منشغل في لبنان بقضية الفراغ الرئاسي، ويحاول جاهداً خلق صيغة تحفظ له وجوده. ووصفت مصادر عسكرية إسرائيلية التمرين العسكري الذي قام به الجيش الإسرائيلي حول غزة بالأضخم منذ انتهاء العدوان الأخير، كما انه جاء بشكل مفاجئ ويحاكي اندلاع مواجهة جديدة مع القطاع. ونقل عن ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي قوله: إن المناورة جاءت لتحاكي جميع السيناريوهات المتاحة للتعامل مع أي مواجهة مفاجئة بما في ذلك هجمات جوية وتسلل بري وبحري، بالإضافة للتعرض لهجمات عبر الأنفاق. وبالإضافة لذلك فقد تمرنت قوات الجيش على سيناريوهات اقتحام مجموعات فلسطينية لمستوطنات محاذية للحدود، حيث تم استدعاء قوات نظامية على حين عجل للتصدي لهكذا هجوم قبل وصول المسلحين لمنازل المستوطنين. وجاء على لسان الضابط ان الجيش ينظر بقلق بالغ لاستمرار حماس في تجاربها الصاروخية قصيرة المدى، حيث أطلقت الحركة بموازاة مناورات الجيش 5 صواريخ تجريبية باتجاه البحر وذلك في محاولة لتحسين أدائها في المواجهة القادمة.