تستعد إسرائيل للمناورة الكبرى التي تجريها الجبهة الداخلية في الجيش (الدفاع المدني) في الثالث والعشرين من الشهر الجاري لفحص جاهزيتها لحرب شاملة على مختلف الجبهات. وتحمل المناورات عنوان «تحول 4» بعد أن أجريت مناورات مماثلة في السنوات الثلاث الماضية، واعتبرت مناورة العام الماضي الأكبر للجبهة الداخلية في تاريخ الدولة العبرية. ومنذ الحرب الأخيرة على لبنان وتعرض بلدات شمال إسرائيل إلى قصف مكثف من «حزب الله»، تولي إسرائيل أهمية قصوى لجاهزية الجبهة الداخلية والبنى التحتية الحيوية. وتحاكي المناورة الوشيكة، كما المناورات الكبرى السابقة، تعرّض مختلف أنحاء إسرائيل إلى هجوم شامل بالصواريخ من مختلف الجهات مصحوبة بعمليات تفجيرية في أرجائها. وعنونت «يديعوت أحرونوت» الخبر عن المناورة بكلمتي «كأنها حرب»، لكنها تساءلت عما إذا كانت إسرائيل تستعد للحرب المقبلة. وأضافت أن إسرائيل بعثت برسائل تهدئة إلى جاراتها بأن الحديث هو عن مناورات وأن ليست لديها النية ليصبح السيناريو واقعياً. وأعلنت «سلطة الطوارئ الوطنية» التي أقيمت في وزارة الدفاع بعد الحرب على لبنان أن المناورات الحالية تقوم على استخلاص العبر من مناورات كثيرة تمت في الأعوام الثلاثة الماضية، ومن عبر الحرب على لبنان عام 2006 والحرب الأخيرة على قطاع غزة. وأفادت الصحيفة أن المناورات التي تبدأ في الثالث والعشرين من الشهر الجاري وتستمر خمسة أيام، ستنطلق مع دويّ صفارات إنذار في أرجاء إسرائيل وإرسال آلاف الجنود وأفراد الشرطة وقوات الإنقاذ إلى مختلف المواقع بهدف فحص اداء مختلف المنظومات والمؤسسات المدنية عند وقوع حرب شاملة، بدءاً بالمستوى السياسي وانتهاءً بأفراد القوات الميدانية. وتابعت أنه «على شرف الحرب الافتراضية» تم وضع سيناريو كامل يشمل مواجهة عسكرية متدحرجة على كل الجبهات بدءاً بسخونة الحدود الشمالية مع لبنان، مروراً بتوتر على الحدود مع قطاع غزة. وسيتم التدرب على مواجهة التعرض لقصف بالصواريخ والقذائف غير التقليدية باتجاه وسط إسرائيل، كما ستتم محاكاة تعرض البنايات الشاهقة في تل أبيب للقصف وهجوم على مقر وزارة الدفاع في «القرياه» في تل أبيب، والتدرب على إخلاء عدد كبير من المدنيين «المصابين» جراء انبعاث غازات سامة من المصانع البتروكيماوية في خليج حيفا. وأضافت أنه سيتم إدخال كل طلاب المؤسسات التعليمية وموظفي المؤسسات العامة والمدنية للملاجئ ولمناطق آمنة، كما ستجري الحكومة «اجتماع طوارئ» لها يعقبه اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة. وسيتم فحص جاهزية قوات الإنقاذ لإجلاء مئات المصابين في آن، وجاهزية المستشفيات لمعالجة مثل هذا العدد من المصابين، وقدرة سيارات إطفاء الحرائق على التغلب على نيران تندلع في وقت واحد في أنحاء مختلفة. أما الجديد في مناورات هذا العام، فيتمثل في الدور المناط بالمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، إذ سيتم اختبار مدى قدرتها على استيعاب آلاف من سكان وسط إسرائيل إذا اقتضت الضرورة.