كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في عنوانها الرئيس أمس أن إسرائيل ستجري في الفترة الواقعة بين 31 أيار (مايو) و4 حزيران (يونيو) المقبل أكبر «مناورات طوارئ» (للدفاع المدني أساساً) تحاكي هجوماً صاروخياً مكثفاً عليها من الجهات المختلفة. وأضافت أنه ستطلق في الثاني من حزيران (يونيو) المقبل صفارات الإنذار في أرجاء الدولة العبرية لمدة دقيقة سيطلب خلالها من كل المواطنين النزول إلى الملاجئ أو البحث عن مناطق محمية آمنة، كأنهم يتعرضون الى قصف صاروخي. وأفادت الصحيفة نقلاً عن أوساط أمنية رفيعة أنه سيتم الأسبوع المقبل إقرار المناورات رسمياً والتي تحمل اسم «نقطة تحول 3» ويراد منها فحص إداء المنظومات والمؤسسات المختلفة بدءاً بالمستوى السياسي وانتهاء بالمؤسسات والقيادات الميدانية المنضوية تحت «الدفاع المدني»، بالإضافة إلى «سلوك المواطنين في زمن حرب شاملة». وكانت قيادة «الجبهة الداخلية» أجرت قبل عام تدريباً من النوع ذاته حمل اسم «نقطة تحول 2»، لكنه لم يشمل المواطنين إنما اقتصر أساساً على فحص جهوزية الجيش بأذرعه المختلفة وقواعده العسكرية والشرطة والسلطات المحلية والمستشفيات وطواقم الإسعاف والمؤسسات التعليمية، فضلاً عن اداء الحكومة التي انعقدت كأنها في زمن حرب. وستدخل هذه المؤسسات في المناورات المقبلة أيضاً «التي تبغي أساساً تطبيق العبر» التي استخلصت بعد الحرب الثانية على لبنان وبعد العدوان على غزة. وتقوم المناورات الوشيكة على افتراض حصول تصعيد على الجبهة الفلسطينية، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، في موازاة التعرض لهجوم صاروخي من سورية ولبنان. وتعقد الحكومة الإسرائيلية ثم الحكومة الأمنية المصغرة اجتماعاً خاصاً بعد إطلاق صفارات الإنذار «للبحث في معضلات مختلفة» تتوقعها المديرية المسؤولة عن المناورات. كذلك ستشمل المناورات، ضمن أمور كثيرة أخرى، محاكاة سقوط صاروخ غير تقليدي، وستشارك فيها قوات الإنقاذ المختلفة وقوات من قيادة الدفاع المدني والشرطة وطواقم الإسعاف والمستشفيات والسلطات المحلية والإطفاء. كما ستحاكي تعرض مصانع تكرير البترول والمنطقة الصناعية شرق حيفا، إلى هجوم يسفر عن انبعاث غازات سامة ومواد وخطيرة. وفي مدينة ايلات على الحدود مع طابا المصرية (جنوب إسرائيل)، ستحاكي المناورات هجوما بأسلحة غير تقليدية. وقال نائب وزير الدفاع المسؤول عن إعداد «الجبهة الداخلية» لزمن طوارئ متان فلنائي إن الغرض من المناورات هو «تدريب المواطنين على ثقافة الطوارئ كأن الحرب ستندلع غداً». وأضاف أن إسرائيل كلها تقع في مرمى صواريخ العدو، «ولدى سورية ولبنان صواريخ قادرة على ضرب كل بلدة مأهولة بالسكان في إسرائيل، بما في ذلك النقب (في الجنوب)، وعلى الجمهور أن يدرك ذلك، كما على السلطات المحلية أن تستعد كما ينبغي. وزاد أنه يتحتم على إسرائيل أن تستعد لسيناريو أصعب أضعافاً مما اعتادت عليه، يتناول سقوط مئات الصواريخ على الجبهة الداخلية، «وعلى كل منا أن يدرك أنه في الحرب المقبلة قد يسقط الصاروخ في باحة بيته، وخلافاً للماضي فإننا لا نهاب إعداد المواطنين لكل طارئ ولا يوجد ما نخفيه». تجارب ناجحة مضادة للصواريخ إلى ذلك، أقرت المؤسسة الأمنية أنها ومصانع «رفائيل» العسكرية أجرت قبل يومين تجارب ناجحة على منظومة صواريخ مضادة للصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى المعروفة ب «القبة الحديد». وأفادت وسائل الإعلام العبرية أنه خلال التجارب نجحت المنظومة في اعتراض صواريخ شبيهة بتلك التي في حوزة «حماس» في قطاع غزة تراوح مداها بين 6 و50 كيلومترا، بينها قذائف القسام و «غراد» وكاتيوشا وصواريخ «الفجر» التي قصف «حزب الله» بمثلها إسرائيل في حرب عام 2006. وتشمل المنظومة جهاز إنذار مبكر قادر على رصد القذيفة الصاروخية وثلاثة منصات صواريخ، وهي قادرة على تشخيص أي من القذائف التي أطلقت ويمكن أن تضرب منطقة مأهولة بالسكان، وعندها تقوم باعتراضها وتدميرها. وبحسب جهات في المؤسسة الأمنية، هناك نموذج آخر من منظومة «القبة الحديد» قادر على توفير الحماية لمدن كبيرة مثل حيفا (يسكنها نحو 300 ألف شخص). وأضافت أنه من أجل حماية المنطقة المعروفة ب «غلاف غزة»، ثمة حاجة لأربع منظومات من «القبة الحديد»، علماً أن كل صاروخ يقوم بمهمة الاعتراض يكلف عشرات آلاف الدولارات. وأفادت وسائل الإعلام أن التجربة الأخيرة على المنظومة الجديدة تتوج عددا من التجارب التي أجريت في الأشهر الأخيرة، لكن الأخيرة كانت الأنجح، إذ شملت التجربة إطلاق قذائف شبيهة بتلك التي تقصف بها فصائل المقاومة في القطاع جنوب إسرائيل، وأنه تم اعتراضها بنجاح. لكن بالرغم من نجاح التجربة، فإن المنظمة الجديدة لن توضع في الخدمة الفعلية قبل نهاية 2010 عندما يتسلم سلاح الجو الاسرائيلي أول بطارية من هذه الصواريخ المضادة للصواريخ. وأعربت وزارة الدفاع عن ارتياحها لنتائج التجربة واعتبرتها «مرحلة مهمة في الطريق إلى أن تدخل المنظومة الخدمة الفعلية». وقال وزير الدفاع ايهود باراك إن تطوير منظومة دفاعية «متعددة الطبقات» مضادة للصواريخ هي «مهمة قومية» الغرض منها بلوغ وضع يمكن فيه اعتراض غالبية الصواريخ الموجهة لإسرائيل. من جهته، قال وكيل وزارة الدفاع بنحاس بوخريس إن المؤسسة الأمنية ملتزمة بذل كل ما في وسعها من أجل توفير الحماية لكل سكان إسرائيل في وجه تهديدات الصواريخ والقذائف». وخلال هذه التجارب، اطلق الخبراء الاسرائيليون خصوصا صواريخ نجحت في رصد وملاحقة وتدمير صواريخ اطلقت، تباعاً او في آن واحد، ضد الدولة العبرية، على ما اوضح التلفزيون.