فاز رئيس الجبل الأسود المنتهية ولايته فيليب فويانوفيتش 53 سنة بولاية ثانية مدتها خمس سنوات، بعدما حصل على 52 في المئة من أصوات الناخبين في الدورة الانتخابية الأولى التي أجريت أول من أمس، وهي الأولى من نوعها منذ انفصال هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة عن اتحادها مع جمهورية صربيا قبل سنتين إثر استفتاء عام أيد 55 في المئة من المشاركين فيه الاستقلال. وقال فويانوفيتش خلال احتفال نظمه حزبه"الديموقراطيين الاشتراكيين"بمقره في العاصمة بودغوريتسا:"انتصرنا من أجل مستقبل أفضل لكل المواطنين، وآمل أن يتحقق خلال ولايتي هذه انضمام بلادنا الى الاتحاد الأوروبي". وأعرب عن امتنانه للدعم الذي لقيه من ناخبي حزبه ومواطني الأقليات الألبانية والبوشناقية والكرواتية. يذكر أن الجبل الأسود هي أصغر جمهوريات يوغوسلافيا السابقة مساحة 13812 كلم2 وسكانا 650 ألف نسمة. وينقسم السكان عرقياً الى 40 في المئة أهل الجبل الأسود و 34 في المئة صرب و 25 في المئة ألبان وبوشناق وكروات والباقي غجر واعراق أخرى. وبسبب انقسام أهل الجبل الأسود بين قوميين محليين ومؤيدين لصربيا، فيكون دعم الأقليات الألبانية والبوشناقية والكرواتية لأي طرف حاسماً في الانتخابات، وبسبب خلاف هذه الأقليات التقليدي مع صربيا في عموم منطقة البلقان، فإن انحيازها في الجبل الأسود الى جانب القوميين المحليين، وفّر لهم الاستقلال والتحكم بالسلطة منذ 14 سنة. وكان فويانوفيتش قاد بالاشتراك مع رئيس الجمهورية السابق مومير بولاتوفيتش ورئيس الحكومة ميلو جوكانوفيتش تمرداً شعبياً في الجبل الأسود عام 1987 بدعم من الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، ثم انقسم قادة التمرد عام 1994 الى فريقين: أحدهما تبنى قومية أهل الجبل الأسود بزعامة جوكانوفيتش رئيس حزب الديموقراطيين الاشتراكيين والآخر واصل تأييده لصربيا وميلوشيفتيش بقيادة بولاتوفيتش، وكان النصر للفريق القومي بسبب الدعم الكبير الذي لقيه من الأوروبيين والأميركيين. وعلى رغم أن منصب الرئيس في الجبل الأسود شرقي، فإنه يمثل أهمية باعتبار الرئيس قائداً للقوات المسلحة ويصادق على القوانين التي يقرها البرلمان المتكون من 81 نائباً كما انه يشكل رمزاً للبلاد في المحافل الدولية. وتستخدم جمهورية الجبل الأسود اليورو عملة للتداول، لعدم اصدارها عملة خاصة بها، وهي تعتمد في اقتصادها بصورة رئيسية على الاستثمار الأجنبي ومنتجعاتها السياحية على ساحل البحر الأدرياتيكي، وذلك لخلوها من الموارد الطبيعية. كما أن غالبية أراضيها جبلية جرداء ومن هنا جاءت تسميتها الجبل الأسود، ولذا تعتمد في موادها الغذائية على الاستيراد من صربيا. وارتفعت اسعارها بدرجة كبيرة بعد انفصالها عن اتحادها مع صربيا بسبب القيود التي فرضتها بلغراد على تصدير المواد الغذائية اليها، باعتبارها اصبحت دولة أجنبية.