اظهرت المعلومات الأولية التي توافرت لدى مراكز الاقتراع في الانتخابات التشريعية الاشتراعية المبكرة في جمهورية الجبل الأسود امس، ان الصراع المحتدم بين الداعين الى استمرار الاتحاد مع جمهورية صربيا وبين الساعين الى انفصال الجمهوريتين بالكامل، لن تحسمه نتيجة هذه الانتخابات نهائياً، وسيبقى معلقاً بقرار الفئات الليبرالية والأحزاب الصغيرة، على رغم عدد المقاعد المحدود التي ستحصل عليها. وبحسب هذه المؤشرات، فإن اللائحة الائتلافية الداعمة للاتحاد مع صربيا، والتي تحمل اسم: "من اجل تغيير السلطة الحالية" بزعامة رئيس "الحزب الشعبي الاشتراكي" بريدراغ بولاتوفيتش، ستكون القوة الأكبر في البرلمان الجديد بحصولها على 35 مقعداً 3 مقاعد اقل من الغالبية المطلقة في البرلمان المؤلف من 75 نائباً، تليها لائحة "الجبل الأسود، جمهورية ديموقراطية اوروبية" الاستقلالية التي يقودها الرئيس ميلو جوكانوفيتش، وتضم مؤيديه الراغبين بالانفصال عن الاتحاد اليوغوسلافي الحالي بمن فيهم المنتمون للأقليات البوشناقية والألبانية والكرواتية الذين يشكلون 32 في المئة من مجموع السكان، ويحتلون 30 مقعداً. اما المقاعد العشرة الباقية، فستكون من نصيب "مجموعة الليبراليين" وأحزاب صغيرة، ليست لها مواقف واضحة، لكن يرجح المراقبون انحيازها، خصوصاً الليبراليون، الى جانب الاتحاديين اذا اعطيت لها مواقع برلمانية وحكومية مهمة، وذلك لأنهما على خلاف شديد مع الرئيس جوكانوفيتش والفريق القريب منه. اقبال قوي وأشارت التقديرات الواردة من انحاء الجمهورية الى العاصمة بودغوريتسا، الى ان نسبة المشاركة في التصويت زادت عن 65 في المئة من بين 455 ألف ناخب مسجل في لوائح الاقتراع. وجاءت هذه المشاركة الكبيرة نسبياً في منطقة البلقان، دليلاً على شدة المنافسة بين الاتحاديين والانفصاليين الذين اعتبروا هذه الانتخابات حسماً للصراع القائم في الجبل الأسود منذ الانفصال الكامل لجمهوريات يوغوسلافيا السابقة: سلوفينيا وكرواتيا والبوسنة ومقدونيا التي تحولت الى دول مستقلة قبل عشر سنوات. وعلى رغم ان جمهورية الجبل الأسود صغيرة المساحة 13812كلم2 وأن عدد سكانها بحدود 650 ألف نسمة، وهي فقيرة اقتصادياً بسبب اراضيها الصخرية وعدم وجود المعادن فيها، إلا انها مهمة جداً لصربيا لأنها باتت تشكل منفذها الوحيد المتبقي على البحر الأدرياتيكي.