تصاعدت الصراعات السياسية والعرقية في جمهورية الجبل الأسود بعد نحو أربعة أشهر من انفصالها عن الاتحاد مع صربيا واستقلالها، فيما أعلن رئيس الحكومة ميلو جوكانوفيتش تقديم استقالته بسبب الضغوط الشعبية والمشاكل الاقتصادية التي يتعرض لها. ونقلت صحيفة"كورير"الصادرة في بلغراد عن جوكانوفيتش أمس، أنه"يعتزم الابتعاد عن معترك السياسة، والتحول الى المجالات التجارية الخاصة". وذكرت الصحيفة أن جوكانوفيتش"أصبح عاجزاً بعد الاستقلال عن لم شمل الأطراف السياسية والعرقية التي وقفت معه بهدف الانفصال عن بلغراد، إضافة الى تحميله مسؤولية الارتفاع الذي طرأ على أسعار المواد الغذائية التي تعتمد جمهورية الجبل الأسود في الحصول عليها من صربيا". وكان جوكانوفيتش على مدى 17 عاماً يتناوب منصبي رئاسة الجمهورية والحكومة، وذلك منذ وصوله الى السلطة مع رفيقه السابق مومير بولاتوفيتش، نتيجة حركة جماهيرية تغييرية عام 1989 بدعم من الرئيس الصربي في حينه سلوبودان ميلو شيفيتش. وأشار تلفزيون بودغوريتسا عاصمة الجبل الأسود الى أن وزير العدل السابق جيليكو شتورانوفيتش، المعروف بتحفظه تجاه الأقليات، هو المرشح الأوفر حظاً لخلافة جوكانوفيتش في رئاسة الحكومة. وأعرب زعيم"حزب الاتحاد الديموقراطي الألباني في الجبل الأسود"فرهات دنيوشي، عن مخاوفه من أن يؤدي تخلي جوكانوفيتش عن السلطة، الى"خسارة الأقليات حماية الدولة التي تمتعوا بها خلال السنوات الأخيرة، وتصاعد الصراعات العراقية". وأوضح أن"بوادر هذه الصراعات ظهرت في البرلمان الثلثاء الماضي، عندما أبدى العديد من النواب الصرب وأهل الجبل الأسود معارضتهم الشديدة لحقوق الالبان". ومعلوم أن عدد سكان جمهورية الجبل الأسود يبلغ حوالى 600 ألف نسمة 65 في المئة منهم صرب وأهل الجبل الأسود الذين ينتمون الى أصول صربية والباقي أقليات كرواتية والبانية ومسلمة بوشناقية. والجمهورية فقيرة بمواردها الزراعية والمعدنية، ويعتمد اقتصادها بصورة رئيسة على منتجعاتها السياحية المطلة على البحر الادرياتيكي.