تجري اليوم الأحد الانتخابات البرلمانية الطارئة في جمهورية الجبل الأسود التي تشكل مع صربيا الاتحاد اليوغوسلافي. وتعتبر هذه الانتخابات مصيرية لمستقبل يوغوسلافيا الجديدة لأنها تأتي في خضم الصراع العنيف بين تيارين أحدهما يمثله رئيس الجمهورية الحالي ميلو جوكانوفيتش الذي يعارض سياسات الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش ويدعو إلى مزيد من الاستقلالية في المجالين الداخلي والخارجي لحكومة الجبل الأسود. ويقود التيار الآخر رئيس الجمهورية السابق ورئيس الوزراء الاتحادي الحالي مومير بولاتوفيتش الذي يسعى إلى اندماج أوثق للجبل الأسود مع صربيا ويعارض بشدة النزعات الانفصالية في هذه الجمهورية. يذكر ان زعيمي التيارين المتنافسين قادا تمرداً العام 1990 على سلطات الجبل الأسود آنذاك بدعم من ميلوشيفيتش، وأصبح بولاتوفيتش رئيساً للجمهورية وتولى جوكانوفيتش رئاسة الحكومة في تقاسم للسلطة حتى اختلفت مواقفهما بشدة منذ عام. ويبلغ عدد الناخبين في الجبل الأسود نحو 424 ألفاً، ويشارك في الانتخابات 17 حزباً وائتلافاً سياسياً ينقسمون في مواقفهم بين التأييد لجوكانوفيتش أو بولاتوفيتش، ويتنافسون على 78 مقعداً يتكون منها البرلمان. ويتابع الانتخابات نحو 100 مراقب من دول منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ومنظمات عالمية أخرى، إضافة إلى زهاء 400 صحافي نصفهم تقريباً يمثل وكالات ووسائل اعلامية أجنبية. ويحظى جوكانوفيتش بتأييد أصحاب الأعمال والأقليات الألبانية والبوشناقية والكرواتية التي تمثل حوالى 20 في المئة من مجموع السكان، وتخشى هيمنة صربيا الكبيرة على هذه الجمهورية الصغيرة "ما يؤدي إلى ضياع حقوقها التي حصلت عليها بفضل نهج جوكانوفيتش الاصلاحي". أما بولاتوفيتش فإنه يحصل على التأييد من الطبقة الشعبية التي تعتبر أنها متحدرة من أصول صربية، إضافة إلى الآلاف من أبناء الجبل الأسود المقيمين في صربيا ويفضلون بقاء الاتحاد اليوغوسلافي الذي هو الضمان لحياتهم الراهنة. ويكاد التياران يتقاربان من حيث تقاسم أصوات الناخبين اعتماداً على نتيجة الانتخابات الرئاسية الطارئة التي أجريت في 19 تشرين الأول اكتوبر الماضي، وفاز فيها جوكانوفيتش على بولاتوفيتش بفارق نحو خمسة آلاف صوت.