كشف مسؤولون عسكريون أميركيون أمس أن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس لن يقدم وعداً إلى الكونغرس بسحب عدد كبير من القوات بعد تموز يوليو المقبل، لافتين الى أن من السابق لأوانه اتخاذ قرارات في شأن النصف الثاني من العام. وسيبلغ بترايوس الكونغرس الاسبوع المقبل بأن الجيش الأميركي يحتاج الى وقت لتقويم الأوضاع الأمنية في أنحاء العراق قبل أن يلتزم إجراء تخفيضات كبيرة في القوات عام 2008. يذكر أن فترة التقويم التي يشار اليها غالباً إلى أنها"وقفة"في الانسحاب، باتت تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة الى مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون بعد اشتباكات الأسبوع الماضي بين القوات العراقية وميليشيا شيعية في بغدادوالبصرة. وأوضح الاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة"أن نوع العنف ونقص الأمن"سيهيمنان بالتأكيد على التقويم وعلى"ما سنفعله بعد الوقفة في الانسحاب". وقال مولين قبل إدلاء بترايوس بشهادته أمام الكونغرس إن"فترة الدعم والتقويم ستحدث وسنتلقى توصيات استناداً الى الأوضاع على الأرض هناك". وستثير هذه الدعوة الى"وقفة"غضب الديموقراطيين والمعارضين الآخرين لسياسة ادارة الرئيس جورج بوش في العراق، خصوصاً أنهم رأوا في اشتباكات البصرة علامة على فشل ارسال قوات أميركية اضافية العام الماضي، في تقريب العراقيين من الأمن أو الاستقرار السياسي. وأعرب السناتور الديموقراطي جوزيف بيدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ عن اعتقاده"بأن الوقت حان لالقاء نظرة واقعية". وأضاف أن"سؤالي في الحقيقة هو... ليس ما إذا كان ارسال قوات اضافية نجح. السؤال هو... هل تحقق الهدف من إرسال قوات اضافية؟". وسيسحب البنتاغون خمسة ألوية قوامها حوالي 20 ألف جندي مقاتل من العراق بموجب خطط أعلن عنها العام الماضي. وغادر لواءان بالفعل العراق. ويقلل هذا الانخفاض عدد القوات المقاتلة في العراق الى مستوياتها قبل إرسال القوات الاضافية بموجب الاستراتيجية الأميركية الجديدة. وللولايات المتحدة 158 ألف جندي في العراق الآن، ويتوقع أن يبلغ بترايوس الكونغرس في دقة بحجم القوات في العراق عندما ينتهي الخفض الحالي في تموز المقبل. وقد يبحث في امكان استئناف الانسحاب وانعكاسات أي خفض لعديد القوات. لكن فترة التقويم ستأتي أولاً حسب مسؤولين يقولون إن الوقفة يمكن أن تستمر شهراً على الأقل وربما أطول. وربما تبقى مستويات القوات الأميركية فوق 130 ألف جندي عندما يتولى رئيس جديد السلطة في كانون الثاني يناير عام 2009. وستزيد هذه الوقفة من التوتر في صفوف القوات التي تعاني من الاجهاد، وهي مشكلة غالباً ما عبر عنها قادة افرع الجيش. كما قد ترجئ جهود البنتاغون لإعادة اعتماد فترات الخدمة السابقة 12 شهراً بعدما بات على الجندي الأميركي أن يمضي 15 شهراً في العراق. وسيوجه أعضاء في الكونغرس أسئلة الى بترايوس والسفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر اثناء الجلسات التي ستعقد يومي الثلثاء والاربعاء المقبلين لتقويم مدى نجاح استراتيجية ارسال قوات اضافية. ويقول بعض المحللين إن العنف بين الفصائل الشيعية في البصرة الذي دفع بريطانيا الى تأجيل انسحابها أكد مدى تباعد الفصائل العراقية عن تحقيق مصالحة وطنية. ويرى اللفتنانت - جنرال المتقاعد وليام اودوم الاستاذ في جامعة"يال"الأميركية أن"الهدف هو التوصل الى اتفاق سياسي وفيما رأيتم انخفاض العنف في بعض المناطق، فإننا لم نقترب بأي حال من التوصل الى تسوية سياسية". ويزيد أن"الهجمات الأخيرة في البصرة التي شنها جيش رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، والقتال في بغداد، أظهرا انقساماً شديداً حتى في معسكر الشيعة. ولا نقترب في أي حال من تسوية سياسية بين الطرفين الشيعيين. فما بالكم بالتوصل الى تسوية مع الاكراد والسنة". ومعلوم أن بترايوس الذي أخّر وصوله الى واشنطن هذا الاسبوع بسبب العنف في البصرة، قدم بالفعل توصياته في شأن المرحلة المقبلة من الحرب إلى الرئيس جورج بوش. ويتوقع أن يدلي وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس بشهادته أمام الكونغرس يوم الخميس المقبل بعد الانتهاء من شهادة بترايوس.