ستكون الشهادة التي سيدلي بها قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس اليوم الاثنين أمام الكونغرس، المحطة الأولى من أسبوع حاسم لاستراتيجية الرئيس الأميركي جورج بوش الذي يلح عليه الديموقراطيون لإقرار انسحاب تدريجي من العراق. وإلى جانب بترايوس الذي سيدلي بشهادته أمام ثلاث لجان برلمانية الاثنين والثلثاء، سيرد السفير الاميركي في بغداد ريان كروكر أيضاً على أسئلة أعضاء الكونغرس. وكان الرئيس بوش صرح أول من أمس بأنه سيخاطب الاميركيين الأسبوع المقبل بعد هذه الجلسات، وسيقدم الى الكونغرس في موعد أقصاه 15 ايلول سبتمبر تقريراً حول الوضع في العراق. وتحدث بوش مجدداً في خطابه الاسبوعي أول من أمس عن"التقدم"الذي تحقق بفضل استراتيجيته والتغييرات"الواضحة"التي طرأت على محافظة الانبار حيث قام بزيارة مفاجئة الاثنين الماضي. أما الجنرال بترايوس، فكتب في رسالة وجهها الى الجنود الاميركيين أن الجيش الاميركي حقق تقدماً على الصعيد الامني في هذا البلد، لكن التقدم في المجال السياسي ليس بمستوى الآمال الأميركية. وقال الجنرال بترايوس إن"التطور مشجع عموماً، خصوصاً مقارنة بالوضع في نهاية 2006 ومطلع 2007، عندما بلغت أعمال العنف الطائفية ذروتها". وكانت صحيفة"واشنطن بوست"ذكرت الخميس الماضي أن الجنرال بترايوس سيؤكد أمام الكونغرس أن أعمال العنف الطائفي تراجعت بنسبة 75 في المئة في العراق. لكن مكتب محاسبة الحكومة وهو هيئة مستقلة مكلفة من الكونغرس، شكك في تراجع العنف في العراق، وقال المراقب العام للمكتب ديفيد ووكر إن ثمة"فارقاً كبيراً"في المقاربة بين مكتب المحاسبة ووزارة الدفاع البنتاغون في شأن العنف في العراق. وأوضح أن"الفارق الاول بيننا مكتب المحاسبة والعسكريين يتعلق بمعرفة ما إذا كان العنف انخفض أم لا في العراق، مع الأخذ في الاعتبار العنف الطائفي". وتبنى زعيم الديموقراطيين في مجلس النواب رام ايمانويل موقفاً أكثر حدة، وقال:"لسنا بحاجة لاحصاءات مبتكرة أو جائزة أدبية للخيال العلمي"، معلقاً بذلك على تصريحات الادارة الاميركية عن الوضع في العراق. وكان النائب الديموقراطي توم لانتوس رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب وصف التقرير المقبل لبوش بأنه"وثيقة سياسية حُررت في واشنطن على أيدي الذين يرون العراق كما يحبون أن يكون، وليس كما هو فعلاً". ويعتزم الديموقراطيون الذين لم ينجحوا حتى الآن في فرض جدول زمني لانسحاب من العراق تطالب به قاعدتهم وغالبية الاميركيين 60 في المئة استئناف تحركاتهم. وتنشر الولاياتالمتحدة في العراق 168 ألف جندي في نزاع أودى بحياة 3700 عسكري أميركي حتى الآن وكلف مئات البلايين من الدولارات. وأفادت أنباء صحافية أن الجنرال بترايوس سيكون مستعداً لسحب حوالى أربعة آلاف رجل مطلع عام 2008 خصوصاً لتهدئة الكونغرس. لكن مصادر أخرى ذكرت أن بترايوس الذي يخشى أن يؤثر ذلك في التقدم الذي سجل، يريد إبقاء وجود معزز خلال الجزء الاكبر من عام 2008.