اعرب وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في بغداد عن تأييده لتوقف "قصير" في خفض عديد القوات الاميركية المنتشرة في العراق بعد انسحاب اول مقرر في تموز يوليو 2008. وقال ان"القاعدة"اقتلعت من العراق، لكنه حذر من ان الموقف ما زال هشاً على رغم الانخفاض الكبير في مستوى العنف. وقال غيتس، الذي وصل الى العراق مساء الاحد، بعد لقاء استمر اكثر من ساعتين بقائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس"ان مفهوم اعتماد فترة قصيرة من التدعيم والتقييم، امر جيد، بعد سحب القوات في تموز". لكنه تساءل في الوقت ذاته"كم ستستمر هذه الفترة وماذا بعد ذلك؟"واضاف ان"ذلك يحدده ويقرره الرئيس جورج بوش". وتخطط واشنطن لسحب خمسة ألوية مطلع تموز المقبل، لينخفض عدد الجنود الاميركيين المنتشرين في العراق من 160 الفا الى 130 الفا، وهو حجم القوات التي كانت منتشرة قبل تطبيق الاستراتيجية الاميركية الاخيرة في شباط فبراير الماضي. واعرب غيتس في وقت سابق عن امله بأن تستمر عملية خفض القوات بالوتيرة نفسها في النصف الثاني من عام 2008 ليتراجع عديد القوات الاميركية الى نحو 100 الف جندي بحلول نهاية العام الحالي. وكان بترايوس قال الشهر الماضي لشبكة"سي ان ان"الاميركية أنه سيطلب وقفة قصيرة في سحب القوات لتقويم الوضع الامني لمعرفة ما اذا يسمح الاستمرار بعدد اقل من القوات. لكن لا يزال طول الفترة التي يفكر بها بترايوس غير واضح، لكن تقارير تحدثت عن فترة تقدر بين ثلاثين الى تسعين يوماً. وغادر العراق حتى الآن لواء أميركي واحد فقط من الخمسة ألوية المرشحة للانسحاب. وكان غيتس أبلغ الصحافيين الذين رافقوه في رحلته الى بغداد انه سيناقش أعداد القوات مع بترايوس، وان محادثاته ستغطي"مجموعة كاملة من الاحتمالات". وأضاف"سأكون مهتما بالاستماع الى تقويم الجنرال بترايوس في شأن الوضع الذي يعيشه، وما هو العمل الاضافي الذي يشعر بأنه يحتاج القيام به قبل أن يأتي بتوصياته". ومن المتوقع أن يدلي بترايوس بشهادته امام الكونغرس في نيسان ابريل في شأن الخفض الاضافي المحتمل للقوات الاميركية في العراق في حال استمرار التراجع الحالي في مستوى أعمال العنف. من جهة أخرى، وفي معرض تعليقه على تحسن الموقف الامني، قال وزير الدفاع الاميركي إن"القاعدة"اقتلعت من العراق لكنه حذر من ان الموقف ما زال هشاً على رغم الانخفاض الكبير في مستوى العنف. وقبيل لقائه كبار قادته العسكريين لمناقشة وتيرة الانسحاب امتدح غيتس"التغير الملموس بدرجة كبيرة"الذي حققته القوات الاميركية. وقال:"يا للتغيير الذي احدثتموه. القاعدة اقتلعت. وانخفضت بشكل ملموس مستويات العنف بكل اشكاله". وأضاف ان"الموقف في العراق ما زال هشا لكن الشعب العراقي امامه الان فرصة لبناء مستقبل أفضل وأكثر أمنا وأكثر رخاء". وكان القادة العسكريون الاميركيون في العراق صرحوا بأنه على رغم ان"القاعدة"أضعفت بدرجة كبيرة الا انها ما زالت تشكل خطرا محتملا. وما زال الجيش الاميركي يعتبر هذا التنظيم الخطر الاعظم على امن العراق ويلقي على مقاتليه مسؤولية غالبية الهجمات الواسعة النطاق في العراق.