حذر رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور سلام فياض بخصم اجر كل يوم يضرب فيه الموظفون الحكوميون، مشيرا الى وجود بعد آخر غير نقابي لسلسلة الاضرابات التي تشهدها المؤسسات الحكومية، بما فيها المدارس في الضفة الغربية. وقال فياض امس في مؤتمر صحافي عقب اجتماع خاص عقدته حكومته لدرس لجوء النقابات الى سلسلة اضرابات للمطالبة برفع الرواتب وتعويض الموظفين عن ارتفاع الاسعار، ان الحكومة ستطلب من الرئيس اصدار مرسوم رئاسي يسمح للمتضررين من الاضراب بمقاضاة النقابات. وفي اشارة الى البعد السياسي للاضراب الذي تقوده نقابات واتحادات تابعة لحركة"فتح"، قال فياض:"ان التلويح بالاضراب بدأ منذ الاسابيع الاولى لتسلم الحكومة مهماتها". وكان عدد من قادة"فتح"طالبوا اخيرا بتعديل حكومة فياض ليتسنى اشراك الحركة فيها، وهو ما عارضه فياض بشدة مصرا على ابقاء حكومته حكومة لتسيير الاعمال مؤلفة من مستقلين فقط. وقال فياض ان معظم مطالب النقابات لُبي، او انه في طريقه ليلبى، معتبرا ان"لا مبرر اطلاقا لأي اضراب". واضاف ان الطلاب فقدوا 14 يوما دراسيا جراء هذه الاضرابات. واشار في هذا الصدد الى ان حكومته منحت الموظفين زيادات بنسبة 27 في المئة بدل غلاء معيشة في السنوات الثلاث الماضية، وهي نسب قال انها اعلى من تلك التي منحها القطاع الخاص لموظفيه 14 في المئة. لكن النقابات ردت بشدة على تهديدات فياض واعتبرتها مساً بحرية العمل النقابي في فلسطين. وقال الامين العام لاتحاد المعلمين جميل شحادة ل"الحياة"ان النقابات سترد على فياض سياسياً واعلامياً، مضيفا ان فياض يستهدف العمل النقابي بصورة غير قانونية. وقال الناطق باسم نقابة الموظفين العموميين بسام حدايدة ل"الحياة"ان ثلاث نقابات ستلتقي السبت المقبل للرد على رئيس الحكومة، مضيفا ان مطالب النقابات تغيرت الآن واصبحت على رأسها حماية العمل النقابي في فلسطين. ورجح ان تتخذ النقابات سلسلة اضرابات ردا على القرار. ويرى مراقبون ان مراكز قوى في حركة"فتح"تقف وراء بعض خطوات النقابات. وقال الكاتب عبدالله عواد ل"الحياة":"هناك من لا يريد ترك كرسي الحكم"، في اشارة الى بعض قيادات"فتح". كما قال الكاتب خليل شاهين:"الاضرابات تحمل دائما بعدا سياسيا، واستخدم الاضراب السياسي في عهد حكومة حماس، لكن الآن هناك التقاء مصالح بين اطراف ضد حكومة فياض، وبين الموظفين الساعين لزيارة رواتبهم بعد الغلاء الفاحش الذي شهدته الاراضي الفلسطينية". وتنذر المواجهة المقبلة بين الحكومة والنقابات بسلسلة اضرابات قد تلحق الضرر بالعملية التعليمية. وكانت النقابات شنت سلسلة اضرابات دامت اكثر من ثلاثة اشهر في عهد حكومة"حماس"الاولى التي فشلت في توفير رواتب منتظمة للموظفين. لكن الحكومة الحالية التي نجحت في جلب مساعدات دولية مجزية 7،7 بليون دولار للسنوات الثلاث المقبلة تتمتع بوضع افضل في مواجهة النقابات. وقال فياض ان حكومته لن ترفع الرواتب لأن امامها استحقاقات مالية كبيرة للعاطلين عن العمل وللفقراء الذين تتزايد اعدادهم خاصة في قطاع غزة المحاصر. وتقدم الحكومة رواتب ل150 الف موظف أكثر من نصفهم 77 الفا في قطاع غزة. وتقدم مساعدات واسعة للفقراء والاسرى وذوي الشهداء.