حدد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية في غزة امس مجموعة من الشروط لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، من بينها الافراج عن الوزراء المعتقلين ورفع الحصار وان يكون رئيس الحكومة من اعضاء حركة"حماس". جاء ذلك في وقت استأنفت نقابة الموظفين الحكوميين التي تسيطر عليها حركة"فتح"نشاطها النقابي ضد حكومة"حماس"بعد تجميد دام نحو شهرين تضامنا مع وزراء الحركة ونوابها المعتقلين في اسرائيل اثر خطف الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت في 25 حزيران يونيو الماضي. وقال الناطق باسم النقابة باسم حدايدة ل"الحياة"ان النقابة تدرس اعلان اضراب مفتوح في المدارس مطلع العام الدراسي الجديد في الأول من ايلول سبتمبر المقبل احتجاجاً على عدم تلقي الموظفين رواتبهم منذ تسلم الحكومة مهامها في آذار مارس الماضي. واضاف ان الدفعات القليلة التي قدمتها الحكومة للموظفين لا تكفي لتسيير شؤونهم الحياتية، وبالتالي لا مفر من خطوة جادة وقوية ومؤثرة في هذا الاتجاه مثل اضراب مفتوح عن العمل. وتتعرض حكومة"حماس"الى حصار مالي وسياسي اسرائيلي غربي تركها عاجزة عن توفير رواتب موظفيها. فبعد تشكيل الحكومة اوقفت اسرائيل تحويل المستحقات الجمركية للحكومة التي تبلغ نحو 60 مليون دولار شهريا، وهو ما يشكل نصف فاتورة الرواتب البالغة قيمتها 120 مليون دولار. كما فرضت الادراة الاميركية شروطاً قاسية على التحويلات المالية الخارجية للحكومة، ما حدّ بشكل كبير من حجم المساعدات المالية العربية المقدمة اليها. وتجري"فتح"و"حماس"حواراً لتشكيل حكومة وحدة للخروج من المأزق المالي والسياسي الراهن، لكن عقبات كبيرة ظهرت في هذه المحادثات من نوع حجم تمثيل الحركتين في هذه الحكومة وبرنامجها، اذ تشترط"فتح"برنامجاً يكون مقبولا من المجتمع الدولي، وهو ما ترفضه"حماس"التي تشترط اطلاق نوابها المعتقلين في اسرائيل قبل تشكيل حكومة وحدة، وهو ما ترى فيه"فتح"شرطاً تعجيزياً. شروط هنية في هذا الصدد ا ف ب، قال هنية في كلمة القاها امام مئات المصلين في مسجد الكنز في مدينة غزة بعد ظهر الجمعة:"ليس هناك اعلان عن حكومة وحدة وطنية والوزراء والنواب في السجن، يجب الافراج عنهم جميعا وفي مقدمهم رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك، ويجب ان يكون هناك كلام مسبق برفع الحصار". واضاف ان"اي حكومة يجب ان تشكل على اساس نتائج الانتخابات التشريعية، بمعنى ان يرأس الحكومة شخص او قائد من حركة حماس باعتبارها تشكل الغالبية، وهذا شيء تحدثنا فيه مع الاخ الرئيس محمود عباس ابو مازن". وتابع:"لا بد ان يتوافر شرطان في اي شخص سيدخل الحكومة، وهما انه يجب ان يتصف بالنزاهة، والا يكون شخصا متهما بالفساد من اي فصيل". واكد انه"يجب بدء الحوار في شأن اعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بالتزامن مع المشاورات في شأن الحكومة الجديدة". من جهة اخرى، ندد هنية ب"الاعتداءات"الاسرائيلية التي"تتمثل بقصف المنازل والبيوت في غزة وسياسة الاغتيالات في الضفة الغربية التي راح ضحيتها ليلة امس الخميس خمسة من ابناء شعبنا". وفي رده على اسئلة للصحافيين في شأن امكان الوصول الى اتفاق تهدئة مع اسرائيل، قال هنية:"المشكلة ليست في الفلسطينيين او فصائل المقاومة، انما عند الاحتلال الاسرائيلي. يجب على الاحتلال ان يوقف عدوانه الشامل على شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة". واضاف:"نطالب المؤسسات الاقليمية والدولية التدخل العاجل من اجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني... نؤكد مطالبتنا بالافراج الفوري والعاجل عن الاخ الدويك رمز الشرعية الفلسطينية المنتخبة وعن الوزراء والنواب".