قالت مصادر متطابقة ل "الحياة" أمس إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أطلع رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل على الجهود التركية الرامية إلى"توفير أرضية"لإطلاق مفاوضات السلام السورية - الإسرائيلية، وأيّد مبادرة"حماس"للتهدئة مع إسرائيل لستة شهور. وأكدت مصادر سورية ل"الحياة"أمس أن"الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي"، وأن دمشق"تراقب عن كثب المواقف الإسرائيلية"إزاء مساعي أنقرة لإجراء اتصالات تتعلق بتحقيق السلام واستعادة الجولان. واستقبل المعلم أمس وفداً من"حماس"برئاسة مشعل الذي تحدث عن شروط التهدئة المتمثلة بضرورة أن"تحصل مصر على موافقة المنظمات الفلسطينية عليها، وأن تترافق مع فتح المعابر ورفع الحصار"، مع موافقة الحركة على أن تبدأ التهدئة في"غزة أولا، ثم تشمل الضفة الغربية بعد فترة محددة"، وأن تكون"تبادلية تتضمن وقف إطلاق صواريخ القسّام مع وقف العدوان". وعُلم أن"حماس"تريد من القاهرة أن تتعهد فتح معبر رفح في حال خرقت إسرائيل التهدئة في"غزة أولاً"أو عدم التزامها بتضمين الضفة لاحقاً. وتضمّن اللقاء إطلاع المعلم وفد"حماس"على نتائج زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والجهود التركية لإطلاق مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل، موضحاً أن دمشق تضع"شرطين: أن لا يؤثر ذلك سلباً على المسار الفلسطيني، وأن لا يكون مظلة لعدوان إسرائيلي جديد على غزة"، مع إدراك أن المفاوضات الفلسطينية"تسير في مسارها". وقالت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة"أمس إن"الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن دمشق تراقب مواقف إسرائيل للإجابة عن أسئلة مثل"هل لدى حكومة إيهود أولمرت الرغبة في السلام؟ هل تستطيع التحرك في هذا السياق؟ هل تريد التحرك بعيداً من الموقف الأميركي المعارض لاسئتناف مفاوضات المسار السوري؟". وأضافت أن دمشق"اتخذت من السلام خياراً استراتيجياً، لذلك وافقت على إطلاق المفاوضات من دون شروط مسبقة، على اعتبار أن مرجعية القرارين 242 و338 تعني أن الانسحاب من الجولان غير خاضع للتفاوض"، وانها على هذا الأساس"حضرت مؤتمر السلام الدولي في أنابوليس لأنه لا يجوز أن تغيب سورية عن مؤتمر يتعلق بالصراع العربي - الإسرائيلي، ولايجوز أن تغيب الجولان التي هي أولوية أساسية بالنسبة إلى سورية". وعُلم أن أنقرة تواصل جهودها بهدف"توفير أرضية"بين سورية وإسرائيل لاستنئاف المفاوضات، إذ يجري الجانب التركي اتصالات ثنائية مع الطرفين للاتفاق على"مرجعية موحدة"، على أن تمهد الأرضية لاستئناف المفاوضات العلنية لدى توفر الإرادة لدى واشنطن، خصوصاً أن دمشق لا تزال تتمسك بحضور الجانب الأميركي أي مفاوضات مع إسرائيل. إلى ذلك، نفى رئيس"مركز الشرق للدراسات الدولية"السوري سمير التقي أن يكون نقل رسائل بين أنقرةودمشق تتعلق بالمسار التفاوضي مع إسرائيل. وقال:"أنا غير مخوّل بذلك، ولم أنقل أي رسائل كهذه"، رداً على تأكيد صحيفة"هآرتس"في عددها أمس أن التقي زار تركيا قبل أيام في إطار الإعداد لاستئناف المفاوضات.