قال الرئيس بشار الاسد ان سورية «متمسكة بالسلام بمقدار تمسكها بعودة الارض السورية المحتلة»، اي الجولان، مؤكدا اهمية «السلام الشامل على المسارات كافة»، ولافتا الى انه «لا يمكن الاستنغناء عن الدور التركي عندما يكون هناك شريك» اسرائيلي لتحقيق السلام بسبب «الثقة» التي يحظى بها دور انقرة. وزاد: «عندما يأتي الشريك يمكن ان نتحدث عن موعد لاستئناف المفاوضات». من جانبه، قال الرئيس عبدالله غل ان دمشق مستعدة لاستنئاف مفاوضات السلام مع اسرائيل من النقطة التي توقفت عندها لدى قرار سورية وقفها بسبب العدوان الاسرائيلي على غزة نهاية العام الماضي. واضاف انه «يتوقع» ان تغير حكومة بنيامين نتانياهو المواقف التي اعلنتها عندما كانت في المعارضة، مقترحاً «اعطاءها بعض الوقت»، مع التأكيد على وجوب ان تلتزم بشكل واضح بالسلام والاتفاقات و»خريطة الطريق» وعملية انابوليس. وكان الرئيسان الاسد وغل يتحدثان في مؤتمر صحافي عقد في ختام محادثات استمرت ساعتين ونصف الساعة في دمشق التي وصل اليها امس الرئيس التركي. وسيفتتح الرئيسان اليوم منتدى اقتصاديا، قبل ان يتوجه غل الى حلب شمال البلاد لالقاء محاضرة، بالتزامن مع عقد لقاءات بين محافظي المدن الحدودية. وكان الاسد قال ان زيارة غل، وهي الاولى لدمشق كرئيس للجمهورية، جاءت «تتويجا لما تم تحقيقه خلال السنوات الست الماضية. طبعا كانت سنوات صعبة بالنسبة الى الاوضاع في الشرق الاوسط... كانت هناك محاولات لزعزعة الاستقرار في سورية ولمحاصرتها، وكانت هناك رغبة لدى البعض في زج تركيا بهدف اضعاف العلاقة السورية - التركية. لكن كان الرد التركي معاكساً من خلال المزيد من التنسيق والوعي بأهمية العلاقات بين الدول المتجاورة، خصوصا الدول المهمة منها والتي تلعب دورا فاعلا واساسيا في القضايا المختلفة». وتابع: «تركيا لعبت دورا بارعا وموضوعيا وعادلا في مفاوضات السلام غير المباشرة بين سورية واسرائيل»، مضيفا ان الدور التركي «جعل منها لاعبا اساسيا في عملية السلام في الشرق الاوسط. طبعا مستقبليا عندما يكون هناك شريك، لاعباً لا يمكن الاستغناء عنه». وقال الاسد ردا على سؤال انه «لا يمكن الحديث عن موعد لاستئناف المفاوضات وليس هناك شريك» لذلك في اسرائيل، موضحا ان المحادثات تناولت حاليا «السلام كخيار استراتيجي وكأسس ومبادئ»، وان الحوار سيستمر للوصول الى تصور وخطة تنفيذية يمكن ان يطرحا على اطراف اخرى، بما في ذلك اميركا. كما تطرقت المحادثات الى «كيفية دعم الحكومة العراقية في مساعيها من اجل تحقيق المصالحة الوطنية في العراق وصولا الى انسحاب آخر جندي محتل من العراق». وكان هناك تأكيد على اهمية وحدة الصف الفلسطيني. وقال غل: «الوحدة الفلسطينية امر لا بد منه»، فيما اشار الرئيس الاسد الى ان دمشق تشجع دائما «حماس» على الحوار وان «وجود (رئيس المكتب السياسي خالد) مشعل لا يعني اننا نحل محل طرف فلسطيني في المصالحة او نضغط على طرف. نحن لا نتبنى سياسة الضغط، بل سياسة الحوار اذا اقتنع الطرف المعني»، مؤكدا ان سورية تشجع الحوار الفلسطيني. وقال: «من دون توحد الفلسطيينيين ووحدة الموقف، لا يمكن ان يكون هناك سلام» واذا لم يتحقق السلام على المسار الفلسطيني، ستبقى المسارات الاخرى ناقصة حتى لو تم توقيع اتفاقات سلام، مؤكدا على «السلام الشامل او تلازم المسارات او التنسيق بين المسارات»، وان اتفاق السلام هو الخطوة الاولى نحو السلام، وليس الاخيرة.