وجهت حركة "حماس" ضربة عسكرية موجعة الى قوات الاحتلال الاسرائيلي، عندما قتلت ثلاثة جنود وأصابت خمسة آخرين بجروح متفاوتة في مكمن نصبه عدد من مقاتلي جناحها العسكري"كتائب الشهيد عز الدين القسام"استهدف وحدة اسرائيلية من لواء"غفعاتي"للنخبة توغلت في المنطقة الواقعة شرق مدينة غزة فجر امس، فيما تكبد الفلسطينيون 17 شهيداً وعشرات من الجرحى. واعترفت اسرائيل بسقوط ثلاثة من جنودها من الكتيبة"401"التابعة للواء"غفعاتي"وإصابة 5 آخرين قرب"كيبوتس باري"القرية التعاونية الزراعية المحاذية لقطاع غزة. وردت اسرائيل بارتكاب مجزرة في منطقة جحر الديك شمال شرقي مخيم البريج للاجئين وسط القطاع، راح ضحيتها 12 شهيداً، من بينهم ستة أطفال، والزميل الصحافي المصور التلفزيوني في وكالة"رويترز"العالمية للأنباء فضل شناعة، وذلك عندما قصفت دبابات الاحتلال مسجد الإحسان ومنزلين مجاورين له بقذائف مدفعية مساء امس. وحسب مصادر طبية، فإن نحو 18 مواطناً أصيبوا. وجاءت المجزرة الجديدة في أعقاب سلسلة غارات وهجمات وتوغلات في أنحاء مختلفة من القطاع، أعقبت توغل قوات الاحتلال في المناطق الواقعة شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة وشرق حي الزيتون جنوبالمدينة، والذي انتهى الى سقوط ثلاثة قتلى من جنود الاحتلال، وأربعة شهداء من"كتائب القسام"التي تبنت العملية وأطلقت عليها اسم"حقل الموت". وبعدما انسحبت قوات الاحتلال من المنطقة الشرقية لمدينة غزة، شنت قوات الاحتلال غارات عدة سقط خلالها الشهيد هاني زعرب 32 عاماً من ناشطي"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"وأصيب خمسة آخرون بجروح في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وذلك بعد ساعات قليلة على انسحاب قوات الاحتلال من بلدة القرارة شمال شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع، بعدما هدمت أربعة منازل تبين وجود مقاومين على قيد الحياة أسفل أنقاض أحدها. وفي تفاصيل عملية"حقل الموت"، كشف الناطق باسم"كتائب القسام"الملقب ب"ابو عبيدة"في مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة ظهر امس ان مجموعتين من"كتائب القسام"تتألف كل واحدة منهما من أربعة مقاومين، نصبت مكمناً لقوات الاحتلال. وقال ان"إحدى هاتين المجموعتين تقدمت واستدرجت جنود الاحتلال، بينما قامت المجموعة الثانية بإحكام الحصار على القوة الاسرائيلية والاشتباك معها، وإطلاق ثلاث قذائف آر بي جي في اتجاهها". وقالت مصادر اسرائيلية ان"المخربين كمنوا في منطقة مخفية واطلقوا النار في اتجاه القوة"، مشيرة الى ان"الجنود لم يكتشفوا المكان الذي أطلقت منه النيران في بادئ الأمر". ولفتت الى ان"قوة أخرى جاءت للمؤازرة لم تكتشف المكان الذي كمن فيه المسلحون الفلسطينيون، ما جعل الفلسطينيين ينسحبون من دون وقوع إصابات في صفوفهم". يذكر أن الشهداء الأربعة سقطوا في اشتباكات مع قوات الاحتلال وليس في عملية"حقل الموت". ورجح خبراء عسكريون اسرائيليون أن يكون مقاتلو"كتائب القسام"يمتلكون مناظير للرؤية الليلية تمكنهم من تحديد أماكن الجنود الاسرائيليين وتحركاتهم. وبمقتل الجنود الثلاثة، يرتفع عدد القتلى الاسرائيليين خلال عشرة أيام الى ستة، وهي حصيلة ثقيلة قياساً بفترات ومراحل سابقة من الصراع. وكان مدنيان اسرائيليان قتلا الخميس الماضي في عملية"كسر الحصار"في معبر"ناحل عوز"شرق مدينة غزة، وقبلها جندي، وقبله جنديان في اشتباكات مع ناشطين.