فيما يبدو أن حالة من الهوس قد أصابت الجيش الإسرئيلي عقب تمكن المقاومة الفلسطينية من قتل ثلاثة جنود إسرائيليين في كمين محكم نصبته لقوة من لواء جفعاتي وأطلقت عليه اسم "حقل الموت"؛ ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة وحشية راح ضحيتها أربعة عشر فلسطينياً بينهم ثمانية أطفال ومصور صحفي في عمليات قصف إسرائيلية منفصلة استهدفت تجمعات للمواطنين والأطفال ومركبة صحفيين وسط قطاع غزة؛ ليرتفع بذلك عدد الشهداء الذين سقطوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي الى 18شهيداً منذ فجر الأربعاء. وبدأت عمليات القصف، باستهداف دبابات الاحتلال المتوغلة بشكل محدود في منطقة جحر الديك، مجموعة من المواطنين كانوا يفرون من منطقة التوغل، بقذيفة خلال سيرهم في منطقة زراعية شرق مسجد الإحسان في جحر الديك وسط قطاع غزة، مما أدى لاستشهاد تسعة بينهم ستة أطفال اختلطت جثامينهم بالتراب وتشوهت ملامحهم. وقالت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع أن الشهداء وصلوا المستشفى أشلاءً مقطعة ومتفحمة، وأضافت "أن عدداً من الجرحى تم تحويلهم إلى مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة نظراً لخطورة حالتهم مما ينذر بارتفاع عدد الشهداء في أي لحظة". وفي وقت لاحق، استهدف قصف مدفعي جديد تجمعاً للأطفال والفتية شمال جسر صلاح الدين على المدخل المؤدي لجحر الديك، مما أدى لاستشهاد طفلين وإصابة العديد منهم. وفي نفس الوقت، قصفت دبابات الاحتلال بقذيفة مدفعية مركبة للصحفيين كانت تتوجه إلى منطقة القصف، مما أدى لاستشهاد الزميل المصور الصحفي فضل شناعة مصور وكالة رويترز وسط قطاع غزة. ووفقاً لما رواه شهود عيان من الصحافيين المرافقين للشهيد فإن شناعة كان يسير بجيب خاص بالوكالة ويظهر عليه بوضوح علامات (TV) ورغم ذلك قصفته قوات الاحتلال، وكان شناعة أصيب في غارة إسرائيلية سابقة بحي الشجاعية شرق مدينة غزة قبل قرابة عام. وفي وقت سابق، استشهد المزارع هاني زعرب في قصف لطائرات الاحتلال استهدف سيارته في منطقة الشيماء شمال غرب مدينة بيت لاهيا التي تشهد اجتياحاً إسرائيلياً منذ ساعات الصباح، أسفر عن إصابة ستة مزارعين. وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن القصف استهدف سيارة من نوع سوبارو كان يستقلها المزارع زعرب ما أدى لاستشهاده على الفور. يشار هنا إلى أن أربعة من مقاومي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس كانوا قد استشهدوا فجر الأربعاء، وجرح جنديان إسرائيليان شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ومع ساعات الصباح قتل ثلاثة جنود إسرائيليين وجرح ستة آخرين أحدهم إصابته خطيرة في كمين محكم نصبه مقاومو كتائب القسام جنوب شرق حي الزيتون بغزة. من جهته قال سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة حماس أن إعلان الناطق باسم جيش الاحتلال استمرار وقف امداد وقود الكهرباء الى غزة بذريعة مقتل ثلاثة من جنود الاحتلال هي "حجة واهية"، يستخدمها الاحتلال لتبرير استمرار الحصار المشدد على غزة. وأوضح أبو زهري في بيان تلقت "الرياض" نسخة منه، ان الحصار كان قائما قبل أحداث اليوم، كما أن هذه الأحداث وقعت على أطراف قطاع غزة في سياق دور كتائب القسام وقوى المقاومة في منع التوغلات الإسرائيلية اليومية، مؤكدا أن حركة حماس ستواصل دورها في مواجهة استمرار العدوان والحصار، وهدد أبو زهري بان الاحتلال سيكون مهيأ لدفع ثمن باهظ ان ما لم يتم رفع الحصار ووقف العدوان على القطاع.