تزامن افتتاح مؤتمر "بيوفيجن 2008" في مكتبة الاسكندرية مع الذكرى الخامسة لافتتاح المكتبة. وتبحث مؤتمرات"بيوفيجن"السنوية في آفاق تطور علوم البيولوجيا في القرن 21 وآثارها على حياة البشر وأنشطتهم. وأطلقتها جامعة ليون الفرنسية مع مستهل الألفية الثالثة. ويرفع هذا المؤتمر العلمي شعار"من الوعود الى الممارسة"تلخيصاً للهدف الرئيس الذي تركز عليه نقاشاته هذه السنة. ويتضمن الشعار إشارة الى محاولة المؤتمر رصد العلاقة بين التطور الضخم في علوم البيولوجيا المعاصرة من جهة، ومجموعة من المشكلات التي تعد العلوم بإيجاد حلول لها مثل الأمراض المستعصية والأوبئة وانهيار البيئة والتصحر وتناقص الأغذية وغيرها. وبمعنى آخر، يسعى"بيوفجن 2008"الى إلقاء الضوء على تناقض بارز بين فيض الإنجازات التي تتردد أصداؤها يومياً في علوم الجينات والوراثة، وندرة ما ينجم منها الى حلول عملية للتحديات الكبرى في حياة البشر وصحتهم ورعايتهم، خصوصاً في الدول النامية. وثمة بُعد آخر، في هذا التناقض عينه، يتمثل في القوة التي أعطاها التطور في علوم الجينات، لمجموعة من الشركات العملاقة التي تعمل في صناعة البذور المهندسة وراثياً والأطعمة المعدّلة جينياً، مثل شركة"مونسانتو". وبرزت حساسية هذا الموضوع وحدّة الخلافات حوله منذ اليوم الأول للمؤتمر. فقد مال فيليب ديمارسكو، رئيس"المنتدى الدولي لعلوم الحياة"الى دعم وجهة نظر شركات صناعة الأغذية المعدلة جينياً، ولم يتوان عن انتقاد الموقف العام لدول أوروبا وشعوبها، التي تميل الى التحفظ عن استخدام البذور المعدّلة جينياً في الزراعة، كما تنحو لمقاومة انتشار الأطعمة المعدّلة وراثياً. ووصف هذا الموقف بأنه ناجم عن"الخوف غير المبرر". في المقابل، جاءت كلمة كوجي أومو وزير الدولة الياباني السابق لشؤون العلم والتكنولوجيا، أكثر ميلاً لتأييد المخاوف المحقة في شأن الأطعمة المعدّلة جينياً، إذ دعا الى التعامل ايجابياً مع التطور الذي تمثله النباتات المعدّلة وراثياً مع أخذ السلبيات في تطبيقاتها في الاعتبار، خصوصاً لجهة استخدام البذور المعدّلة جينياً. والأرجح ان هذا الافتتاح نموذج من الحساسيات والرهانات الكبرى التي تحيط بعلوم الجينات وتطبيقاتها. ويساهم في أعمال المؤتمر أربعة من حائزي جائزة نوبل، هم ريشارد أرنست نوبل الكيمياء في العام 1991 وجون فين الكيمياء في العام 2002 وتورستان ويزل الطب 1981 وشيروود رولاند الكيمياء 1995. وللأخير الفضل في اكتشاف العلاقة بين مركبات الكربون المفلورة وتآكل طبقة الأوزون.