لماذا تكثر وجوه العلم البارزة في «بيوفيجن»؟ لماذا توجّب على كثير من علماء الغرب أن يتجاوزوا الصورة المهتزّة التي ترسمها الميديا في بلادهم عن أحوال مصر، كي يأتوا الى هذه المدينة التي «ترابها زعفران»، بحسب عنوان رواية شهيرة لإدوارد خرّاط؟ منذ أطلقته جامعة ليون في مطلع الألفية الثالثة، خصوصاً بفضل فيليب ديمارسكو، الرئيس السابق ل«بيوفيجن»، هناك تركيز على علاقة التطوّر في العلوم المتّصلة بظاهرة الحياة (=ال«بيولوجيا» Biology)، وبين حياة البشر في القرن ال21. إنطلق «بيوفيجن» في ظل موجات الهزّة الكبرى التي أحدثتها إنجازات علمية مثل استنساخ النعجة الراحلة «دوللي» والتعرّف الى التركيب الكامل لشيفرة الجينوم البشري. وبدت علوم البيولوجيا وكأنها أمسكت بالمفاتيح التي تمكّنها أخيراً من التحكّم في الكائنات الحيّة، ما عنى أن أبواباً لا حدود لها شُرّعت على امديتها الأشد رحابة. التحكّم في مواصفات النبات والحيوان، الأطعمة المعدّلة وراثياً، أطفال بمواصفات متطوّرة، نباتات تنمو بلا ماء، ثمار تحتوي لقاحات وأدوية، حيوانات لبونة بحليب ينمي جهاز المناعة وغيرها. ألحّ سؤال: كيف تستفيد المجتمعات البشرية من هذه الإنجازات، ناهيك بكيفية تحاشي أخطارها وتداعياتها اللانهائية، بل كيف توضع في خدمة تنمية المجتمع وتحقيق قفزة نوعية في حياة الكائن البشري؟ جاء «بيوفيجن» كمحاولة من جامعة ليون للإجابة. وبدا أن جزءاً من الإجابة يتمثّل في جمع وجوه بارزة في علوم الحياة كافة، في منتدى يلاقون فيه الناس والطلاب والشباب وممثلي المجتمع المدني والساسة وعلماء الاجتماع وغيرهم. من المقرر عقد الدورة المقبلة ل»بيوفيجين» في ليون (فرنسا) بين يومي 24 و26 آذار (مارس) 2013. ما نسّقَهُ «المكتبيّ» في «بيوفيجن 2012»، لم تحل أحوال السياسة في الشرق الأوسط، دون قدوم ريتشارد آرنست حامل جائزة نوبل للكيمياء، والعالِم المصري مصطفى السيّد الذي حوّل غبار الذهب النانوي دواءً لعلاج السرطان، وكيفن واريك اختصاصي الروبوت البيولوجي الذي هو أيضاً أول إنسان تُزرع فيه رقاقة إلكترونية، والياباني الحكيم كوجي أومو وهو رئيس «منتدى العلوم والمجتمع»، والأسترالي إريك هوتنر وهو اختصاصي في النباتات وهندستها الوراثية، ونيكولاس فرانشيسشيني، وهو اختصاصي في صنع روبوتات تُحاكي الحشرات، وديديه هوش وهو مدير «المنتدى الدولي لعلوم الحياة» International Forum on Biosciences، والراوندي الشاب روميان مورينزي وهو اختصاصي في الرياضيات يعمل مديراً تنفيذياً ل «أكاديمية العلوم للعالم النامي» (اختصاراً «تواس» TWAS) وغيرهم. وكالعادة، استطاع «المكتبي» (كما يطيب له أن يصف نفسه) إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، أن ينسّق فعاليات كثيرة، تمحوّرت حول هذه الوجوه. إضافة الى ذلك، ركّزت أعمال المؤتمر ومساراته على 3 محاور أساسية هي الصحة، والبيئة، والغذاء والزراعة، إضافة الى البعد الاجتماعي. كيف كانت المحصّلة؟ سؤال متروك لقرّاء هذه الصفحة، ولمن حضر «بيوفيجن 2012».