طالب رئيس الإكوادور رافاييل كوريا ونظيره الفنزويلي هوغو تشافيز ب "ادانة واضحة" لكولومبيا من أجل تسوية الأزمة في المنطقة المهددة باندلاع نزاع مسلح، بعدما نشرت الدولتان قوات على الحدود. في غضون ذلك، أفادت الحكومة الكولومبية بأن متمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية فارك فجّروا خط انابيب نفطياً في جنوب غربي كولومبيا، في هجوم ثأري يأتي بعد ايام قليلة من قتل الجيش الرجل الثاني في الحركة راوول رييس. وقال وزير المناجم والطاقة الكولومبي مانويل مايغوشكا، ان اصلاح خط انابيب تراساندينو الذي تبلغ طاقته مئة ألف برميل يومياً في اقليم بوتومايو، سيستغرق نحو ثلاثة ايام. ونفت كولومبيا اتهامات بأنها أحبطت جهوداً للإكوادور لتحرير الرهائن. وأفاد بيان للحكومة الكولومبية:"الاكوادور لم تتشاور أبداً، ولم تبلغ حكومة كولومبيا انها كانت تجري اتصالات مع فارك بهدف تحرير رهائن". وندّد تشافيز وكوريا خلال اجتماع عقداه في كراكاس بموقف كولومبيا، بعد الهجوم الذي شنته على معسكر لمتمردي"فارك"في الاراضي الاكوادورية، ما تسبب بالأزمة. وحذر كوريا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع تشافيز، من ان"الاكوادور لن تهدأ طالما ان الاسرة الدولية لم تصدر ادانة واضحة للمعتدي الكولومبي". وإذ ابدى استعداده لاستخدام"كل الوسائل الديبلوماسية"، اعتبر كوريا، ان منظمة الدول الاميركية اتخذت"خطوة اولى مهمة"، اذ نددت ب"انتهاك سيادة"بلاده من جانب كولومبيا. وستتوجه بعثة من منظمة الدول الاميركية قريباً الى منطقة الانديز، في انتظار عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأميركية في واشنطن في 17 الجاري. وقال تشافيز:"نحن ايضاً نتمنى ان يحل السلام، لكن لا يمكننا ان نقبل لأي من الاسباب ان تستخدم حكومة كولومبيا اراضي الاكوادور لزرع العقيدة الامبريالية"الاميركية، متعهداً مواصلة وساطته لدى الثوار الكولومبيين من اجل التوصل الى"تبادل انساني"بين الرهائن الذين يحتجزونهم وعدد من الثوار المسجونين. ونشرت فنزويلا ستة آلاف عسكري على الحدود الكولومبية فيما اعلنت تعبئة وحدة من قوات النخبة الاكوادورية. لكن نائب الرئيس الكولومبي فراثيسكو سانتوس اكد ان بلاده"لن تنجر الى الاستفزازات"، آخذاً على قوات فارك وعلى تشافيز انهم"تحالفوا ... لفرض رؤيتهم للعالم بواسطة العنف". إلى ذلك، قال تشافيز:"سنواصل العمل من أجل التوصل الى اتفاق انساني"للإفراج عن الرهائن. وحذر بوغوتا من انها"لن تستطيع التخلص"من القوات المسلحة الثورية في كولومبيا فارك". واشنطن وخففت واشنطن الحليف التقليدي لكولومبيا من خطورة نشر القوات الفنزويلية، واعتبر وزير الدفاع روبرت غيتس ان"الاحتمال ضئيل جداً"بنشوب نزاع مسلح. وعن احتمال دعم الولاياتالمتحدةلكولومبيا، حليفتها في المنطقة، في حال حصول نزاع، اجاب غيتس ان"الكولومبيين قادرون على حماية انفسهم". وأعلن وزير الدفاع الفنزويلي غوستافو رانغيل بريسينو ان بلاده تكاد تنجز نشر عشر كتائب عند الحدود مع كولومبيا، ما يؤشر الى تصاعد الازمة التي تشهدها اميركا اللاتينية. بيتانكور ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي"كل الاطراف المعنيين"الى"ضبط النفس"بعد مكالمة هاتفية اجراها مع تشافيز، وشكره خلالها"مرة جديدة على جهوده"في قضية الرهائن، بحسب بيان نشر في باريس. وشجع ساركوزي في مقابلة اجرتها معه المحطة التلفزيونية الاولى الكولومبية ار سي ان قوات فارك على مواصلة"استراتيجية اطلاق الرهائن الانسانية".