سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"سوني" هزمت "توشيبا" في اسطوانات الليزر ."معرض القاهرة للمعلوماتية والاتصالات": خروج من قمقم البرمجيات المحلية و "الانترنت في جيبك" شعار مشترك ... للكومبيوتر والخليوي
على عكس السنوات السابقة، خرج "معرض القاهرة للمعلوماتية والاتصالات" ويُعرف باسمه المختصر "آي سي تي كايرو" Cairo ICT في دورته الثانية عشرة التي اختتمت أخيراً، من قمقم المحلية إلى رحاب الإقليمية كمقدمة لتحقيق طموحه في الوصول إلى العالمية. وشهد مشاركة 350 شركة نشرت منتجاتها على مساحة 19 ألف متر مربع. واختيرت فنلندا ضيف شرف للمعرض الذي تلقى أيضاً دعماً حكومياً مميزاً. ولاحظ وزير الاتصالات طارق كامل ان المعرض يمهد لنشاطات مماثلة تستضيفها القاهرة، كمعرض"افريكا تليكوم"في أيار مايو وملتقى"دافوس"في الشهر نفسه ولقاء الهيئة الأميركية المشرفة على الانترنت ICANN الأيكان فى تشرين الثاني نوفمبر من العام الحالي. وقال ان"آي سي تي كايرو"اثبت نضوج المعلوماتية وصناعتها مصرياً، مشيراً إلى احتضان الدورة الثانية عشر من هذا المعرض لقرابة 40 مشروعاً من مشروعات خريجي الجامعات المصرية، والوجود القوي للشركات المصرية المتوسطة والصغيرة التي تساهم بانتاجها مع الشركات الكبرى. وشاركت في المعرض 20 شركة من فنلندا، عرضت تطبيقات الكترونية متقدمة في التعليم والصحة والحكومة الرقمية. وحضره بيير لافييت الاب الروحي ل"القرى الذكية". وفي سياق المعرض، قدمت شركة "المصرية للاتصالات"أدواتها التكنولوجية في"الاتصالات الثلاثية"، التي تسمى تقنياً"تريبل بلاي"Tripple Play، والتي تنفّذ بالمشاركة مع مؤسسة"تي داتا"TE DATA. وأعلنت شركة"لينك نت"رفع سرعة شبكاتها الخليوية في الاتصال مع الانترنت الى 8 ميغابايت في الثانية. وكذلك كشفت وزارة الصحة تفاصيل مشروعها في"الأرشيف الالكتروني". الليزر"يثأر"للفيديو وانتهزت مجموعة من الشركات العالمية، مثل"هواوي"و"انتل"و"سيسكو"و"افايا"، فرصة المعرض لتطلق منتجات متقدمة، تركزت حول تطوير الخليوي والكومبيوتر ليتلاءم مع الانتقال الى شبكات الجيلين الثالث والرابع للهواتف النقّالة. واتضح في المعرض ميل الحاسوب وصناعته الى مزيد من الاندماج مع الاتصالات المتطورة وأدواتها ونُظُمها وبرمجياتها. وحاز"أي سي تي كايرو"قصب السبق في عرض تلك المنتجات للمرة الأولى في الشرق الأوسط. ففي جلسة الجيل الثالث وتكنولوجيا الاتصالات المتنقلة، بيّن حسن ابو وافي مسؤول التسويق في شركة"هواوي"Hawauii لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن لدى الشركة حلولاً تقنية لتوفير خدمات الجيل الثالث للخليوي باستخدام البنية التحتية التكنولوجية للشبكات الشائعة للجيل الثاني، أي أنها لا تستلزم إدخال تعديلات كبرى على الشبكات المستخدمة راهناً. ويؤدي ذلك الى الحصول على نقلة نوعية في الاتصالات من دون تكلفة استثمارية ضخمة. وأشار الى ضرورة استقدام تكنولوجيا"الشبكات القابلة للتطوّر على المدى الطويل"Long Term Evolution Networks "والتي لا تقتضي، هي أيضاً، تغييراً في الشبكات المستعملة راهناً. وفي السياق عينه، أوضح الدكتور خالد العمراوي مدير شركة"انتل" Intel في شمال افريقيا والمشرق العربي أن التقنيات الرقمية المتنقلة تُمثّل مساحة لتلاقي التكنولوجيا المعلوماتية، التي ترسم تطور الكومبيوتر والانترنت، مع التقنيات الرقمية في الاتصالات المتطورة. وتحدّث عن تطور الرقاقات الالكترونية، وهي بمثابة عقل الحاسوب المُفكّر، التي صارت تتسع لبلايين من الترانزستورات، فيما تقلصّ حجمها باستمرار، تماماً كما توقع العالِمْ الشهير غوردن مور الذي أسس شركة"انتل"بالمشاركة مع آندي غروف. وبيّن أن الشركة ابتكرت أيضاً استراتيجية تحمل عنوان"كل النظام على الرقاقة"، وكذلك ركّزت الى إدماج عنصر الاتصالات الخليوية مع القدرات الأخرى للكومبيوتر. وراهناً، تصنع"انتل"رقاقات شديدة القوة وصغيرة الحجم ومتعددة القدرات، بحيث تستعمل في صنع أدوات صغيرة الجحم تستطيع أداء دوري الكومبيوتر والخليوي معاً، وخصوصاً من خلال قدرتها على التعامل مباشرة مع الانترنت. وتضع الشركة هذه الأدوات ضمن استراتيجية"الانترنت في جيبك"، التي تشير الى أدوات تستعمل رقاقات الكترونية صنعت باستخدام تقنية 45 نانومتراً والنانو هو كسر من البليون من المتر، وقد أطلقتها"انتل"في سياق مشاركتها في"أي سي تي كايرو". ووصل عدد هذه الرقاقات الجديدة الى 16، بينها 12 مصممة للحواسيب بأنواعها كافة، والأربعة الباقية موجهة لخوادم الانترنت"سيرفر"Server. وتمتاز جميع رقاقات الشركة راهناً بخلوها من مادة الرصاص1. وبدءاً من هذا العام ستصبح خالية من ال"هالوجين2"ما يجعلها أكثر توافقاً مع مفهوم حماية البيئة. ولأن الشركة تركّز أيضاً على تخفيض استهلاك الطاقة في رقاقاتها، طوّرت تقنية: التخفيض العميق للطاقة"Deep Power Down Technology. وتعتبر هذه الرقاقات أساساً في صنع المعالجات الرقمية الدقيقة من نوع"سنترينو" Centrino الشائعة في صنع الحواسيب المحمولة. وتستطيع هذه المعالجات التعامل بسهولة مع الاسطوانات الليزر الرقمية الحديثة التي تُخزّن على الوجهين، مثل اسطوانات"بلوراي" Blu Ray التي تصنعها شركة"سوني"Sony . وشهد المؤتمر نقاشات عدّة عن اعلان شركة"توشيبا" Toshiba عزمها على وقف انتاج اسطوانات"اتش دي دي في دي"HD DVD، ما وضع نهاية للتنافس بينها و"بلوراي"، فصارت سوق اسطوانات الليزر الرقمية في يد شركة"سوني"راهناً. وأثار الأمر ذكريات ليست بعيدة. ففي الثمانينات هزمت"توشيبا"منافستها"سوني"في سوق أشرطة الفيديو، إذ احتكرت أشرطتها الكبيرة الحجم تلك السوق، وطردت الأشرطة المُنافِسة الصغيرة الحجم. "مكاتب"الخليوي في سياق مشابه، قال روجيه الطويل مدير التسويق في شركة"أفايا" Avaya إن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تشهد تطوراً كبيراً. وأضاف أن شركته تقدم برامج المكتب التي تصل عبر الموبيل بما يمكن رجال الأعمال من متابعة أعمالهم من طريق الهاتف المحمول. وفي تطور متصل، اتخذت شركة"سيسكو"Cisco العالمية المتخصصة في شبكات الكومبيوتر، من معرض"أي سي تي كايرو"منصة لشرح "نظام للوسائط الرقمية" Digital Media System في سياق إدخاله إلى أسواق الشرق الأوسط. ويجمع بين الفيديو الرقمي والتوقيع الالكتروني، كما يسهل إنشاء الشبكات الرقمية واللاسلكية ونشرهما. في الإطار نفسه باشرت شركة"صن مايكروسيستمز"Sun MicroSystems حملة استثمار ضخمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في سعي منها لمضاعفة أعمالها في مصر ودول الخليج العربي عند حلول عام 2011. وارتأت الشركة زيادة أعداد موظفيها في هذه المنطقة بنسبة 35 في المئة عند نهاية السنة. وتعمل الشركة حالياً على توظيف عدد من المحترفين من المنطقة، وتواصل في الوقت نفسه البحث عن المواهب الشابة في أوروبا وآسيا. وفي هذا الصدد، أوضح كريس كورنيليوس، المدير التنفيذي للشركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ل"الحياة"، ان من المهم أن تستمر الشركة في العمل على إشباع حاجة المنطقة من التقنيات التي تشكل المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي في منطقة الخليج العربي. وأكد أن الشرق الأوسط يحتاج 40 مديراً تنفيذياً محترفاً قبل نهاية النصف الأول من العام 2008. ورأت"صن"أن المؤسسات المتخصصة في تطوير برمجيات الكومبيوتر والخدمات تشهد نمواً حيوياً في منطقة الشرق الأوسط، على رغم أنها تفتقر الى التكامل المطلوب في توجّهاتها. وأشارت إلى أن خدمات الاتصالات، والحكومة والطيران، والخدمات المالية تشهد طلباً متنامياً على برمجيات الكومبيوتر المتخصصة في إدارة المعلومات والتعامل مع قواعد البيانات. في الإطار نفسه اكد المشاركون فى جلسة"نحو مجتمع تنافسى... الرؤية والتطبيق، ضرورة الاهتمام بتدريب الخريجيين والطلاب على مهارات استخدام التكنولوجيا الرقمية، ووضعها في سياق مخطط أشمل للتنمية. وأورد الدكتور سمير شاهين عميد هندسة القاهرة،"ان هناك فكرة ظهرت منذ سنين لاستخدام تكنولوجيا التعليم الذكية، تحت اسم"سمارت كامبس"Smart Campus... ووقع اتفاق بين كليتي التكنولوجيا والهندسة في القاهرة، تبعه توقيع بروتوكول بين هندسة القاهرة ووزارة الاتصالات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات... لقد توصلنا الى استنتاج مفاده أن الاقسام التى يوجد فيها طلاب أقل يكون انتاجهم أعلى، لأن المحتوى والابحاث يستطيعون دراستها بسهولة، ما يدفع الطلاب إلى المنافسة واستمرارية التعليم". واعترف شاهين بوجود ازمة من نوع خاص في دراسة كلية الهندسة:"عدد الطلاب زاد من 3 آلاف الى 15 ألف طالب في سنوات محدودة، ما ألقى بأعباء كبيرة على طريقة وصول المعلومة إلى الطلاب". وكذلك أفاد الدكتور صلاح عليوة وكيل وزارة التربية والتعليم للتطوير التكنولوجى أنه"منذ 4 سنوات بدأنا التفكير في تفعيل سياسة التعليم النشط لأن احد المشاكل التي كانت تواجهنا في الوزارة هي ان الطالب كان يتحول من متلق متفاعل مع المعلومة الى مجرد متلق ما دفعنا لاستخدام وسائل تكنولوجية تفاعلية... إن فلسفة هذا النظام ان الطلاب يكونون اكثر نشاطاً وحركة بدلاً من سياسة الحفظ والتلقين... إن التعاون الوثيق بين وزارتي التربية والتعليم والاتصالات حقق الطفرة الملموسة التي بدأت وستستمر". وفي السياق عينه، أشار علي موسى رئيس الغرفة التجارية في القاهرة إلى أن التجار صاروا ينظرون للتعليم في شكل مختلف:"نريد تعليماً موجهاً ليفيد المجتمع... من هنا جاءت فكرة أكاديمية التجزئة للتجار بعد متغيّرات من نوع تحرير التجارة عالمياً ما ألقى بالعبء على التجار... نريد للتجار المصريين أن يكونوا على قدر عالي القدرة على المنافسة عالمياً... ولذا، ننصح الأكاديمية بصنع برامج كومبيوتر تفيد التاجر الصغير في إدارة محله المتواضع". وفي سياق متصل، أوضح كريم رمضان مدير شركة"مايكروسوفت"في مصر أن الشركة ترى فرصاً واعدة للنمو في السوق المحلية:"بدأت الشركة من شقة صغيرة بالايجار تضم عدداً صغيراً من الموظفين الى شركة لها مقر كبير في"القرية الذكية"... لسنا وحدنا... هناك شركات عالمية أخرى، وخصوصاً الشركات الهندية". وبيّن ان ذلك يطرح المزيد من التحدي في العثور على مهندسين مهرة في مجال المعلوماتية، خصوصاً أن كثرة تميل للسفر الى الخارج. وأشار إلى أن"هذا الوضع التنافسي الحاد يفرض العمل على رفع مهارات الخريجين ليكونوا مؤهلين للعمل في قطاع التكنولوجيا الرقمية". وكشف رمضان"أن التجار من اصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لا يعرفون شيئاً عن استخدام الحاسب الآلي... ودفعنا ذلك الى التعاون مع الغرف التجارية والصندوق الاجتماعي للتنمية ومركز دعم وتحديث الصناعة". وأفاد العمراوي أن صناعة تكنولوجيا المعلومات تتحرك بسرعة:"الانخفاض المستمر في أسعار الأجهزة يدفع الناس لاقتنائها... يصل سعر الحاسوب المكتبي إلى قرابة 850 جنيهاً 162 دولاراً وهو أمر كان حلماً في الماضي القريب". وكشف أن 15 في المئة من خريجي الجامعات يتمتعون بمستوى متقدم، لذا فإن الشركات العالمية تسعى لاجتذابهم:"تقدم"انتل"برنامجاً كبيراً لتدريب المعلمين شمل 100 ألف مدرس... هناك إتجاه لتدريب المدرسين قبل تخرجهم من كليات التربية، وثمة برنامج آخر للتدريب من بعد ضمن خطة لتدريب 650 ألف مدرس على التكنولوجيا". وأكد تفاؤله بارتفاع الأداء التعليمي للخريجين مستقبلاً، مشيراً الى وجود تنافس شرس في السوق العالمية. وبيّنت الدكتورة هدى بركة مستشارة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،"أن الدولة تهتم بتحسين وتطوير التعليم وصقل مهارات الخريجين وميدان التكنولوجيا الرقمية... فمثلاً، أهدى رئيس الوزراء أحمد نظيف المتفوقين 20 ألف كومبيوتر... لدينا 40 الف مدرسة، ولكن المبادرات المتاحة تعمل على 4 آلاف مدرسة". وشدّدت على أهمية ادراج المعلوماتية والاتصالات في سياق التنمية الشاملة للمجتمع.